النجاح الإخباري - نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقرير تكشف فيه أن شركة "NSO" الإسرائيلية، المتخصصة في التطوير برمجيات التجسس، استهدفت ما لا يقل عن 24 مسؤولًا حكوميًا في وقت سابقٍ هذا العام.

وتقول الكاتبة، ستيفاني كيرشغسنر، في تقريرها بالصحيفة إن العشرات من كبار مسؤولي الدفاع والمخابرات الباكستانيين كانوا عرضةً للتجسس، وذلك وفقا لمصادر تحدثت شرط عدم الكشف عن هويتها.

وأضافت الكاتبة أنه وفقا لهذه المصادر، فقد تم اكتشاف هذا الاستهداف من خلال تحليل بيانات هواتف 1400 شخص، كانت محور محاولات قرصنة خلال أسبوعين في وقت سابق من العام الجاري.

ويذكر التقرير أن جميع عمليات التجسس المشتبه بها استغلت وجود ثغرة أمنية في تطبيق "واتسآب"، من المحتمل أن تسمح لمستخدمي البرامج الضارة بالوصول إلى الرسائل والبيانات الموجودة على هواتف المستهدَفين.

وأوضحت الكاتبة أن اكتشاف الاختراق في أيار/ مايو الماضي، دفع بشركة "واتسآب" إلى رفع دعوى قضائية ضد "NSO" في تشرين الأول/ أكتوبر، حيث اتهمت فيها الشركة "بالولوج غير المصرح به وإساءة استخدام" خدماتها.

كما أشارت الدعوى إلى أن المستهدفين يعدون من "المحامين والصحفيين والناشطين في حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين والدبلوماسيين وغيرهم من كبار المسؤولين الحكوميين الأجانب".

وفي المقابل، قالت شركة "NSO" إنها ستعارض بشدة هذا الادعاء، وأصرت على أن تقنيتها لا تستخدمها سوى وكالات تطبيق القانون في جميع أنحاء العالم للإيقاع بالمجرمين والإرهابيين.

وبيّنت الكاتبة أن هذا الاستهداف للمسؤولين الباكستانيين يقدّم أول نظرة ثاقبة حول كيفية استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" (Pegasus)، الخاص بشركة "NSO" للتجسس على الدول. بالإضافة إلى ذلك، تثير التفاصيل أسئلة جديدة حول كيفية استخدام عملاء "NSO" لبرامج التجسس الخاصة بها.

وتضمن التقرير تعليقا من الباحث البارز في مجموعة "Citizen Lab" التي عملت مع شركة "واتسآب" لتحديد ضحايا الاختراق المزعوم، جون سكوت رايلتون.

وقال رايلتون إنه يتم تسويق هذا النوع من برامج التجسس على أنه مصمم للتحقيقات الجنائية، ولكن الحقيقة تتمثل في أنه يُستَخدم أيضا في المراقبة السياسية وتجسّس الحكومة على حكومات أخرى.

وأضاف رايتون أن "شركات برامج التجسس تشارك بشكل واضح في انتشار التجسس التكنولوجي بين الدول، ولا توجد حكومة تبدو محصنة بشكل خاص، وهذا ما يزيد من صبر الحكومات إزاء هذه الصناعة في جميع أنحاء العالم".

ويشير التقرير إلى أن سفارتي باكستان في لندن وواشنطن رفضتا طلبات التعليق حول هذه المسألة، وكذلك شركة "لواتسآب". ومن جهتهم، رفض ممثلو شركة "NSO" التعليق عن حقيقة ما إذا كان برنامج الشركة قد تم استخدامه للتجسس الحكومي.

لم تعلن باكستان عن أي اختراقٍ لهواتف مسؤوليها في وزارة الدفاع، لكنها ووفق التقرير ودون ذكر المصادر، تركت دلالاتٍ على معالجتها لهذا الحدث.

وفي تقارير سابقة، رفعت شركة "واتسآب" دعوى قضائية ضد شركة " NSO" الإسرائيليّة، في محكمة اتحادية (فيدرالية)، في شمال كاليفورنيا. مشددة على أن الشركة الإسرائيلية استخدمت خدمة المراسلة النصية في حملة تجسس واسعة النطاق ضد صحافيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان.

وأوضحت شركة "واتسآب" في الدعوى القضائية، أن شركة خدمات التجسس الإسرائيلية، NSO، استخدمت "واتسآب" للتجسس على أكثر من 1400 هدف في 20 دولة مختلفة، بما في ذلك 100 صحافي وناشط حقوقي.

وفي الدعوى القضائية، أعلنت "واتسآب" أنها تأكدت أن المجموعة الإسرائيلية اخترقت فعلا في أيار/ مايو الماضي هواتف ناشطين من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمكسيك وغيرها من البلدان، وتم التأكد من ذلك وفقا لرموز البلدان للأرقام المستهدفة.