النجاح الإخباري - ارتدادات العاصفة التي أثارتها تصريحات ضد "الشاباك" لا زالت تتداعى بوتائر عالية، فبعد أن جاء الرد الهجومي من المستوى السياسي (ليفني، هرتسوغ، لبيد) ضد تصريحات ريغف وبيتان وضد المستوى الحكومي الذي لم يقدم الدعم الكافي لجهاز "الشاباك"؛ فقد جاء اليوم الرد من داخل مؤسسة "الشاباك" نفسها، الرد الذي يؤكد إلى أي مدى يشعرون بالغضب والمرارة تجاه المستوى السياسي الحكومي.

وقد عبر عن ذلك العديد من كبار موظفي "الشاباك" سابقًا عبر منشورات على "الفيسبوك" تمت لها عشرات المشاركات وآلاف التعليقات، وقد جاء ذلك في أعقاب تصريح الوزيرة ريغف التي اتهمت "الشاباك" بالهذيان ورئيس الائتلاف الحكومي بيتان الذي اتهم الشاباك بالجبن.

ولأن العاملين في الخدمة داخل "الشاباك" لا يستطيعون أن يتحدثوا، قام أصدقاؤهم المتقاعدون بهذه الخطوة غير العادية.

مسؤول الشاباك السابق منحام لانداف كتب في منشور كان له صدىً كبيرًا، وكشف فيه عمّا يفكرون به في الجهاز حول تصريحات ريغف وبيتان انه "في مثل هذه الأيام، التي يفقد فيها جزء من السياسيين طريقهم ويحاولون مهاجمة الشاباك الذي يقوم بمهامه بأخلاقية، بأمانة وبصورة وطنية؛ أشدّ على أيدي العاملين، المسؤولين ورؤساء الشاباك".

مسؤول سابق قال للقناة الثانية "هذه الأقوال لا تؤثر على عمل شخصيات الشاباك والجهاز نفسه، لكن هناك إحساس بأن كل شيء مسموح في محاولة لجمع الأصوات، هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أي حس بالمسؤولية".

مسؤول سابق آخر في "الشاباك" قال "هناك إحباط كبير إزاء القيادة التي لا تخرج وتتصرف بصرامة ضد هذا الكلام، كأننا بلا قيادة"، وأضاف "قد لا تكون إهانتنا بشكل شخصي، لكن يصعب علينا ان نفهم كيف يسمح السياسيون لأنفسهم بالتحدث بهذه الطريقة".

وأضاف نفس المسؤول "بيتان قال بأننا جبناء، على ماذا استند بهذا القول؟ جهة فقدت كثيرًا من رجالها لأنهم لم يخافوا. آخرون يعملون 24/7 من أجل أن يحيا بيتان بهدوء. غير واضح بالنسبة لي كيف تقول ريغف ان الشاباك هاذٍ، هل تسمح السياسة للسياسيين بأن يقولوا أي شيء ولا أحد يقوم ويوقفهم؟"، مشيرًا إلى أن "الأمر لم يقف عند الشاباك، بل أيضًا الجيش ورئاسة الأركان، تحديدًا أمام الجهات التي تسمح لهم إدارة اسرائيل. ليس هم من يحددوا ان كان الشاباك جبانًا أم هاذيًا، الشاباك يحدد ذلك بأفعاله".

مسؤول آخر في الجهاز، شغل مناصب أساسية، وجه انتقادًا لنتنياهو بالقول "توقعت من نتنياهو أن يكون أكثر وضوحًا، وأن يوقف هذه المهزلة؛ سلوك سياسيين صغار أمام أجهزة كبيرة تحافظ على اسرائيل. قادة مثل شامير، بيغن وشارون لم يكونوا ليسمحوا أبدًا لأعضاء كنيست أو وزراء بالتصرف هكذا والمساس بقوات الأمن".

مسؤول آخر وجه كلامه لبيتان عبر "الفيسبوك" قائلًا "بيتان، بالتأكيد أنت تفهم الكلمات المكتوبة في المنشور، لكنك لن تفهم أبدًا معناها. حين قرأت ما قلته عن الشاباك وددت أن أهاجمك بقسوة، لكن في الجهاز الذي ناديته بالجبن، والذي أتيتُ أنا منه، تعلمنا كيف نضبط أنفسنا، أن نكون أذكياء وشجعان. أتفهم؟ انا واثق أنك لا تفهم. بيتان، فلتنم جيدًا لأن هناك من يحافظ عليك وعلى أمثالك".