نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: تتسع فوهة التوتر الخليجي القطري يومًا بعد آخر، وتبدو المصالحة مشروطة بـ(10) طلبات طرحتها السعودية، ولا رجعة عنها كما تقول الرياض وأبوظبي، كطرد جميع أعضاء حركة "حماس" و"الإخوان المسلمين"، وضبط العلاقات الديبلوماسية مع إيران،.. فما سبب هذا الإنفجار، وكيف سينعكس على المشهد الفلسطيني؟

وفي هذا الصدد، يؤكِّد المحلل السياسي الفلسطيني، "د.ابراهيم أبراش"، أن الأزمة سيكون لها تأثير كبير على القضية الفلسطينية في اتجاهين، مع الإشارة إلى أنَّ أي توجه ضد قطر في المنطقة سيطال قطاع غزة سلبياً.

وقال أبراش في تعليق لـ"النجاح الإخباري" الخميس: ستتاثر فلسطين بشكل كبير جدًا، لأن من النقاط التي طرحتها السعودية والإمارات..أن تقوم قطر بقطع دعمها للإخوان وحركة حماس وبالتالي وضع حماس على قائمة "الإرهاب"، حيث تماشى ذلك من خطاب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب "   خلال قمة الرياض الأخيرة، عندما اعتبر حماس حركة إرهابية وهذا أمر خطير."

وشدد أبراش على "أنَّ دولة قطر تقدم الكثير من الدعم في قطاع غزة، مؤكِّدًا أنَّ أي تراجع للدور القطري في القطاع سيؤثر سلبًا على إنجاز هذه المشاريع خاصة قطاع إعادة الإعمار".

من جانب آخر، أكَّد أبراش أنَّ توسع التوتر سيؤدي إلى تشكيل تحالف بدأت خيوطه تتضح، وربما تكون إسرائيل جزء منه ما يعني تقدم "التطبيع" العربي مع إسرائيل خطوات إلى الأمام وسيؤدي في المحصلة إلى تراجع كبيرة على صعيد القضية الفلسطينية.

ورأى أبراش أنَّ التوتر سيؤدي في الوقت ذاته إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين للقبول بـ"الصفقة الكبرى" أو "الحل الإقليمي" المرتكز على الموقف العربي الجديد (التطبيع - مقابل الدولة الفلسطينية).

وكان مصدرمسؤول رجح  لـ"النجاح الإخباري" أن تلتزم القيادة الفلسطينية الحياد الإيجابي للمحافظة على أفضل علاقات تعاون مع كل الدول العربية، انطلاقًا من الإستراتيجية الوطنية "النأي بالنفس" وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية والخليجية.

وهنا يعلق أبراش مضيفًا: "المطلوب اتباع الديبلوماسية الذكية، وذلك لإرضاء الشركاء جميعهم".

وفي هذا الصدد يعتقد أبراش أنَّ التوجه المطروح لدى القيادة هو مواصلة الانفتاح على الخليج لضمان تداعيات إيجابية والمشي بين نقاط الأزمة دون أن يؤثر ذلك على الحالة السياسية الفلسطينية، وتقليل الخسائر قدر الإمكان.

وتلتزم القيادة الحياد التام حيال الأزمة، ولم تصدر أي موقف رسمي بشأن التوتر الذي بلغ ذروته بقطع السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى للعلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.

من جانبه، ثمَّن مدير مركز الإعلام بجامعة النجاح الوطنية "غازي مرتجى"، الصمت الرسمي للسلطة وفتح وعدم استغلال هذا الهجوم على حماس لصالح أجندات حزبية رغم ما وصل به الخلاف بين التنظيمين في الآونة الأخيرة يسجل لها.

وقال مرتجى في تعليق له على الأزمة: "إنَّه لا يوجد أمام حماس خيارات ولا مجال لتأبّط نظرية حرق الوقت ولا إمكانية لاستمرار الوقوف في الخط الرمادي فكل الخيارات القادمة سوداء إلا المصالحة أحلاها."

مواجهة جديدة

وفي هذا السياق يقول أبراش: "إنَّ الوضع مرشح للتدهور وأنَّه قد يطول لفترة طويلة، وذلك في ظل المؤشرات التي تؤكد بأنَّ واشنطن معنية بإطالة أمد الأزمة ونقل ما يسمى بـ"الربيع العربي" إلى دول الخليج بحثًا عن صفقات إضافية للتسليح أو وساطات لحل الأزمة.

وساطات حل على خط الأزمة ..

وبين مد وجزر بدأت وساطات عربية ودوليَّة لإطفاء النار المشتعلة في البيت الخليجي، وذلك في ظل التقارير التي أكَّدت أنَّ أمير الكويت صباح الأحمد الصباح يسابق الزمن لحل الأزمة.

لكن وكالة "كونا" الكويتية لم تذكر أي تفاصيل بخصوص هذا اللقاء، مكتيفة بالقول: "إنَّ أمير البلاد قام بـ"زيارة أخوية" إلى قطر."

وأفادت الوكالة "كونا" الرسمية الليلة الماضية، بأنَّ الشيخ صباح التقى بكل من حاكم دبي ونائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم"، ولم تكشف "كونا" عن أي نتائج لهذه المحادثات.

وأول أمس، قام الأمير "الأحمد" بزيارة خاطفة إلى مدينة جدة السعودية، حيث أجرى محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، فيما قالت بعض التقارير الإعلامية: إنَّ الأخير سلم "صباح الأحمد الجابر الصباح" قائمة الشروط التي يتعين على الدوحة تنفيذها لإنهاء الأزمة.

وفي ظل ضبابية الموقف الأمريكي من الأزمة، شدد الرئيس "دونالد ترامب"، في اتصال مع أمير قطر، الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، على ضرورة مكافحة تمويل الإرهاب، مقترحًا عقد اجتماع بين أطراف الأزمة الخليجية في البيت الأبيض.

وتنفي قطر الاتهامات التي وجهتها لها بدعم الإرهاب، وقالت: إنَّها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.