إعداد عاطف شقير - النجاح الإخباري -  وصلت طائرة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"  التي أقلعت من المملكة العربية السعودية إلى تل أبيب في رحلة جوية هي الأولى من نوعها في التاريخ، وهي ثاني محطة بأولى جولاته الخارجية منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأمريكي ترامب في كلمة قصيرة ألقاها، اليوم الإثنين، في مطار "بن غريون" بمدينة تل ابيب: إنَّه سيواصل العمل على محاربة الإرهاب والأيديولوجيات التي تقف خلفه.
"وصلت إلى هذه الأرض المقدسة وقد اكتشفت خلال جولتي أسبابًا جديدة للأمل، فمن حقنا أن نعمل كي يعيش أطفالنا بأمان بعيدًا عن الإرهاب" قال الرئيس ترامب.

وأضاف :"سنواصل محاربة الإرهاب الرهيب والأيديولوجيات والأفكار التي تقف خلفه وتغذيه، ونحن نحب إسرائيل ونحترمها وأنتظر العمل مع نتنياهو".

ويصل "ترامب" إلى القدس قادمًا من العاصمة السعودية الرياض التي قضى فيها يومين وخاطب خلالها أمس الأحد قادة أكثر من خمسين دولة عربية وإسلامية داعيًا إيَّاهم إلى المشاركة في مكافحة الإرهاب.

وسينتقل الرئيس الأميركي غدًا الثلاثاء إلى الأراضي الفلسطينية قبل أن يتوجه بعدها إلى الفاتيكان مقر كنيسة الروم الكاثوليكية.

وسيزور "ترامب" بعد ظهر الإثنين كنيسة القيامة في مدينة القدس ثم سيتوجه بعدها على بعد مئات الأمتار في البلدة القديمة لزيارة حائط البراق أو ما يسميه اليهود حائط المبكى.

كما يزور "ترامب" الثلاثاء مدينة بيت لحم في الضفة الغربية لإجراء محادثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، ثم يعود إلى القدس لزيارة نصب "ياد فاشيم" المخصص لضحايا المحرقة اليهودية و"متحف إسرائيل" حيث سيلقي خطابًا.

مخاوف إسرائيلية

ارتفعت وتيرة المخاوف في حزب الليكود وحزب البيت اليهودي جراء تزامن تصريحات ترامب المتكررة حول إمكانية التوصل إلى صفقة مع الزيارة الرسمية الأولى تسارع هذه التصريحات مع اقتراب موعد هذه الزيارة، حيث بات أطراف الليكود والبيت اليهودي يخشون من عدم محاولة نتنياهو القيام بمناورات سياسية بمواجهة الإدارة الأمريكية الحالية كما فعل مع سابقتها إدارة أوباما، بل سيلجأ نتنياهو بدلًا من هذه المناورات إلى مطالبة الأحزاب والوزراء بالامتناع عن خلق حالات من الاحتكاك مع إدارة ترامب، طالما كان هذا ممكنًا بهدف الحفاظ على موقف ترامب الإيجابي تجاه إسرائيل.

حالة من التأهب السياسي الاضافي تشهدها الساحة الاسرائيلية على خلفية وعد الرئيس ترامب بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس واتهامات نفتالي بينت لنتنياهو بانه غير معني اصلا بنقل السفارة خشية اشتعال الشارع العربي.

وبالتوازي مع كل هذا اجرت حركة "بيتار العالمية" يوم امس "احتفال وضع حجر الاساس" للسفارة الامريكية في القدس.

وقال "نيريه مائير" زعيم هذه الحركة "نحن واعون لطبيعة الصعاب والعقبات السياسية وندرك دائما بان الخطوة الاولى هي الاصعب لذلك قررنا تقديم المساعدة والقيام بالخطوة الاولى". ويقصد وضع حجر الاساس.

4 ملفات على طاولة البحث

وتسعى إسرائيل لوضع الملف الإيراني على رأس الملفات على طاولة البحث مع ترامب، ومنحها الأولوية على مبادرة الرئيس الأميركي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتوصل إلى اتفاق يقضي بقيام دولة فلسطينية على حدود 1967.

وتشمل ملفات البحث أيضًا التطورات الأمنية في المنطقة، لاسيما في سورية، حيث سيستغلها نتنياهو للمطالبة باعتراف أميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، إضافة إلى العلاقات الثنائية الأميركية الإسرائيلية.

وبعد أن بات من شبه المؤكد أن الرئيس الأميركي لن يعلن خلال زيارته عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فقد دفعت إسرائيل باتجاه أن يعلن القدس "العاصمة الموحدة لإسرائيل".

نتنياهو القدس عاصمة اسرائيل

وعشية زيارة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل وفلسطين، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" مساء الأحد تمسكه بمدينة القدس عاصمة دائمة لإسرائيل حسب بيان صادر عن مكتبه.

وقال "نتنياهو" خلال احتفالات الذكرى الخمسين لاحتلال إسرائيل للقدس الشرقية التي أقيمت قرب أسوار البلدة القديمة من المدينة: "الليلة أقول للعالم بكامله، وبأوضح طريقة ممكنة، إنَّ القدس كانت وستظل دائما عاصمة إسرائيل".

وأضاف: "أقول للعالم بصوت واضح، القدس كانت دائما، وستكون إلى الأبد عاصمة إسرائيل، جبل الهيكل (الحرم القدسي)، وحائط المبكى سيبقيان دائما تحت السيادة الإسرائيلية".

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام(1967)، وأعلنت ضمها في (1980) في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، وفي حين تعتبر الحكومة الإسرائيلية "القدس الموحدة" عاصمتها "الأبدية" فإنَّ الفلسطينيين يصرون على أنَّ القدس الشرقية عاصمة دولتهم المنشودة.

وخلال حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية أواخر (2016)، وعد "ترامب" بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، لكنه لم يُقدم على أي خطوات عملية في هذا الشأن حتى اللحظة.

وتخيم على رحلة "ترامب" ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه في واشنطن بإقالته "جيمس كومي" مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) والهزات التي ما زالت تتوالى، وأبرزها التحقيق بوجود صلات بين أعضاء من فريقه مع روسيا.    

كما تُلقي الأنباء عن نقل "ترامب" معلومات استخباراتية حساسة مصدرها إسرائيل إلى مسؤولين روس بظلالها على الزيارة.

المصدر: وكالات