نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يتوقع أن تترك زيارة الرئيس محمود عباس إلى تركيا، تداعيات على الوضع الداخلي الفلسطيني لجهة اختراق جدار الانقسام، على ضوء الحديث عن تفاهمات النقاط السبع بضمانات تركية والتي سبقها توافق بين الرئيس ورئيس حكومة الوفاق رامي الحمد الله بإعادة موظفين بوزارتي الصحة والتعليم في قطاع غزة كانوا أحيلوا للتقاعد المبكر بقرار سابق قبل نحو شهرين.

وقال الحمدالله خلال مؤتمر جمعه بالأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيوغوتيريش"، أمس: إنَّ قراره يهدف لضمان تقديم الخدمات للمواطنين بغزة في ظل تقارير إنسانية دولية تشير لتفاقم الوضع هناك.

الحمد الله دعا أمام ضيفه الكبير في الوقت ذاته حركة (حماس) لحلِّ لجنتها الإدارية، التي شكَّلتها لإدارة القطاع كخطوة لإنهاء الانقسام في مقابل تمكين حكومته لتعزيز عملها في القطاع المحاصر

تفاهمات النقاط السبع..

 

يأتي ذلك في ظلِّ ترقُّب الشارع لتفاهمات النقاط السبع التي يجري الحديث عنها بين حركتي فتح وحماس عبر الوسيط التركي على ضوء لقاء الرئيس عباس بنظيره التركي رجب طيب أردوغان.

 

وينصُّ الاتفاق الجديد بحسب ما نشرته مصادر صحافية، على أن تلتزم حركة حماس بحلّ الّلجنة الإدارية"، وثانياً "الشروع فوراً في تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الفصائل الفلسطينية"، على أن يكون ثالثاً "برنامج الحكومة هو وثيقة الوفاق الوطني (الموقعة عام 2006) أو أي صيغة يتم التوافق عليها من جانب المجموع الوطني"، وتلتزم حكومة الوحدة الوطنية الجديدة بموجب البند الرابع "بحل مشكلة موظفي حماس وعددهم (42) ألفاً في قطاع غزة من خلال عملية دمج الموظفين الحاليين والقدامى، على أن يلتزم الرئيس عباس استناداً إلى البند الخامس بوقف جميع الإجراءات الأخيرة التي اتَّخذت ضد قطاع غزة، وتقديم تسهيلات تخفف من وطأة الحصار المفروض على مليوني فلسطيني، يتلقى نحو (80%) منهم مساعدات غذائية من هيئات حكومية ومنظمات دوليَّة ومحليَّة، وينص البند السادس على "أن يتم التحضير لتنظيم الانتخابات العامّة في فترة لا تتجاوز ستة أشهر بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، فيما ينص البند السابع على "الدعوة إلى عقد اجتماع الإطار القيادي الموقت في فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر بعد تشكيل حكومة الوحدة ".

إعادة الموظفين ..

 

ويؤكد القيادي في حركة (فتح) تيسير نصر الله إنَّ القرار إيجابي ونابع من حرص القيادة على استمرار إيصال الخدمات للقطاعين التعليم والصحة لخدمة المواطنين في القطاع.

وطالب نصرالله، وهو عضو في المجلس الثوري، حركة حماس أن تتعامل بإيجابية مع الخطوة بحلّ لجنتها الإدارية وتمكين حكومة التوافق من العمل بغزة.

واعتبر أنَّ قرار الحكومة فرصة لإعادة الثقة بين الطرفين، ولمّ الشمل الوطني.

وأكَّد نصر الله أنَّ القرار ناجم عن خيار ذاتي لدعم الخدمات الصحية والتعليمية بغزة بعيدًا عن أيّ اعتبارات إقليمية أو ضغوطات هنا أو هناك.

بدورها سارعت حماس إلى الرَّد على القرار بالقول إنَّها في الاتجاه الصحيح داعية إلى اتباعها بإلغاء جميع القرارات التي اتَّخذت مؤخراً.

خطوة غير كافية

وقال متحدثون باسم الحركة في تصريحات منفصلة: قرار الحكومة بإعادة موظفي وزارتي الصحة والتربية والتعليم الذين أحيلوا للتقاعد في قطاع غزة إلى عملهم مجدَّداً "خطوة غير كافية".

وفي تعليق له، رأى عضو تجمّع الشخصيات المستقلة لدعم المصالحة خليل عساف أنَّ قرار الحكومة لا ينفك بحال من الأحوال عن ارتباط مباشر لجولة الرئيس المستمرة في أنقرة ووضع المصالحة.

ووصف عساف في تصريح لـ"النجاح الإخباري" القرار أيضًا بالخطوة الإيجابية لأنَّها تمس الموظفين وعائلاتهم.

وطالب عساف أن يتم فتح ملف المصالحة والبدء بالتطبيق الفوري لكافة القضايا التوافقية بما فيها عقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

اتجاه صحيح

بدوره رأى الناشط السياسي زاهر الششتري بمثابة إنهاء لضرر وقع على المواطنين وأنَّ هذا التراجع جاء في سياق اتصالات فصائلية ودعوات شعبية وقرار داخل حركه فتح لما كان لهذا القرار من انعكاسات سلبيه على المواطنين.

وأضاف الششتري في تصريح لـ"النجاح الإخباري": تراجع الحكومه هو بالاتجاه الصحيح".

أي خطوة تساعد

ويؤكِّد الكاتب أيهم أبو غوش بشكل عام أيّ خطوات من شأنها أن تحسن ظروف ومعيشة المواطنين في غزة يمكن لها أن تسهم في تخفيف الاحتقان القائم بين طرفي الانقسام.

واستدرك أبو غوش في تعليق لـ"النجاح الإخباري" بالقول: "لكني لا أعتقد أن ذلك كافيًا لإنهاء الانقسام لأنَّ الخلاف أعمق من كونه قضايا مطلبية آنية، ولإننا عشنا قرابة (10) سنوات بعد الانقسام ظلَّت فيها السلطة تنفق على غزة من الموازنة العامة فلماذا لم ينته الانقسام؟"

ويرى أبو غوش، "أنَّ المشكة الحقيقة تكمن في وجود تيار منغلق يرفض الآخر ويرفض الاحتكام إلى النظام والقانون، ويرفض الانتخابات كوسيلة للاحتكام من أجل حسم مسألة الانقسام والحصول على تفويض شعبي من شأنه أن يجدّد المسيرة الديمقراطية في فلسطين ويبث الروح في الحياة السياسية".