النجاح الإخباري - ندد عدد من قادة دول العالم وشخصيات دينية وعالمية، بالقرار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستنقل سفارتها إلى هناك.

وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الأربعاء، عن رفض مصر للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ولأية آثار مترتبة عليه، وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان له، إن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس السيسي من أخيه الرئيس محمود عباس الليلة، تناول بحث تداعيات القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، في ظل مخالفة هذا القرار لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانوني لمدينة القدس، فضلاً عن تجاهله للمكانة الخاصة التي تمثلها مدينة القدس في وجدان الشعوب العربية والإسلامية.

وقالت  الحكومة الأردنية، إن قرار الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها اليها، يمثل خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد أن وضع القدس يتقرر بالتفاوض، وتعتبر جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة، وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني في بيان مساء اليوم الأردن، إن المملكة ترفض القرار الذي يزيد التوتر، ويكرس الاحتلال، ويؤجج الغضب ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والاسلامي، وأضاف أن المملكة تؤكد أن القدس قضية من قضايا الوضع النهائي يجب أن يحسم وضعها في إطار حل شامل للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية سبيلا وحيدا لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، ووفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وشدد، على أن اعتراف أي دولة بالقدس عاصمة لإسرائيل لا ينشئ أي أثر قانوني في تغيير وضع القدس كأرض محتلة، وفق ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية في قرارها حول قضية الجدار العازل، وقال: إن هذا الاعتراف باطل قانونا كونه يكرس الاحتلال الاسرائيلي للجزء الشرقي من المدينة الذي احتلته اسرائيل في حزيران عام 1967، لافتا إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 478 ينص على عدم الاعتراف بالقانون الأساسي الإسرائيلي حول القدس ويدعو الدول التي أنشأت سفارات في القدس لإغلاقها، وأضاف أن كل إجراءات إسرائيل في القدس التي تهدف الى تغيير طابعها ووضعها القانوني، بما في ذلك إعلانها عاصمة لها هي، إجراءات باطلة ولاغية كما أكدت على ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خصوصا القرارات 465 و 476 و478، وذكر : إن المملكة تؤكد ضرورة أن تُمارس الولايات المتحدة دورها الأساس وسيطا محايدا لحل الصراع وتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، الذي أجمع العالم انه السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق السلام الدائم.

وأكد أن المملكة ستستمر في بذل كل جهد ممكن، واتخاذ جميع الخطوات المتاحة ، وبالتعاون مع المجتمع الدولي، للوصول إلى هذا الحل وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وأشار إلى أن المملكة، وبالتنسيق مع الأشقاء في السلطة الوطنية الفلسطينية، دعت إلى عقد جلسة طارئة للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في القاهرة يوم السبت لتنسيق المواقف إزاء القرار الأميركي وللاتفاق على آلية عمل جماعية للحد من آثاره السلبية ومحاصرة تبعاته، وأضاف أنه تم الاتفاق مع تركيا على أن تنعقد جلسة وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي التي كانت دعت إليها المملكة في اسطنبول قبيل القمة التي دعت اليها الأربعاء القادم بدلا من يوم الأحد في عمان توحيدا للجهود.

وشدد على أن المملكة ستواصل جهودها الدبلوماسية المكثفة اقليميا ودوليا، وبتنسيق مكثف ومستمر مع الأشقاء في السلطة الوطنية الفلسطينية للدفع نحو جهد فاعل لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وحماية القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي فيها أولوية في مقدم الأولويات الأردنية.

وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم، الأربعاء بـ"المؤسف" قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وشدد في مؤتمر صحفي عقده في الجزائر حيث يقوم بزيارة، على "تمسك فرنسا وأوروبا بحل الدولتين إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وامن، ضمن حدود معترف بها دوليا ومع القدس عاصمة للدولتين"، وقال: إن هذا القرار مؤسف وأحادي الجانب وفرنسا لا تؤيده.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الهولندي، هالبه زيليسترا، مساء اليوم الأربعاء، أن "الحل الوحيد (لقضية القدس) هو خطة حل الدولتين، التي تنص على أن القدس مدينة يتقاسمها الفلسطينيون والإسرائيليون"، وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام هولندية، على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "ناتو" ببروكسل، تعليقًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأشار إلى أن إقدام الولايات المتحدة على نقل سفارتها إلى القدس بشكل أحادي رغم عدم وجود سفارة أي دولة فيها، هي "خطوة غير عقلانية وستضر بمسار السلام". وحذّر من أن اتخاذ خطوات أحادية من هذا النوع قد يكون له تبعات غير عادية مثل حدوث اضطرابات، وأضاف: "القدس مكان مقدس بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، واحتمال حدوث فوضى في الأماكن المقدسة مرتفع، وسنرى معًا انعكاسات هذه الخطوة".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، إن وضع القدس لا يمكن أن يحدد الا عبر تفاوض مباشر" بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مذكرا بمواقفه السابقة التي تشدد على رفض اي اجراء من طرف واحد، من شأنها أن تهدد احتمال السلام، وتابع غوتيريش بعد خطاب الرئيس الأميركي ترامب، مساء اليوم الأربعاء: "إن القدس هي قضية نهائية يجب حلها من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين على أساس قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة، مع مراعاة المخاوف المشروعة لكل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإنني أدرك التعلق العميق الذي تتمتع به القدس في قلوب الكثيرين، لقد كان ذلك لعدة قرون، وسيكون دائما"، وأضاف، "في هذه اللحظة من القلق الكبير، أريد أن أوضح: ليس هناك بديل لحل الدولتين. لا توجد خطة ب، بمكن فقط تحقيق التطلعات المشروعة لكلا الشعبين من خلال تحقيق رؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن واعتراف متبادل، مع القدس عاصمة لفلسطين واسرائيل، وحل جميع قضايا الوضع النهائي بشكل دائم من خلال المفاوضات، واختتم، "بصفتي الأمين العام للأمم المتحدة، سأبذل كل ما في وسعي لدعم الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة إلى مفاوضات هادفة وتحقيق هذه الرؤية لتحقيق سلام دائم لكلا الشعبين.

وحذر  الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، من التداعيات الخطيرة لإقدام الولايات المتحدة على قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال ونقل سفارتها إليها، لما يشكله ذلك من إجحاف وتنكر للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتجاهل لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، تهفو قلوبهم إلى مسرى النبي الأكرم، وملايين المسيحيين العرب، الذين تتعلق أفئدتهم بكنائس القدس وأديرتها، وشدد شيخ الأزهر في بيان له مساء اليوم الأربعاء، أن القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء في العالم، حتى لا يفقد الفلسطينيون، ومعهم ملايين العرب والمسلمين، ما تبقى لديهم من ثقة في فعالية  المجتمع الدولي ومؤسساته، وحتى لا تجد الجماعات المتطرفة وقودا جديدا يغذي حروب الكراهية والعنف التي تريد إشعالها في شرق العالم وغربه، وأكد البيان، أن ما يعانيه عالمنا العربي والإسلامي من مشكلات وحروب، يجب ألا يكون ذريعة أو عذرا للقعود عن التحرك الفاعل لمنع تنفيذ هذا القرار المجحف وغير المقبول ، كما يجب على المجتمع الدولي ومؤسساته، أن تأخذ بزمام الأمور، وتبطل أي شرعية لهذا القرار، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، وعاصمتها القدس الشريف، وقال، إنه في ضوء هذه التطورات الخطيرة، يدعو الإمام الأكبر هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لاجتماع طارئ لبحث تبعات هذه الأمر، كما يعلن عن عقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس بمشاركة  كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي، والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتبطل شرعية هذا القرار المرفوض الذي يمس حقهم الثابت في أرضهم ومقدساتهم .

ودعا الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الدول العربية الى وقفة واحدة لإعادة الهوية العربية الى القدس ومنع تغييرها، والضغط لإعادة الاعتبار الى القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية كسبيل وحيد لإحلال السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق الى أصحابها، ووصف عون موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، بأنه خطير ويهدد صدقية الولايات المتحدة كراعية لعملية السلام في المنطقة، وينسف الوضع الخاص الذي اكتسبته القدس على مدى التاريخ، ولفت الى ان هذا القرار، أعاد عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى الوراء عشرات السنين وقضى على كل محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم ، محذراً مما يمكن ان يحدثه القرار الاميركي من ردود فعل تهدد استقرار المنطقة وربما العالم اجمع.

ووصف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، مساء اليوم الأربعاء، قرار الرئيس الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه غير مسؤول، وقال تشاوش أوغلو في تصريح على حسابه على موقع التغريدات المصغرة "تويتر": نحن ندين الإعلان غير المسؤول الصادر عن الادارة الأميركية، فهذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ومع قرارات الأمم المتحدة".