ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - كتبت الصحفية الإسرائيلية "أميرة هاس" لصحيفة هآرتس،  منتقدة سياسة حكومتها وقوات الاحتلال وممارساتهم تجاه المواطنين العزل على حدود غزة وركزت في مقالتها على ما جرى مع الشهيدة المسعفة رزان النجار.

وقالت الصحافية أميرة هاس: "نحن نعرف اسمها، رزان النجار لكن ما هو اسم الجندي الذي قتلها بنيران مباشرة على الصدر يوم الجمعة الماضي؟ لا نعرف  وربما لن نعرف على الإطلاق.

وعلى النقيض من الفلسطينيين المشتبه في قيامهم بقتل إسرائيليين فإن الإسرائيلي الذي قتل نجار محمي من التعرض للكاميرات والتعمق في تاريخ عائلته بما في ذلك مشاركة أقاربه في هجمات روتينية على الفلسطينيين كجزء من خدمتهم العسكرية أو انتمائهم السياسي.

وبحسب الصحافية هاس: "لن يتم الضغط على الميكروفونات الإسرائيلية في وجهه من خلال أسئلة: ألا ترى أنها كانت ترتدي رداءًا أبيضًا للمسعفين وألم تر شعرها مغطى بغطاء للرأس؟ هل تتطلب قواعد الاشتباك منك أن تطلق النار على المسعفين رجالاً ونساء أيضاً وعلى مسافة حوالي 100 متر (حوالي 330 قدم) من السياج الحدودي؟ هل أنت آسف؟ هل تنام جيدا في الليل؟.

وقالت: "إن إخفاء هوية جنودنا وهم يقتلون الفلسطينيين هو جزء لا يتجزأ من ثقافة الإفلات الإسرائيلي من العقاب السماح لجندي مجهول بقتل مسعف شاب برصاصةواستمراره في حياته بشكل طبيعي أصبح عادياً.

بعد عامين من التدريب تحدثت رزان في عديد من المقابلات عن قدرة المرأة على العمل في ظل ظروف صعبة ليس أقل من الرجل بل وحتى أفضل منها. وكانت تعرف مدى خطورة وظيفتها حيث قُتل أحد المسعفين بنيران قوات الاحتلال في 14 مايو  وأصيب عشرات آخرون بجروح واختنقوا وهم يهرعون لإنقاذ الجرحى.
 

نجار، من قرية خزاعة  شرق خان يونس في المقابلات لم تُسأل عن الحروب والهجمات العسكرية الإسرائيلية خلال طفولتها وفيما بعد وفي كل مقابلة شوهدتضع غطاء الرأس بلون مختلف وفي كل مرة كانت تلفه حول رأسها بشكل أنيق وبدقة وتكشف الألوان عن حبها للحياة رغم كل ما مرت به.

وتضيف الصحافية: "نحن لا نعرف اسم الجندي ، لكننا نعرف من هو في التسلسل القيادي الذي أمره ومكنه من قتل مسعفة قائد القيادة الجنوبية الميجور جنرال إيال زامير. رئيس أركان قوات الأمن اللفتنانت جنرال غادي آيزنكوت. المحامي العسكري الجنرال شارون أفيك والمدعي العام أفيشاي ميندلبليت  وكلاهما وافق على صياغة قواعد الاشتباك في إطلاق النار على المتظاهرين على طول السياج الحدودي.

وبحسب ما أوردته هاس، على الرغم من كل الشهادات حول الوفيات المدنية والإصابات المروعة اختار القضاة تصديق ما قيل لهم باسم الجيش بقلم آفي ميليكوفسكي وهو محام من مكتب المدعي العام: إن استخدام القوة المميتة يُتخذ فقط كخطوة أخيرة بطريقة مناسبة وإلى الحد الأدنى المطلوب.

قضاة المحكمة العليا قدموا للجيش إعفاء من التحقيق وإعفاء من النقد على طبق من فضة وانضموا إلى سلسلة القيادة التي أمرت الجندي المجهول  بإطلاق النار على صدر مسعفة شابة وقتلها وفق ما نشر في الصحيفة.

ومن الجدير ذكره أن الصحافية اميرة هاس معروفة بانتقادها سياسة حكومتها وبطش الاحتلال تجاه الفلسطينيين وكتبت حول ذلك العديد من المقالات والتقارير.