النجاح الإخباري - دفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتعزيزات عسكرية جديدة على حدود غزة, وحذر قادة إسرائيليين المقاومة الفلسطينية من الرد على قصف نفق مؤخرًا، فيما اعتبرت الفصائل تهديدات الاحتلال بمثابة إعلان حرب على القطاع.

وكشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية المقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي "نتنياهو", أن حالة من التخبط والارتباك تسود قوات الاحتلال، خشية رد المقاومة على قصفه نفقاً جنوب قطاع غزة .

وأشارت إلى أن تهديد منسق عام شؤون المناطق الفلسطينية لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف مردخاي، ضد حركة الجهاد الإسلامي وحماس أول أمس السبت، لم يأتِ من فراغ", حيث وجه رسالة مصورّة عبر صفحته على فيسبوك، تحمل تهديدًا واضحًا وصريحًا ضد حركة الجهاد الإسلامي وحماس، وتنذر بردٍ إسرائيلي قوي حال قامت الجهاد الإسلامي بالرد على عملية تفجير النفق على حدود قطاع غزة.

ووفق الصحيفة، "إسرائيل منذ تفجير النفق تعيش حالة تصعيد واستنفار لقواتها كل يوم هناك تدريب في غلاف غزة، الجنود تم استدعاءهم في ظل هذا الاستنفار، وحدات من القوات منتشرة على مدار الساعة على الحدود، إلى جانب وقف العمل في الجدار الأرضي، ومنع المزارعين من الذهاب إلى العمل في أراضيهم على الحدود".

وأوضحت أن ما دفع مردخاي إلى الخروج من بيته في هذا الوقت المتأخر من أجل نشر تهديده هو أن كمية المعلومات التي بحوزته والقادمة من القطاع كبيرة جداً, وأضافت "هذه المعلومات أربكت قواته وجعلته متأهبًا 24 ساعة، وهذا لا يستطيع أن تتحمله القوات الاسرائيلية ومردخاي، لذلك نفد صبره لذلك، ونشر هذا التهديد الذي قد يجر إلى ضربة استباقية في حال ظل الوضع على ما هو عليه، رغم الوساطات التي يتم تمريرها لتهدئة الوضع وكبح الجهاد الإسلامي كما قال مردخاي، مع محاولة نقل الأزمة للقطاع وتحديداً لحماس بضرورة اثبات نفسها وحرصها على المصالحة وإلى الجهاد التي قال لها لا تدمري غزة".

وذكرت الصحيفة أن التصعيد ما زال مستمرا في مناطق الجنوب على الحدود مع قطاع غزة، وأن قوات الاحتلال تغلق مناطق في الجنوب مع القطاع، فضلا عن انتشار مدرعات للجيش موزعة بين الحمامات الزراعيّة.

وأكد محللون في الصحيفة، على أن القوات الاسرائيلية كانت تخشى من عملية انتقام قد تكون عن طريق قناص أو قذيفة مضادة للدروع، وإسرائيل حذرت حماس من التصعيد والجهاد الإسلامي الذي وجهت "إسرائيل" تهديدها إلى القيادة في الخارج لضبط عناصرها وللجهاد الإسلامي في الضفة".

في ذات الصدد، كتب المعلق العسكري اليكس فيشمان في عموده في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، تحت عنوان "قبل اندلاع الحريق"، قائلاً: خلال 48ساعة الأخيرة تم اختراق 2 من الكوابح التي كان من المتوقع أن توقف رد الجهاد الإسلامي الأول عندما حاول الجهاد إخراج جثامين 5 من عناصره, وقتلت إسرائيل ذلك الأمل عندما أعلنت أنها تحتجز الخمسة جثامين عندها، الكابح الثاني هو المصالحة الفلسطينية التي تسير ببطء حتى الشلل هذه المصالحة المتعثرة", وأضاف فيشمن "زاد ذلك الخلاف بين إيران والسعودية حول التواجد في لبنان واليمن مما استدعى السعودية لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السعودية وطالبوه بوقف عملية المصالحة طالما كانت حماس تتعامل مع الإيرانيين. إن شلل عملية المصالحة يخفض من الدافع لدى حماس لوقف الجهاد الإسلامي والحفاظ على الهدوء على الحدود مع إسرائيل مهما كان الثمن", وبين في مقاله: "ليس من قبيل المصادفة أن أصدر مردخاي تحذيرا مباشرا إلى الجهاد الإسلامي", وتابع قائلاً "في إسرائيل، ووفقا للتقارير، فإن المعلومات حول عملية الانتقام قد صدرت بالفعل من مقر الجهاد الإسلامي في دمشق.

ومن المرجح جدا أن يكون لدى إسرائيل فكرة عن النوايا والاستعدادات من الجانب الآخر، ومع ذلك يمكن أن يكون هناك دائما مفاجأة تجني ثمنا باهظا، وهذا هو السبب في أن إسرائيل لا تزال تحاول الردع".

"التحذيرات العامة والرسائل السرية وزيادة الاستعداد والوجود العسكري المرئي، بما في ذلك مناورات القيادة الجنوبية في قطاع غزة، الديكور جاهز لاندلاع مواجهة، وإسرائيل ليس لديها مصلحة في اتفاق المصالحة الفلسطينية، وبالتالي رد فعلها على أي محاولة لإلحاق الضرر بالمستوطنات أو الجنود - أو مهاجمة أي بقعة خارج قطاع غزة.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن : تعيينات جديدة في القوات الإسرائيلية شملت 38 منصبًا بينها قائد شعبة غزة ونائبه وقائد المدفعية في الجنوب ورئيس إدارة الاستخبارات ورئيس القيادة المركزية والكليات العسكرية وقائد لواء الجولان وقائد لواء النقب - سيناء و مناديب القوات في عدة دول أوروبية.

من جهته قال المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي داود شهاب إن مصالح شعبنا الفلسطيني على رأس اهتمامنا ومصلحة شعبنا وقضيتنا هي الدافع والمحرك لاتخاذ الموقف القوي الذي يحمي هذه المصالح في مواجهة الاحتلال, وأضاف, تصريحات مبعوث الأمم المتحدة للمنطقة نيكولاي ميلادنوف بشأن بيانات فصائل المقاومة مستنكرة وغير مقبولة كونها تكيل بمكيالين وتتغافل العدوان والتهديد الإسرائيلي.

يُذكر أن الاحتلال الاسرائيلي عزَّز تواجد قوات جيشه على الحدود مع القطاع, بعد تفجير النفق الذي اكتشفه مؤخرًا شرق محافظة الوسطى بالقرب من موقع كيسوفيم العسكري والذي ادى تفجيره الى استشهاد 12 مقاومًا, فيما احتجزت اسرائيل جثامين خمسة شهداء لم تفلح طواقم الانقاذ الفلسطينية في العثور عليهم.

<span"النجاح"

height="480" src="https://nn.ps/media/uploads/2017/11/13/23549428_10211366909948697_1591094941_n.jpg" width="720" />