ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريراً تحدثت فيه عن الاعتداءات للمستوطنين في المناطق النائية على الأطفال الفلسطينيين حيث  تعرض الأطفال الفلسطينيون لأكثر من عشر سنوات للعنف ذي الدوافع العرقية بينما كانوا في طريقهم إلى المدرسة من قبل المتطرفين الإسرائيلين من البؤر الاستيطانية غير القانونية القريبة من أماكن سكنهم.

وبحسب الصحيفة فقد ذكرت أنه "غالباً ما تجاهلت قوات أمن إسرائيل الهجمات، وأشارت الصحيفة أن  التعليم يعتبر هو أحد وسائل القتال بالنسبة لعلي البالغ من العمر 22 عاماً من قرية طوبة في الضفة الغربية على حد وصفها حيث أشارتأن علي رفض السماح لهؤلاء المتطرفين بمنعه من الوصول  للمدرسة وتغلب على مخاوفه وأكمل دراسته الثانوية وهو الآن يتابع درجة البكالوريوس وينظر إلى تعليمه على أنه تحد مباشر لعنف المستوطنين المتطرفين والاضطهاد الذي يواجهه بالعيش تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.

وخلال السنوات العشر الماضية التي استمرت حتى اليوم قام المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون بترهيب الأطفال في هذه القرى الفلسطينية التي تبحث عن حياة في منطقة الضفة الغربية خاصة في المناطق المعزولة والقاحلة والمعروفة باسم تلال جنوب الخليل والتي أصبحت أساليب العنف والتخويف فيها ترتكز على دوافع عرقية تستهدف الأطفال.
ويرافق الناشطون الدوليون الأطفال الفلسطينيين إلى مدرستهم ويراقبون الهجمات التي يشنها المتطرفون الإسرائيليون التي تأتي من اتجاه المستوطنة غير القانونية"هافات ماعون"وأصبحت الاعتداءات على الطلبة الفسطينيين في المنطقة شائعة لدرجة أن لجنة الكنيست لحماية الطفل ناقشت القضية ووصفت الأحداث المخيفة باستخدام المستوطنين أطفالهم في نصب كمائن للأطفال الفلسطينيين وهم في طريقهم إلى المدرسة وعلى الرغم من ذلك غالباً ما تتجاهل قوات الشرطة الإسرائيلية الهجمات على الفلسطينيين بشكل عام وعلى الطلبة على وجه الخصوص وتمتد المشكلة إلى ما وراء الهجمات إلى رد الفعل غير الفعال من جانب السلطات الإسرائيلية ولم يتم اعتقال أي مشتبه به. وفق ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية.




بدلاً من ذلك  تقدم قوات أمن  إسرائيل بحسب الصحيفة، حلا غير مناسب وهو سيارة جيب عسكرية لمرافقة الأطفال من وإلى المدرسة كل يوم وهذا "الحل" يجبر أطفال المدارس الفلسطينية على الاختيار بين سلامتهم وحقهم في التعليم  وتحاول منظمة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان"  الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف ما يعتبرونه وصمة عار على الدولة اليهودية حيث أطلقوا حملة كتابة رسائل تطلب من اليهود الأمريكيين توجيه قيمهم التقدمية ونفوذهم السياسي لدعوة الحكومة الإسرائيلية إلى ضمان سلامة الأطفال الفلسطينيين الذين يسعون إلى التعليم وسط الفقر والتهميش الشديد.

بالمقارنة مع أجزاء أخرى من الضفة الغربية  قرى منطقة التواني القريبة من مدينة الخليل تعتبر  جزءًا من الصراع العنيف ففي هذه المنطقة الريفية المنعزلة يعيش الناس في كثير من الأحيان في كهوف دون كهرباء أو مياه جارية أو بنية تحتية أخرى ويتم إبعادها جغرافياً واقتصادياً وثقافياً عن العمود الفقري للمجتمع الفلسطيني ومع ذلك يدفع سكانها ثمنا باهظا فقط لكونهم عربا.
"تواجه إسرائيل العديد من التهديدات الأمنية التي تتحدى في بعض الأحيان قدرتها على الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان حيث لا يمكن تصور أي مبرر معقول لهذا الفشل الأخلاقي المريع في عدم استمرار الاعتداء على الأطفال ". تذكر الصحيفة.

 الهجمات ضد طلاب التواني هي أسهل الجرائم التي يمكن حلها: فهي تحدث على طريق قصير محدد حيث تقوم قوات إسرائيل بدوريات مكثفة  خلال أطر زمنية متغيرة ومعروفة (عندما يذهب الأطفال إلى المدرسة أو يعودون إلى ديارهم) وعلاوة على ذلك فإن المهاجمين يأتون في الغالب من مسوطنة صغيرة في مكان قريب وهو "هافات ماون" وعدد سكانها قليل وبالتالي لا يصعب تحديد المشتبه بهم (ومعظمهم من الشباب) وتوجد العديد من وثائق الاعتداءات.

هذا الفشل ليس نتيجة لقلة القدرات من جانب قوات الأمن والواقع أن قوات الأمن الإسرائيلية تتمتع بقدرة  الوصول إلى أي مطلوب وهذا الفشل هو مسألة معالجة أمن الفلسطينيين بل هي سياسة إنفاذ القانون التمييزي من قبل قوات الأمن الإسرائيلية والحكومة التي تشرف عليها.