النجاح الإخباري - تلقى المنتخب الألماني حامل اللقب، خسارة تاريخية أمام المنتخب المكسيكي في أولى مبارياته في مونديال روسيا 2018، دفعت مدربه يواكيم لوف للإقرار بأداء "سيء" في بدء مسعاه للاحتفاظ باللقب.

وعلى ملعب لوجنيكي في موسكو وضمن مباراة في المجموعة السادسة، اكتفى المكسيكيون بهدف هيرفينغ لوسانو في الدقيقة 35، ليكبدوا المانشافت خسارته الثانية في تاريخ مبارياته الأولى في كأس العالم، والأولى منذ العام 1982 عندما خسر الألمان أمام الجزائر 1-2.

واعتمد المنتخب الأميركي على فرض طوق دفاعي صارم أمام الهجوم الألماني والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والمباغتة، بينما فشل المنتخب الالماني في فك العقدة الدفاعية المكسيكية وكان سرابا للمنتخب الذي توج قبل أربعة أعوام بلقبه الرابع في كأس العالم.

وقال لوف "في الشوط الأول لعبنا بشكل سيء جدا (...) لم نكن قادرين على فرض أسلوب لعبنا المعتاد، ولم نكن فعالين في هجومنا وتمريراتنا".

أضاف "في الشوط الثاني ضغطنا بشكل أكبر، الا ان المكسيك تراجعت (الى الدفاع). حظينا ببعض تسديدات على المرمى الا انه بدا وكأن النحس يلاحقنا. الكرة لم تكن تدخل وأحيانا لم نحافظ على هدوئنا في إنهاء الهجمات. غدا علينا ان نتطلع قدما ونضع ما جرى خلفنا".

وأوضح "هذا وضع لم نعتد عليه على الاطلاق (...) من نافل القول ان المباراة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلينا، علينا ان نفوز بها".

ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع فوز المكسيك وتمكنها من ان تجعل ألمانيا ثالث منتخب حامل للقب يفشل في الفوز بمباراته الأولى في المونديالات الثلاث الأخيرة، بعد ايطاليا التي تعادلت مع الباراغواي (جنوب افريقيا 2010)، واسبانيا التي خسرت أمام هولندا (1-5) في البرازيل 2014.

وقال مسجل الهدف لوسانو "لا أعرف اذا كان هذا الفوز الأكبر في تاريخ المكسيك، الا انه من الأكبر بالتأكيد (...) اعتقد انه بالتأكيد أفضل هدف سجلته في حياتي، نحلم جميعا بأن نلعب في كأس العالم".

- أين أبطال العالم؟ -وفرض المنتخب المكسيكي نفسه خصما قويا من البداية على ملعب لوجنيكي الذي يأمل الألمان في ان يعودوا اليه في 15 تموز/يوليو لموعد المباراة النهائية، في مسعاهم لأن يصبحوا أول منتخب يتمكن من الاحتفاظ بلقبه منذ البرازيل (1958 و1962).

ولم يتوقف آلاف المشجعين المكسيكيين عن الهتاف والاحتفال منذ الدقيقة الخامسة والثلاثين، عندما توج لوسانو المجهود الدفاعي لزملائه، بهدف أتى من هجمة سريعة انطلقت بعد قطع المكسيك محاولة هجومية ألمانية.

ووصلت الكرة الى خافيير هرنانديز "تشيتشاريتو" الذي تقدم بها قبل تمريرها أرضية نحو لوسانو المتقدم سريعا من الخلف. ومن لمسة بالقدم اليسرى، تلاعب لوسانو، لاعب ايندهوفن الهولندي، بلاعب أرسنال الانكليزي مسعود أوزيل، وسدد الكرة بيمناه قوية على يمين مانويل نوير الذي كان يخوض أول مباراة رسمية منذ عودته من إصابة في القدم أبعدته منذ أيلول/سبتمبر.

وضغط الألمان بشكل مكثف بعد الهدف، وكادوا ان يعادلوا سريعا عبر ركلة حرة مباشرة نفذها طوني كروس، الا ان الحارس المكسيكي غييرمو أوتشوا تمكن من إبعادها بأطراف أصابعه لترتد بعدها من العارضة (37).

وفي ما تبقى من المباراة، عجز المنتخب الألماني عن إيجاد نجاعة هجومية، لاسيما عبر توماس مولر والمهاجم الشاب تيمو فيرنر. وفشل المنتخب في إيصال الكرة بشكل مركز الى منطقة الجزاء، واعتمد على تسديدات من كروس ويوليان دراكسلر، وحتى الظهير الأيمن يوشوا كيميش.

وبدا كأن الألمان توجوا مسارا انحداريا منذ المباريات الودية التحضيرية، اذ فازوا مرة واحدة في اربع خاضوها هذا العام، وذلك على حساب السعودية 1-2.

وقال قلب الدفاع الألماني ماتس هوميلس "الأمر بسيط: لعبنا كما لعبنا ضد السعودية، ولكن هذه المرة كانت ضد خصم أفضل".

أما الصحف الألمانية، فدقت جسر الانذار، ومنها صحيفة "بيلد" التي كتبت "أداء محرج ضد المكسيك: هذا التحطم يثير لدينا قلقا في كأس العالم". أضافت "لم نر أبطالا للعالم على أرض الملعب".

- عقم هجومي واستهجان -ولم يتأخر المنتخب المكسيكي في إعطاء الاشارة انه لن يكون لقمة سائغة، وذلك بعد اختراق للوسانو في الدقيقة الأولى تطلب تدخل حاسما من بواتنغ لقطع تسديدته من داخل منطقة الجزاء.

وسارع المنتخب الألماني لمحاولة الضغط لاسيما من الجهة اليمنى عبر كيميش الذي سعى مرارا لايصال الكرة الى فيرنر بتمريرات من خلف المدافعين، كانت معظمها تقطع قبل ان تصل الى مرمى أوتشوا.

وبعد مرور 20 دقيقة، أفاد فيرنر مهاجم لايبزيغ من تمريرة لكيميش في منطقة الجزاء، فالتف على نفسه وسددها بيسراه بين يدي أوتشوا. 

وفي الدقيقة 33، كاد المنتخب المكسيكي يباغت الألمان مرة أولى في ما لو تمكن ليون المتقدم منفردا، من اللحاق بتمريرة قاتلة من كارلوس فيلا. الا ان المنتخب الأميركي عوض هذه الفرصة سريعا بهدف ليون بعد دقيقتين.

وكثف الألمان الضغط في الشوط الأول، وبدوا متسرعين في التمرير.

ولم يجر لوف والكولومبي خوان كارلوس أوسوريو مدرب المكسيك أي تبديل بين الشوطين. وسجلت صافرات استهجان من المشجعين الألمان في مطلع الشوط الثاني، لاسيما بعد تسديدة عالية من كيميش، في ظل عقم هجومي.

ودفع لوف بماركو رويس في الدقيقة 60 بدلا من سامي خضيرة سعيا الى زيادة الفعالية الهجومية، الا ان خطوته لم تثمر فعليا. وتقدم كيميش بشكل أكبر لتعويض النقص الهجومي، وكانت له محاولة عبر ركلة مقصية (64)، الا ان تسديدة لاعب بايرن ميونيخ علت العارضة بقليل.

ودفع لوف بكامل أوراقه الهجومية، فأدخل ماريو غوميز بدلا من الظهير الأيسر مارفين بلاتنهاردت (79)، ويوليان براندت بدلا من تيمو فيرنر (86). وأتيحت لبراندت مهاجم بايرن ليفركوزن، أخطر الفرص الألمانية في الشوط الثاني، عندما سدد كرة بعيدة "على الطاير"، ارتدت من القائم.

واضطر نوير في الوقت بدل الضائع، للتقدم الى المنطقة المكسيكية لمتابعة ركنية أملا في الحصول على هدف التعديل، لكن دون جدوى.

أما أوسوريو، فكان تبديله الأبرز الدفع في الدقيقة 74 برافايل ماركيز بدلا من أندريس غوادرادو، ليصبح ثالث لاعب يخوض المونديال للمرة الخامسة، بعد مواطنه انطونيو كارباخال، والالماني لوثار ماتيوس.