نابلس - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - رأى المختص في الشؤون العقائدية للصهيونية ،غالب نجاجرة، أنه بالنسبة لنتائج التصويت الاسرائيلية كانت متوقعة ، وهو ما يعكس رؤية الشارع الاسرائيلي ، وعند الحديث عن نسبة التصويت لدى المدن ،فالسكان الذين يقطنون في تل ابيب ، هم بعيدون جدا عن السياسة ولا تهمهم الايدلوجية الصهيونية في ابتلاع الأراضي الفلسطينية ،وفيها شيء مختلف ، لكن في القدس هم سيصوتون لحزب الليكود لا محال ،وهذا متوقع ،فغالبية المستوطنين الذين يقطنون مدينة القدس، سواءً في غربي القدس أو شرقها فهم صوتوا لبرنامج سياسي واقعي ،وحزب الليكود رؤيته واضحة في اعادة تقسيم مدينة القدس، واعادة ضم مستوطنات معاليه ادوميم وجميع مستوطنات القدس ،لإعادة توسيع القدس وتسميتها بالقدس الكبرى

وأشار نجاجرة في حديث خاص ل "النجاح الاخباري " أن نتنياهو قبل فترة الانتخابات،والاعلان عن موعدها، توطد بعلاقته على حزب المفدال، وهو حزب مفكك حالياً والذي أسسه جماعة غوش أمونيم المتطرفة" جماعة تدفيع الثمن"، ونتنباهو استطاع أن يستحوذ على المستوطنين اليمينيين المتشددين ،فادخل في قاعدته مجموعة من المتطرفين ،علماً أنهم كانوا مطاردين من قبل المخابرات الاسرائيلية ،لما عليهم من ملفات خطيرة تجاه الفلسطينيين ،وأيضاً غانتس سبقه بالاستحواذ على هؤلاء المتطرفين ،مما دعا لاستجلاب أصوات جديدة من داخل اليمين المتطرف من المستوطنات.

ولفت إلى أن مستوطنات غلاف غزة كانوا يصوتون لليبرمان ،فجأة تحولت سديروت للتصويت باتجاه الليكود وهذه المؤشرات تظهر أن المجتمع الاسرائيلي لا يريد الفلسطينيين ولا يريد التعايش معهم .

وقال :" الانتخابات تشير لمجتمع أكثر تطرفاً ،وحين كان نفتالي بينيت وزيراً للتعليم في حكومة نتنياهو السابقة ، خوله نتنياهو بفتح مراكز ومدارس دينية تحرض على الفلسطينيين، وتدرس التلمود ،وهذا أكسبه شعبية واسعة جداً من ناحية كسب الرأي المتطرف لدى اليمين الاسرائيلي."

وتابع :" حزب الليكود يحمل فكر ايدلوجي متطرف إلى حد مامحسوب على اليمين الوسط ،وهذه الايدلوجية التي يحملها حزب الليكود تستطيع أن تحاور غير اليهود، من منطلق قاعدة يهودية توراتية بان الليكوديون يستطيعون محاورة الغير ، لكن القاعدة الرئيسة الراسخة في التلمود أن لا حوارات ،وأن اسرائيل أرض الميعاد ، وهو فكر قاتل جداً يحمله حزب اليمين الجديد الذي أسسه بيغن وغيره."

وأكد أن الانتخابات في اسرائيل ذات بعد ديني ديني، وبرغم ملفات الفساد وغيرها التي تلف بنتنياهو إلا انهم صوتوا بهذه الرؤية الأيديولوجية، وأعطوا الأصوات لهم .

وعن السبب الذي أكسب نتنياهو كل هذه القوة قال نجاجرة أن المدن مثل الكرمل_ عسفيا _جيت ،والمناطق الدرزية جميعهم صوتوا ، وقد ظهر بأنهم صوتوا لحزب كاحول لافان ولبيني غانتس ،وسبق لبيني  غانتس تصريح يحاول فيه استدراج الدروز، بأنه سيكافح من أجل اسقاط قانون القومية ،لكن هذا الفارق كبير استثمره بيني في اللحظة الاخيرة :" ما دفع المستوطنين للتصويت لنتنياهو ما بين الساعة ال5 وال6 حينما شعر نتنياهو بالإفلاس التجأت الأحزاب اليمينية الاسرائيلية إلى أحزاب يمينية مسيحية ،يدعو المسيحيين والصهاينة الموجودين في اسرائيل بالتصويت من ناحية ايدلوجية،حسب تسريبات لبعض الملفات من صحيفة هآرتس العبرية."

وأوضح أنه من الصعب أن يتحاور نتنياهو مع الأحزاب اليسارية، ولا القوائم العربية ،لأن حزب الليكود دراماتيكي واقعي لا يبني معتقداه على الكذب ،ولديه استراتيجية واضحة تماما، وهو أعطى تفاصيل واضحة فيما يخص القدس ،وضم مناطق إلى اسرائيل وأيضا فيما يخص صفقة القرن .