النجاح الإخباري - قال وزراء إسرائيليون مقربون من رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو": إنَّ الأخير قلق من الاهتمام المتزايد الذي يبديه الرئيس الأميركي، "دونالد ترامب"، تجاه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ومن سعيه إلى التوصل إلى "صفقة سلام بديلة" بأي ثمن.  

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس، عن هؤلاء الوزراء الإسرائيليين قولهم: "إنَّ قلق نتنياهو نابع بالأساس من أنَّه جاء خلافًا لفترة ولاية الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، فإنَّه لا يوجد لدى نتنياهو أيَّة "كوابح" في الكونغرس ضد ترامب، إذ أنَّ الديمقراطيين سيؤيدون أي خطوة سياسية وكذلك سيفعل الجمهوريون.  

ويقدر الوزراء الإسرائيليون أيضًا، أنَّ نتنياهو سيتعاون مع أي خطوة يبادر إليها "ترامب" وسيحاول المناورة بقدر المستطاع. 

وفيما ينفي مقربون من نتنياهو أنَّه قلق من احتمال تنفيذ خطوة سياسية في إطار تحريك المفاوضات، فإنَّ تقارير وصلت إلى حكومة الإحتلال، وفقًا للصحيفة، تفيد بأنَّ عباس استجاب لطلب "ترامب" وعبر عن موافقته لعقد لقاء ثلاثي، وأنَّ التقديرات تفيد بأنَّ ترامب سيعلن خلال زيارته إلى البلاد، في (22 أيار/مايو الجاري)، عن تحريك المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وسوف يخلق ضجيجًا حول حدودها الزمنية.

كذلك تشير التقديرات في إسرائيل إلى أنَّ احتمال أن يعلن "ترامب" عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى  القدس  ضئيلة جدًا، لكن الإسرائيليين يتوقعون من ترامب أن يعلن عن أن القدس "عاصمة لإسرائيل" وربما يتعهد بنقل السفارة إليها في المستقبل.  

ونقلت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، أمس، عن مسؤول فلسطيني قوله إنَّ  الرئيس عباس أبدى موافقته على لقاء نتنياهو تحت رعاية ترامب وخلال زيارته للبلاد، لكنَّ ترامب ومبعوثه الخاص، "جيسون غرينبلات"، يشددان على أنَّه لن يتم فرض اتفاق على إسرائيل.

وفي السياق ذاته، ذكر موقع "واللا" الإلكتروني، اليوم، أنَّ مسؤولين إسرائيليين كبار يخشون من حدوث توتر بين "نتنياهو" و"ترامب" على خلفية سعي الرئيس الأميركي إلى استئناف المفاوضات، ونقلت "واللا" عن وزير إسرائيلي رفيع المستوى قوله: "إنَّه يبدو أن ترامب مصرّ على التوصل إلى اتفاق، ولا يوجد خيار بأن يحدث خصام معه، فبعد ثماني سنوات من إدارة أوباما سنتخاصم مع ترامب أيضًا، فإنَّ هذا سيلحق ضررًا عميقًا بإسرائيل".

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى: "إنَّ ترامب غير متوقع، وإذا حاول نتنياهو خداعه فإنَّ من شأن ذلك أن يتطور باتجاه غير جيد".

وبحسب مصادر سياسيَّة مقرَّبة من "نتنياهو"، فإنَّه يوجد انعدام وضوح سياسي كبير"، وأن نتنياهو "قلق من الرسائل القادمة من واشنطن".

ويبدو أنَّ نتنياهو وقع في فخ نصبه هو بنفسه، إذ أنَّه كرَّر الإعلان في السنوات الأخيرة عن أن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يجب أن يتمَّ في إطار اتفاق سلام إقليمي مع الدول العربية كافَّة التي يصفها بأنَّها "معتدلة"، بينما تطرح إدارة ترامب حاليًّا اتفاق سلام إسرائيلي – فلسطيني، يستند إلى مبادرة السلام العربية والانسحاب إلى حدود العام (1967)، مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية التي تحدث عنها نتنياهو.

وفي هذا الأثناء، أبدى رموز اليمين المتطرف من حزب "البيت اليهودي" معارضتهم لأي اتفاق يمكن التوصل إليه ويقضي بانسحاب إسرائيل من مناطق محتلة منذ عام (1967).

المصدر: عرب (48).