النجاح الإخباري -

بما يشير إلى عدم إحراز الاتصالات «غير المباشرة» التي جرى الحديث عنها مؤخرًا بين حركة حماس وإسرائيل، حول إتمام صفقة تبادل أسرى جديدة، ووصولها على الأرجح إلى طريق مسدود، قدَّم منسق ملف الأسرى في الحكومة الإسرائيلية استقالته، وهو ما أصاب عوائل الجنود الأسرى بالصدمة، ودفعهم لتقديم انتقادات حادة للحكومة.

 

وقدَّم "ليؤور لوتان"، الذي عيَّنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منسّقا خاصًا بشؤون الأسرى والمفقودين استقالته من منصبه، الذي شغله طوال السنوات الثلاث الماضية، قاد خلالها اتصالات «غير مباشرة» مع حماس، من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى، تضمن إعادة الجنود الموجودين بقبضة الحركة في غزة.

 

وأوضح مكتب نتنياهو أنَّ لوتان، وهو عقيد سابق في الجيش، طلب من رئيس الوزراء قبول الاستقالة، وذلك بعد السنوات الثلاث التي قضاها في العمل بهذا الملف الحساس.

 

ونقلت تقارير إسرائيلية أنَّ الاستقالة مردها «جمود الاتصالات» في الفترة الأخيرة مع حماس، خاصة وأنَّ تلك الاتصالات التي جرت لم تأت بنتائج.

 

وسبق أن كشف النقاب عن توسط العديد من الأطراف من بينها أطراف دولية، من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى، وهو أمر لم يخفه مسؤولون في حماس، التي وضعت شروطًا قبل الدخول في تلك المفاوضات لإبرام الصفقة.

 

يذكر أنَّ المسؤول الإسرائيلي المستقيل ناقش خلال سنوات الخدمة في منصبه، مع العشرات من المسؤولين ملف الأسرى في غزة. وتشير تحليلات إسرائيلية إلى أنَّ سياسيات نتنياهو حالت دون إحراز أي تقدم، بعد صدّ محاولاته التي شرع بها من قبل المستوى السياسي.

 

ويدلل ذلك على حمل المسؤول الإسرائيلي وجهات نظر مخالفة لتلك التي تتبناها حكومته تجاه إبرام صفقة التبادل الجديدة.

 

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر مطّلعة على تفاصيل المفاوضات، قولها إنَّ مسؤول الأسرى في حكومة تل أبيب قرَّر الاستقالة من منصبه بعد أن توصَّل إلى قناعات مفادها أنَّ المفاوضات بين بلاده وحركة حماس لإتمام صفقة تبادل «تعثرت ووصلت لطريق مسدود»، وأنَّ مساحة المناورة بالمفاوضات التي يحدّدها المستوى السياسي له لا تمكنه من التقدم بالمفاوضات، بل إنَّها تقلَّصت مؤخّرًا.

 

وفي إسرائيل أيضًا عقب ديوان نتنياهو على الاستقالة بالقول إنَّ هذا المسؤول طلب من رئيس الحكومة إعفاءه من منصبه، بعد ثلاث سنوات من تقلده للمنصب والقيام بمهامه، وأوصى بسبب حساسية المنصب من الناحية الإنسانية وما يتطلب من جهود مهنية بإبدال الشخصيات التي تتولى هذا المنصب.

 

ووجَّهت عائلتا الجنديين الأسيرين هدار غولدن وشاؤول أرون، انتقادات حادة لحكومة بلادهما، وأكَّدتا أنَّها لم تعمل بما فيه الكفاية لاستعادة الجنود الأسرى. وقالت عائلة "غولدن" إنَّ استقالة لوتان تعد «لائحة اتهام» ضد عجز رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن "افيغدور ليبرمان" عن إعادة "أورون شاؤول" و"هدار غولدين" إلى منزليهما، متهمة الحكومة بأنَّها تخلَّت عن الجنديين، ولم تفعل شيئا في الآونة الأخيرة لاستعادتهما.

 

وطالبت هذه العوائل نتنياهو بتعيين بديل بشكل سريع، وتطبيق قرارات المجلس الوزاري المصغر التي صدرت في (يناير/ كانون الثاني الماضي)، التي تهدف للضغط على حماس بكل الطرق الممكنة والفعالة من أجل استعادة الجنود. يذكر أنَّه جرى خلال الفترة السابقة الحديث عن «وساطة مصرية» لإبرام صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل، وأنَّ القاهرة بحثت الملف مع وفد قيادي من حماس، غير أنَّ الأمر لم يؤكّد.

 

وفي غزة لم تعلّق حماس ولا جناحها العسكري كتائب القسام على ما حدث في إسرائيل، خاصة وأنَّ الحركة كثيرًا ما اتَّهمت نتنياهو بعدم فعل شيء تجاه إعادة جنوده، ودعت سابقًا عوائل الجنود للضغط على حكومتهم.

 

وطلبت حماس في وقت سابق، ومع بداية إجراء الاتصالات معها، أن تقوم إسرائيل أولًا قبل التفاوض بإخلاء سبيل جميع الأسرى الذين أعادت اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم في صفقة التبادل الأخيرة التي جرى التوصل إليها في عام (2011) برعاية مصرية.

 

وكانت كتائب القسام قد تمكَّنت من أسر الجنديين خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام (2014)، وعقب الحرب تمكّنت من أسر إسرائيليين أحدهما من أصل أثيوبي، والآخر بدوي.

 

وعرضت كتائب القسام صورًا للإسرائيليين الأربعة، ورفضت الكشف عن أيّ تفاصيل تتعلق بهم دون الحصول على ثمن، ووضعت خلال احتفال شعبي صورهم على بوابات زنازين قامت بنصب هياكل لها في ميدان الجندي المجهول في مدينة غزة.