النجاح الإخباري - قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، اليوم الإثنين، بأنَّه في حال أضاع الفلسطينيون فرصة اتّفاق القاهرة، فإنَّها ستكون الفرصة الأخيرة لإتمام المصالحة الفلسطينية.

وأشار "ميلادينوف" الذي يزور غزة لساعات، ويجتمع مع اسماعيل هنية في وقت لاحق، إلى أنَّه ناقش خطة مع الرئيس محمود عباس ليتابع وفدًا من الأمم المتحدة للمساهمة في تطبيق الاتفاق وتمكين حكومة الوفاق من تسلّم مهامها بغزة.

وأوضح ميلادينوف، خلال مؤتمر عقده في قطاع غزة بعد اجتماعه مع فصائل فلسطينية بحث خلاله ملف المصالحة، أنَّه سيراقب شخصيًّا إلى جانب مسؤولين في مكتبه عمليَّة تسلُّم حكومة الوفاق مهامها بغزة من أجل العمل المشترك لحل الأزمات في القطاع.

ولفت إلى أنَّ وجوده بغزة خلال عودة الحكومة ومتابعة الوفد الأممي لتسلم مهامها سيساعد في أن تكون هناك شفافيّة ومحاسبة لهذه العملية، وأنَّه سيساعد الوفد في إخبار مجلس الأمن بكيفية تطور عمليّة النقل والتسلم.

ونوَّه إلى أنَّ المجتمع الدولي يدعم اتفاق القاهرة.

وقال: "هناك تفاؤل وفرصة حقيقية في الوقت الحالي لذلك".

وأضاف: "لم أر أيَّ طرف يعارض تفاهمات القاهرة، على العكس رأيت الأمم المتحدة ومن مختلف الأطراف، وأطراف رئيسة تؤيد عودة الحكومة الشرعية للقطاع وهذا بسبب الوضع الإنساني الصعب في غزة، وأيضًا بفعل الوضع السياسي، فالانقسام دمَّر القضية الفلسطينية، ولا زال المجتمع الدولي قلقًا من انفجار الوضع الذي سيكون مدمّرًا".

ورحَّب المبعوث الأممي بقرار حماس حلَّ الَّلجنة الإدارية ودعوة الحكومة لكي تقوم بمهامها، مشيدًا بالدور المصري في هذا الإطار.

وأشار "ميلادينوف" إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، كما تراجعت الخدمات الصحية والبيئية وانعدام الكهرباء، لافتًا إلى أنَّ الأمم المتحدة عملت مع السلطة ومصر من أجل حلّ هذه الأوضاع الإنسانية، وسعت من أجل الوصول إلى حل سياسي لإنهاء الانقسام.

وأكَّد على أنَّ جميع الأطراف بما فيها إسرائيل لديها مصلحة في إنهاء الوضع القائم بغزة وعودة السلطة الشرعية للقطاع. مضيفًا: "الجميع يدرك أنَّ وضع غزة الإنساني الصعب الذي يمكن أن ينفجر ويقود لخطر شديد، ولكن مهمتنا اليوم أن نرى الحكومة تعود لغزة وتتحمل مسؤولياتها كاملة والتأكد من أنَّ التفاهمات التي تمَّت بالقاهرة يتمّ تنفيذها من كلّ الأطراف".

وأكَّد على ضرورة الاستفادة من تفاهمات القاهرة بعد معاناة الفلسطينيين لسنوات طويلة من الانقسام وعدم تنفيذ الاتفاقيات التي كانت توقّع بين أطراف الانقسام. معربًا عن أمله في أن تصل حكومة الوفاق لغزة خلال أيام من أجل تقديم خدماتها للفلسطينيين. داعيًّا الفصائل  كافة لتسهيل مهمَّتها، وعدم وضع عقبات في طريقها خاصةً وأنَّ الحكومة ستتعامل مع الكثير من الملفات الصعبة التي تتعلق بالموظفين بغزة والاحتياجات الإنسانية والوضع الإنساني المعقد.

ودعا ميلادينوف المواطنين و الفصائل كافة  للتحلي بالصبر خاصةً وأنَّ هذه الملفات لن تحل بسرعة كبيرة، وستأخذ وقتًا من أجل حلّها. مؤكّدًا على الحاجة إلى جهد جميع الفلسطينيين وعناصر المنطقة والمجتمع الدولي لضمان النجاح.

وأضاف: "نحن جاهزون لمساعدة الحكومة لتسلّم مهامها، وسنخبر المجتمع الدولي بكل التطورات على الأرض". مشيرًا إلى أنَّ الملف الأول أمام الحكومة سيكون مشكلة الكهرباء.

وأضاف: "أنا شجَّعت الحكومة على أن تقوم بذلك كلفتة طيبة تجاه سكان القطاع لحلّ كلّ المشاكل، إذا عادت الكهرباء لمستويات ما قبل الأزمة، فنحن جاهزون مع المجتمع الدوليّ للمساعدة لإعادة بناء البنية التحتيّة من أجل المساهمة بحلّ هذه الأزمة".

وتابع: "الكهرباء من الملفات السهلة التي يجب حلّها وهناك رغبة حقيقية لدى المجتمع الدولي بحلّها".

ولفت إلى أنَّ عودة الحكومة الفلسطينية لغزة ستكون خطوة مهمة لرفع الحصار المفروض على القطاع. مشيرًا إلى أنَّ الحصار اشتدَّ في الأشهر الماضية وأنَّه يجب أن يرفع وأن يتعافى الاقتصاد وخلق وظائف وفرص عمل جديدة وأن يسمح بالاستيراد والتصدير. معربًا عن أمله في أن تشهد الأشهر المقبلة تقدمًا في هذه الملفات.

وواصل: "نؤكّد لسكان غزة  أنَّ المجتمع الدولي يقف إلى جانبكم في الوقت الذي تواجهون فيه مصاعب إنسانية كبيرة". معربًا عن أمله في أن تكون عودة الحكومة وأخذها المسؤولية بغزة طريقا لإنهاء هذه المصاعب".

وأشار إلى أنَّ المصالحة بحاجة لكثير من الأموال في ظلّ النقص الكبير للدعم المقدّم للفلسطينيين في السنوات الأخيرة بسبب الانقسام. مبيّنًا أنَّ عودة الحكومة ستفتح المجال أمام إعادة تنشيط الاقتصاد وإنهاء الحصار وسيوجد حلول كبيرة للملفات كافة، ومنها ملف الموظفين المعقّد جدًا والذي يحتاج جهدًا كبيرًا من جميع الأطراف من أجل حلّه.