النجاح الإخباري - نبرة رئيس دولة فلسطين محمود عباس في خطابه أمام قمة منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول كانت قوية وشديدة وجريئة، كيف لا تكون كذلك والأمر يتعلق بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ودرة التاج، مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية.

خطاب الرئيس رسم خارطة طريق فلسطينية- عربية- إسلامية، لمواجهة اعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وشكل اساسا لبناء استراتيجية وطنية فلسطينية شاملة، لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإسقاط مشاريعه التصفوية.

الرئيس عباس الذي بدى غاضبا أثناء القاء خطابه في القمة الاسلامية التي عقدت لبحث سبل التصدي لإعلان الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وجه رسائل شديدة اللهجة إلى إسرائيل وحليفتها اميركا، ودعا العرب والمسلمين إلى التحرك فورا لمجابهة الاعلان الاميركي والضغط لإلغائه واتخاذ قرارات جريئة، قبل ان يصبح واقعا على الأرض.

الرئيس أكد في خطابه بما لا يدع مجالا للشك رفض القرارات الأميركية الأحادية وغير الشرعية والباطلة، وان الولايات المتحدة فقدت الأهلية كوسيط في العملية السياسية، ولم يقف عند ذلك، بل أعلن أنه في حل من الاتفاق معها على عدم التوجه إلى المنظمات الدولية، على اعتبار أن ذلك كان مشروطا بعدم نقل سفارتها إلى القدس، واستمرار دعم السلطة والضغط على اسرائيل بشأن الاستيطان.

قد يبدو للبعض ان تلك مجرد تصريحات غاضبة كرد فعل على اعلان ترمب، إلا أن الرئيس أكدها بإعلانه أنه سيتوجه إلى مجلس الأمن الاسبوع المقبل، للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وانه سيواصل ذلك حتى الحصول على هذه العضوية.

وختم الرئيس خطابه برسالة وجهها إلى العالم، خاصة إسرائيل وحليفتها: "دولة فلسطين إذا لم تقم بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 1967، لن يكون هناك سلام في المنطقة ولا في الإقليم ولا في العالم، عليكم ان تختاروا".

وقال نائب الأمن العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، الخطاب كان شاملا ووضع الامور في نصابها، وألزم المجتمع الدولي والعرب والمسلمين بتحمل مسؤولياتهم القانونية والاخلاقية والسياسية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، خاصة فيما يتعلق بالقدس.

وأضاف الولايات المتحدة بعد اعلان ترمب لم تعد مؤهلة لأن تكون راعية لأية مفاوضات بين الجانبين، والبديل التوجه إلى الأمم المتحدة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، من خلال الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام برعاية الامم المتحدة، تنبثق عنه هيئة أممية لرعاية أية مفاوضات مقبلة، وتتولى تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع.

وحول الاتفاقات مع اسرائيل، أكد رأفت انه لا يمكن بعد اليوم أن نبقى متمسكين بهذه الاتفاقات كون اسرائيل تنصلت منها جميعها، وسنواصل العمل مع الاشقاء العرب والمسلمين والاصدقاء في العالم لحث الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين حتى الآن، على القيام بذلك.

وأكد ان الرئيس سيقوم فور عودته إلى أرض الوطن بالتوقيع على انضمام دولة فلسطين للعديد من المعاهدات والاتفاقات الدولية.

ودعا رأفت الدول العربية والاسلامية لتحديد علاقاتها بدول العالم على ضوء مواقفها وردود أفعالها من قضية القدس، وبالتحديد من الاعلان الأميركي، وطالب الدول العربية والاسلامية بسحب سفرائها من تل ابيب وطرد سفراء اسرائيل، ردا على اعلان ترمب بشأن القدس.

وأكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، ان خطاب الرئيس امام قمة التعاون الإسلامي كان جريئا وواضحا وصريحا ومتحديا ورافضا للانصياع للواقع الأليم الذي فرضه اعلان ترمب بشأن القدس، وتحدى من خلاله الدول المجتمعة وكافة دول العالم لاتخاذ مواقف ضد الاعلان والعمل على ابطاله.

وأوضحت ان الادارة الاميركية انهت رعايتها لعملية السلام وجعلت من نفسها غير كفؤة للعب هذا الدور، بل أصبحت شريكة مع إسرائيل في جرائمها.

وقالت: سنتوجه إلى الأمم المتحدة للقيام بمسؤولياتها لرفع الظلم عن شعبنا، وسنطالب بالاعتراف بدولة فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

وأضافت: إسرائيل قضت على العملية السياسية، وبالتالي لن نلتزم من جانبنا بالاتفاقات الموقعة معها، يجب تعديل هذا الخلل.

وأكدت ان القيادة بصدد التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يلغي اعلان ترمب، كونه يتعارض مع القانون الدولي، وفي حال استخدمت الولايات المتحدة "الفيتو" سنتوجه إلى الجمعة العامة للأمم المتحدة، كونها راعية السلام في العالم، ويجب ان تحافظ على مكانتها ومصداقيتها.

وشددت على ضرورة اتمام المصالحة بأسرع وقت ممكن، ووضع برنامج وطني موحد من اجل مواجهة التحديات المحدقة بمشروعنا الوطني وبقضيتنا الفلسطينية.