متابعة النجاح - النجاح الإخباري - تشهد الساحة الفلسطينية مؤخرًا عدَّة تطورات على أكثر من محور، فالأسرى في السجون يلفون بأمعائهم الخاوية حبل الأزمة حول عنق الاحتلال المهمل لمطالبهم، فيما تبدو تحركات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" -مبهمة الملامح- في المنطقة، والتقارب التركي المُبَشّر، نقطة تحول كبيرة، في وقت تعيش حركة حماس فترة مد وجزر بوثيقتها ورئيسها الجديد.

يعيش الأسرى في سجون الاحتلال مرحلة خطيرة تهدد حياتهم بعد أن قطعوا  ثلاثة وعشرين يومًا من الإضراب عن الطعام، إلا أنَّ محللين يرون انفراجة وانتصارًا قريبًا يلوح في الأفق، وتلميحات بأنَّ عدَّة نقاط لا زالت تنقصنا للتعجيل في حسم معركتهم على السجان.

ويرى مدير مركز الإعلام في "جامعة النجاح الوطنية" غازي مرتجى: أنَّ إسرائيل بالرغم من الخطر الذي يحيط الأسرى، إلا أنَّها تعيش حالة من التخبط الواضح في التعامل مع الملف فتارة تهاجم الأسرى وتارة تصعد بمنع المحامين، فهي برأي مرتجى تدرك تمامًا أنَّ الإضراب أثَّر جليًّا على سمعتها دوليًا.

 وبالرغم من التقدم الملحوظ وتوقعات التصعيد في الفعاليات التضامنية مع الأسرى، إلا أنَّ الحراك في سياق تحريك العالم دوليًّا لا زال ينقصه الكثير، يكمل مترجى، مشيرًا إلى أنَّ الملف بحاجة إلى تفعيل من خلال السفارات الفلسطينية للحديث حول معاناة هؤلاء الأسرى خاصة أنَّ الخطر بات يهدد صحتهم، وقد نقل العشرات منهم للمستشفيات.

في سياق آخر، ينقسم الشارع الفلسطيني حول مستجد زيارة ترامب المرتقبة، بين متفائل بخطوات جديدة في القضية الفلسطينية وغير مستبشر.

ويتوقع مرتجى أن تعقب زيارة ترامب عودة إلى المفاوضات بشروط فلسطينية بتطبيق حدِّها الأدنى الذي على رأسه تجميد الاستيطان.

ويصف مرتجى "ترامب" بصاحب العقلية الاقتصادية  الذي يريد عقد صفقة بأي طريقة بتسجيل موقف بأنَّه هو مَن تمكن مِن حل القضية الفلسطينية، مستشهداً بموقف خلال مؤتمره مع الرئيس "محمود عباس"، عندما قال ترامب: "إنَّ العالم يرى أنَّ هذه القضية هي أصعب مشكلة إسرائيلية فلسطينية دعونا نحل هذه المشكلة"، مشيرًا إلى أنَّ ترامب قادم بصفقة ملامحها ليست واضحة بعد.

وقال مرتجى: "إنَّ هناك جدية واهتمام فلسطيني في التعامل مع هذا الملف، لذلك لم يركن الرئيس عباس إلى التحرك الأمريكي، فهو يلتقي اليوم بالمستشار الألماني وسيلتقي بالرئيس الروسي، وهناك زيارة إلى الهند.

ويعتقد مرتجى أنَّ هناك تنسيقًا فلسطينيًّا مع الدول العربية، وأنَّ الرئيس والقيادة لا يتحركون وحدهم، وبيَّن أنَّه في حال صدقت التوقعات حول "صفقة القرن" لن نكون متفائلين بإنهاء الاحتلال، ولكن بتحقيق بعض المطالب الفلسطينية، مثل تجميد الاستيطان وإخراج الدفعة الرابعة من الأسرى.

وفي سياق التطورات التي شهدتها حركة (حماس) مؤخراً، يرجح مرتجى أنَّه في حال انطلقت الحركة إلى "الحضن الفلسطيني" ومنظمة التحرير الفلسطينية، فإنَّ خطوات إيجابية ستسير تجاه المصالحة، خاصة وأنَّها قبلت في وثيقتها دولة على حدود (67)، حتى لو مرحليًّا، متمنيًا  أن يكون انتخاب إسماعيل هنية مؤشرًا للتوجه إلى المصالحة والتعجيل بها".

على مقربة من ذلك، يؤكِّد مرتجى على أهمية دور تركيا ومواقفها كلاعب دولي أساسي في تطورات المنطقة بالشرق الأوسط وفلسطين على وجه التحديد.

 ولفت مرتجى إلى أنَّ إعلان الحكومة التركية دعم الحكومة الفلسطينية بـ (10) ملايين دولار، مع أنَّها لم تدعم منذ سنوات، ربما يوحي بدور هام في الشأن الداخلي الفلسطيني وإنهاء الانقسام، مشيرًا إلى أنَّها بحاجة إلى تقبل الطرفين، داعيًا إلى عدم التفاؤل كثيراً.