مدى شلبك و هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إنَّ خطاب الرئيس محمود عباس، أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة سيكون هامًا ويحدّد معالم المرحلة القادمة.

وأضاف أبو ردينة أنَّ زيارة الرئيس إلى نيويورك تشمل محورين، الأوَّل سيكون خطابه أمام الجمعية العامَّة للأمم المتحدة، والثاني اللقاء مع الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" ومستقبل الجهود الأميركية في المنطقة.

بدوره أفاد مستشار الرئيس للشؤون الخارجية نبيل شعث بأنَّ الرئيس يجد باجتماع الجمعية العامة مناسبة جيدة تتوازى مع الأحداث التي مرَّت بها فلسطين خلال سنين طويلة.

وأوضح شعث خلال مقابلته في برنامج "يحدث في فلسطين" على فضائية النجاح أنَّ الرئيس سيستخدم هذه الفرصة للعودة لوعد بلفور، وما قبل وبعد ذلك للوقوف على مسؤولية بريطانيا عن وعد بلفور والأمم المتحدة التي أصدرت قرار التقسيم واستخدمته إسرائيل لاحتلال جزء  كبير من فلسطين.

وأضاف شعث أنَّ الرئيس سيطالب بما نريده للذهاب لعملية سلام دون التوجّه لسرقة المزيد من أراضينا التي تستخدمه إسرائيل ضمن مشروعها الصهيوني.

كما سيؤكّد الرئيس خلال خطابه في الأمم المتحدة على أحقيتنا في إقامة  دولة فلسطينية مستقلة على حدود الـ(67) وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى عودة اللاجئين، وفقًا لشعث.

ولفت إلى أنَّ هذا الوقت هو المناسب كي تقبل حماس بما طالب به الرئيس وتعود الوحدة وحكومة التوافق وحل حكومة حماس المستقلة التي كانت توحي بأنَّنا دولة دون غزة.

وحول أهمية الوحدة الوطنية بهذا الوقت بالتحديد يقول شعث "عودة الوحدة الوطنية ستدعم موقف الرئيس أمام المتحدة، والبداية في وحدتنا، كما سيعطينا دفعة للأمام لمواجهة الاحتلال".

وأشاد شعث بالدور المصري في فتح العلاقات الإيجابية بين حماس وفتح وتصميمها على حلّ المشكلة، حيث كانت العنصر الاستراتيجي في بدء المحادثات بين الطرفين وتأثيرها الهام على مجرى القضية، وباستطاعتها أن تضمن تنفيذ ما تمَّ الاتفاق عليه، عدا عن التطور في الإطار العربي ويقينهم بأنَّ لا حل للفلسطينيين سوى عودتهم لأنفسهم.

وفيما يتعلق بتفاهمات حماس مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان مؤخَّرًا، يقول شعث لـ"فضائية النجاح": "أعتقد أنَّ تفاهماتهم انتهت ولو كان غير ذلك لانعكس موقف دحلان على دور مصر"، ويتابع "مصر كانت جزء من ذلك لأنَّها تريد وحدة حقيقية على حدوها وليس انتهازًا للفرص فقط، فدورها واضح منذ اليوم الأوَّل وهناك تطابق واضح بين المصلحة الفلسطينية والمصرية ولا دخل لدحلان بها".

واختتم شعث حديثه مع "فضائية النجاح" قائلًا": سنذهب لاتفاقات (2011) وإعداد انتخابات ديمقراطية، وتطبيق ذلك مع الفصائل  كافة، وبخطوات عمليّة على أرض الواقع في غزة من قبل حركة حماس أيضا.

 

حماس: جادون لإنهاء الانقسام وأبواب غزة مشرعة

في حديث هاتفي له مع "فضائية النجاح" عبّر المتحدّث باسم حركة حماس عبد اللطيف قانوع عن حرص الحركة على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، قائلاً: "تعاونت حركة حماس مع عدّة تفاهمات طرحت في عدد من العواصم العربية، والمصريون دعوا لمناقشة تفاهمات تقود لتحقيق وحدة وطنية".

وأكَّد قانوع على حلّ حركة حماس للجنة الإدارية لتستلم حكومة رئيس الوزارء رامي الحمد الله مهامها في غزة، نزولاً لرغبة مصر، وحرصاً على تحقيق المصالحة الوطنية، وتكريماً للشعب الفلسطيني.

وشدَّد قانوع على جديَّة الحركة بخصوص القرارات التي تتخذها، وقال: "نحن حينما نتحدث ونقرر نكون جادين بخصوص إنهاء الانقسام وتحقيق المصلحة الوطنية"، مشيراً إلى أنَّ الشعب يتوق لإنهاء الانقسام.

ودعا قانوع حكومة رئيس الوزراء رامي الحمدلله  للتوجه إلى غزة لتسلم مهامها، مشيراً إلى أنَّ أبواب غزة ووزارتها مفتوحة.

وأكَّد قانوع على أنَّ الوطن يتسع للجميع فلن تقصي أي حركة الأخرى، مضيفاً: "نحن مهتمون بإنهاء الانقسام لتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية والمجتمعية، لنظهر موحدين أمام الاحتلال ومترابطين سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي".

وأشار إلى ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، للتوجّه فيما بعد للمجتمع الدولي.

 

لا بديل لدور مصر

أكَّد الكاتب والمحلل السياسي د ناجي شراب، على أهمية  دور مصر ليس فقط في ملف المصالحة وإنَّما في ملف القضية الفلسطينية، وهذا دليل على أنَّه لا بديل لدور مصر، وهذه كانت أهم الخطوات، وهي الإدراك السياسي لكافة القوى السياسية،  بما فيها حماس وفتح بدور مصر لإنجاز ملف المصالحة وذلك لعدة أسباب تتعلق بعمق العلاقات التاريحية والقومية.

وأضاف شراب لـ"النجاح الإخباري ": إنَّ أحد أهم الضمانات الحقيقية لإنجاح المصالحة هو دور مصر ودورها لن يقتصر ع المرحلة الأولى وهي التفاهمات والحوار وتوقيع اتفاق وإنَّما أيضًا سيشمل مرحلة التنفيذ وهي ستكون لربما معقدة وشائكة وتحتاج لجهد وإشراف ومباشرة من الجانب المصري، وأحد العوامل التي دفعت لإنجاح هذه الحوارات هو دور مصر".

وعن وجود مصالحة حقيقية يقول شراب:" نحن أمام طريق طويل لإتمام المصالحة فما حدث حتى الآن فتح باب المصالحة ونحن نحتاج لدخول غرف المصالحة المتعددة والكثيرة والتي تحتاج لتنازلات من الطرفين الرئيسيين فتح وحماس وتحتاج لحسن نوايا ودور مصري فاعل، وحلّ الّلجنة الإدارية خطوة ممتازة فتحت باب التفائل وإمكانية أن نذهب خطوة أخرى نحو المصالح ولكن المصالحة ليست مسألة حلّ لجنة إدراية فقط ودمج موظفين وليست مجرد إجراء انتخابات أيضاً،  فالمصالحة أعمق من ذلك بكثير فهي إعادة بناء المنظومة الفلسطينية كاملة على أسس توافقية لرؤية وطنية واحدة".

ويضيف: "عملية دمج الموظفين في قطاع غزة تحتاج لموافقة إسرائيلية دولية وإقليمية، لأنَّ الدمج له بعد سياسي فعندما نريد دمج موظفي حماس لا بد من أن يكون هناك  التزام بالرؤية السياسية والبرنامج السياسي فالمسألة ليست إدارية وحسب، فالجانب الإداري والمالي لا خلاف عليه لكن نحتاج لموافقات دوليّة وحتى بشكل خاص إسرائيلية ليتم ع أساسها هذا الدمج".

وفيما يتعلق بمسألة الانتخابات يقول شراب: "كما أنَّ إجراء الانتخابات ليست قضية إجراء انتخابات رئاسية تشريعية ورئاسية فحسب  يطرح تساؤلات، أهمها على أي أساس وعلى أي برنامج سياسي سيتم إجراءها، فكل تنظيم له برنامجه  الساسي الخاص به لكن يجب ألا  يتعارض هذا البرنامج للقوى السياسية والفصائل مع الحراك السياسي العام وإلا كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يعترف بنتيجة الانتخابات، فالمصالحة تحتاج لجهد كبير وتنازلات كبيرة ومناقشة لكافة ملفات المصالحة".