النجاح الإخباري - اقتحم عدد من المستوطنين السوم موقعا اثريا شمال بلدة قراوة بني زيد شمال سلفيت.

وأكد شهود عيان أن المستوطنين اقتحموا منطقة دار الضرب الأثرية التي تعود للحقبة الرومانية وقاموا بالتجوال فيها.

بدوره أكد الباحث في شؤون الاستيطان د. خالد معالي ان المستوطنين يستهدفوا المناطق الأثرية في كافة قرى وبلدات سلفيت ، حيث يقومون برحلات الى تلك المناطق الاثرية، وهو ما يشكل خطر عليها، بتغيير أسمائها ووضع لافتات باللغة العبرية .

وعن دار الضرب قال معالي بانها عبارة عن مجسم صغير لمدينة البتراء؛ كما يحب أن يصفه مواطنون من بلدة قرواة بني حسان؛ وبناء حجري نحت بدقة متناهية؛ ويقدر عمره بآلاف السنين؛ وهو نحت على مستوى أقل من مستوى الأرض وفي جوفها.

وتابع: ويطلق أهالي بلدة قراوة على هذه التحفة الأثرية؛ دار صك العملة أيضا؛ وذلك نسبة إلى ضرب العملة القديمة من فضة وذهب التي كانت في زمن الرومان، ويعتقد أن هذا السبب في التسمية بحسب الروايات القديمة.

وأكد معالي أن بناء دار الضرب يعود للعصر الروماني القديم، وهو عبارة عن تجويف منحوت في الصخر بمساحة 150 متر، ويحوي بداخله ثلاث غرف منحوتة بمساحات كافية وزوايا دقيقة، وكل غرفه فيها عدد من القبور، وتوجد نقوش وزخارف ورسومات روعة في الجمال والتنسيق الدقيق على الجدران، كما انه يوجد كهوف أخرى عددية حول دار الضرب منها ما تم اكتشافه حديثا.

وأكد معالي أن دار الضرب تعتبر من أجمل الآثار في محافظة سلفيت؛ إلا انه عبر عن خشيته ومخاوفه من سرقة الآثار، ومن الزحف الاستيطاني المتواصل على كافة أراضي محافظة سلفيت بما تتضمنه من أثار قديمة؛ حيث عزل الاحتلال قرية أثرية منحوتة في الصخر غرب سلفيت وهي دير سمعان، وان تزوير تاريخ الآثار ونسبتها لليهود، هو أمر سهل وتكرر عدة مرات في مواقع أثرية عدة في سلفيت والضفة الغربية من قبل المستوطنين.

ودعا معالي إلى ترميم وتنظيف دار الضرب من قبل الجهات المعنية، وزيادة الاهتمام بها وعدم تركها ونسيانها وسط الإهمال واللامبالاة، لما لها من قيمة تاريخية قديمة وتراثية وجمالية؛ وكونها ملك للأجيال المتعاقبة.