مدى شلبك - النجاح الإخباري - أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على ضرورة تهيئة الظروف لخريطة طريق سياسية في الأسابيع المقبلة، جاء ذلك في بيان صدر عن الرئاسة الفرنسية، بعد أن استقبل الرئيس وفدا من المجلس المركزي الفلسطيني، يرأسه عزام الأحمد الجمعة في قصر الإليزيه.

وبخصوص الدور الفرنسي البديل في عملية السلام أوضح المحلل السياسي حسام شاكر، المختص بالشأن الأوروبي أن فرنسا دائما كانت طرفا مبادرا في العقود الأخيرة فيما يتعلق بآفاق التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في الوقت الذي اقتصر فيه الدور الفرنسي بالعموم على مبادرات هدفها تحريك المياه الراكدة وإشغال الوقت.

وأضاف شاكر، في حديث لـ"النجاح الإخباري"، أن خطوات فرنسا الحالية متوقعة في ظل إنهيار مشروع حل الدولتين على أرض الواقع الإسرائيلي الذي سد منافذ هذا الخيار، في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أنهى خيار حل الدولتين عندما أعلن القدس عاصمة لإسرائيل، وعمليا حسم المفاوضات لصالح اسرائيل بشكل استباقي، ووضع الخيارات للجانب الإسرائيلي، ما يفرض على الفلسطينيين أن يتفاهموا مع الإسرائيليين ضمن شروط وطريقة إسرائيلية بإطار توازنات غير متكافئة.

وأشار إلى أن فرنسا حريصة على إبقاء الأمل في مسار التفاوض، لكنها تعلم أنه حتى عندما كان باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة ومع دعمه لخيار حل الدولتين، لم ينجح الأوروبيون بإلزام أميركا بخيار معين، والآن وقفت الولايات المتحدة في الخانة الإسرائيلية والفلسطينيين وحدهم بلا خيارات واقعية.

وبين أن الخطة الفرنسية تتمثل بعقد عدة لقاءات لكن لا يمكن توقع أي شيء حقيقي ومجد، واحتمال الذهاب إلى تفاوض لا يمكن أن يترب عليه حقوق فلسطينية، بعدما أوضح الجانب الفلسطيني عن نيته التحرك لإيجاد خيارات بديلة، لكن هذه الخيارات من الصعب أن تتحرك دون الجانب الأمريكي لأن المعطيات انتفت الآن وهذا تحد للواقع الفلسطيني الذي عليه أن يدرك المتغيرات بالبحث عن خيارات بديلة.

وقال شاكر، إن الخيارات الأوروبية البديلة هي محاولة لإبقاء الأمل لخيار الدولتين، ولا بد أن يكون واضحًا أن الدولة الفلسطينية التي من الممكن أن تتمخض عن اللقاءات لا يمكن أن تكون دولة حقيقة، كونها فاقدة للسيادة وللتواصل الجغرافي وللسيطرة على الموارد وسيادتها شكلية، وستكون دولة مريحة للإسرائيليين ويترتب عليهم التزامات.

وذكر أن سيناريو "قلب الطاولة" متاح بالنسبة للفلسطينيين، حيث تستطيع القيادة الفلسطينية تقديم استقالة جماعية، وترك الأمور ليتحمل العالم وإسرائيل قراراته، لأنه لا يممكن أن يُترك الفلسطينيون وحدهم يتدبرون لقمة عيشهم وهذا الخيار أفضل من أن يدخل الفلسطينيون في قفص بلا آفق سياسي.

وتبقى هذه التحليلات قائمة بناء على معطيات المرحلة الراهنة فيما سيكون لاجتماع المجلس المركزي القادم منتصف الشهر الجاري كلمة تحدد من خلاله سياق المرحلة والوضع القادم.