النجاح الإخباري - بدت إسرائيل بحالة من الإرباك والتخبط في أعقاب الموقف الروسي الداعم لبقاء القوات الإيرانية بسورية، وهو الموقف الذي عبر عنه، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قائلا إن بلاده لم تتعهد بضمان انسحاب القوات الموالية لإيران من سورية، معتبرا أن وجود إيران في سوريا "شرعي".

محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، وصف إعلان وزير الخارجية الروسي بالقنبلة التي سقطت على القيادة السياسية والعسكرية لإسرائيل.

حاول ميلمان من خلال مقاله قراءة أفكار لافروف وتحليل الإستراتيجية الروسية بسورية والشرق الأوسط والتي يستشف منها بأن إسرائيل ليست أولا وليست ذات أولوية بالنسبة لموسكو.

وإن لم يشير لافروف لذلك بصراحة وبشكل مباشر، لكن يعتقد محلل الشؤون الأمنية، أن بين السطور يمكن الفهم والتيقن من كلمات وزير الخارجية الروسي أنه بالنسبة للكرملين، فأن الوجود الإيراني في سورية كما حلفائها من المليشيات الشيعية الدولية وحزب الله، ليس مشروعا فحسب بل حيويا.
حسب تقديرات المحلل الأمني، فإن الوجود الروسي بسورية يتلخص بالأساس في الجو، إذ ترى بإيران والحلفاء القوة الأساسية المقاتلة على الأرض، وما بين الدعم الجوي والقتال على الأرض، يجوم مليمان بأنه بفضل القوات المقاتلة على الأرض تم تحصين نظام بشار الأسد ومنع سقوطه، كما أن الوجود الإيراني حال دون دمار ترسانة النظام وساهم كثيرا باستعادة السيطرة على الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات المعارضة المسلحة وتنظيم "داعش".

وفي ظل الموقف الروسي وخيبة الأمل بتل أبيب من الكرملين، فإن عزاء إسرائيل ورهانها الوحيد بظل هذه التطورات بالشرق الأوسط وعلى الساحة السورية على وجه الخصوص.

علاوة على ذلك، فقد رفضت روسيا الموقف الإسرائيلي الذي عبر عنه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو بالقول: "حتى لو قبلنا، بدون اعتراف علني، بوجود الإيرانيين في سورية، فسيتم إبعادهم على الأقل من حدودنا".

واليوم يشير ميلمان إلى حضور قليل جدا لأفراد وعناصر من "قوة القدس" والحرس الثوري وحزب الله من 5 إلى 10 كيلومترات من خط وقف إطلاق النار، ومستقبلا لربما سيتم إبعاد القوات حتى مسافة 20 كيلومترا، لكن أعداد القوات يزداد ويتضاعف.

وتابع المحلل الأمني: "لكن المشكلة هي أنه وفقا للاتفاق بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة (الذي تغيبت عنه إسرائيل) لتحديد الوجود السوري الإيراني بتخوم خط وقف إطلاق النار، فإن صاحب القول الفصل والحاسم بالقرارات هي روسيا التي تشرف على تنفيذ الاتفاق، وبعبارة أخرى، تملي موسكو أيضا شروط الاتفاق وهي مسؤولة عن تنفيذه".

مسؤول اسرائيلي: سنمنع إقامة قاعدتين جوية وبحرية إيرانية بسورية
أكد المصدر المطلع على تفاصيل الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن الاتفاق بين واشنطن وموسكو لا يتضمن التزاما بإخراج القوات الإيرانية من سورية، وإنما فقط إبعادها عن الحدود وخط وقف إطلاق النار.

 
عمليا وفي ظل هذه المستجدات، فإن إسرائيل وحسب ميلمان تبدو أكثر عزلة من أي وقت مضى في الشرق الأوسط، لقد أتضح يؤكد المحلل الأمني أن روسيا ليست حليفا، على الرغم من جهود نتنياهو من التقارب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لاسترضائه، وأيضا للولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب، التي لا تستطيع إسرائيل الاعتماد عليها، خاصة وأن ترامب يواصل سياسة سلفه، باراك أوباما، بالتخلي عن الشرق الأوسط والاعتراف بسورية كمحطة للنفوذ الروسي.