النجاح الإخباري - أكد الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت أن انضمام الجيش اللبناني للقتال إلى جانب حزب الله في الحرب القادمة لن يغير موازين القوى التي ترجح بوضوح لصالح إسرائيل، لكن يمكن أن يسلط الضوء على شكل الحرب وصورتها.

وفي مقال اطلع عليه مركز أطلس، أشار بن كاسبيت إلى الافتراض العملي في الجيش الإسرائيلي بأنه في حرب لبنان الثالثة سيتحمل الجيش اللبناني دورًا ناشطًا، وسيعمل تحت قيادة حزب الله ضد إسرائيل أو ينفذ مهامًا يفرضها عليه حزب الله في إطار المعركة.

وبحسب بن كاسبيت؛ حزب الله يعتبر اليوم - حتى من قبل القيادات الحاكمة في لبنان - جزءًا من البنية المسلحة الضرورية للدفاع عن البلد، الرئيس الجديد ميشال عون صرح بهذه الأمور مؤخرًا في اللقاءات التي أجراها مع وسائل إعلام عربية.

في محادثات وزير الأمن أفيغدور ليبرمان في واشنطن الأسبوع الماضي، خُصص جزء كبير من الوقت للحرب اللبنانية الثالثة التي يمكن أن تندلع في أي لحظة؛ هذه الحرب - حسب جهات أمنية اسرائيلية رفيعة - يجب ان تبدو مختلفة تمامًا، وأن تستمر وقتًا أقصر بكثير، وأن تدفع بقدرات تدميرية أكبر بكثير وخلال نقاط زمنية قليلة.

ليبرمان قال مؤخرًا ان التمييز بين حزب الله والجيش اللبناني لم يعد غاية في الوضوح مثل التمييز بين التنظيم نفسه (الذي يعمل في لبنان على المستوى السياسي أيضًا) وبين الدولة السيادية التي يسكنها.

ويرى بن كاسبيت أنه "إذا استطاع حزب الله في حرب لبنان الثانية أن يلحق بإسرائيل دمارًا محدودًا؛ فإنه اليوم قادر ان يضرب أي نقطة في أرض إسرائيل. ليس لديه سلاح جو، لكن لديه عشرات آلاف الصواريخ والقذائف، وبعضها بعيد المدى وأكثر دقة ممّا كان يملك في العام 2006. في حرب لبنان الثانية اضطر ان يقف عاجزًا أمام دمار الضاحية (مربع سيطرة حزب الله في بيروت)، هذه المرة - حسب رأيه - في إسرائيل أيضًا يجب ان يواجهوا صورًا مشابهة".

في إسرائيل يعلمون انه لا يوجد الآن رد حقيقي على تهديد الصواريخ، فالقوات الخاصة التي ستنصب كمينًا راجلًا بعد الصواريخ والقذائف في مناطق الإطلاق كمن يحاول أن يجد إبرة في كومة من القش. حاولت إسرائيل أن تقوم بمثل هذه العمليات في حرب لبنان الثانية ومن دون نتيجة. الإمكانية الوحيدة التي ستكون أمام اسرائيل هي الهجوم الفوري والدراماتيكي العدواني على جميع البنى الحيوية اللبنانية أو كما قدر ذلك ضباط وقادة كبار في العقد المنصرم "إعادة لبنان إلى العصر الحجري".

يواصل بن كاسبيت: "بسبب عدم وضوح الفرق الكبير بين حزب الله ولبنان نفسها فإن تدمير الدولة من شأنه أن يمثل تهديدًا رادعًا من جهة نصر الله، ومن أجل تنفيذ هذا الأمر ستضطر إسرائيل إلى تصريح مسبق من أمريكا. حسب جهات أمنية إسرائيلية هذا التصريح تم الحصول عليه أو انه سيحصل عليه في المستقبل القريب. إذا خرجت إسرائيل في رحلة تدمير عدواني للبنى التحتية اللبنانية في الجولة القادمة، فإنها ستحتاج إلى مظلة جوية من النظام الأمريكي تسمح لها بحرية العمل على الأقل في الأيام الأولى".

في هذه المرة - بحسب بن كاسبيت - ستكون الدولة كلها هدفًا استراتيجيًا؛ ستفجر محطات الطاقة والمطارات والمفترقات والطرق الرئيسية والمصانع المهمة، ستدمر جميع مواقع الجيش اللبناني وجميع مركباته المدرعة، في الجيش الإسرائيلي يقدرون بأن الحرب القادمة ستكون أقصر وأكثر دمارًا.

مجيبًا على سؤال "متى ستندلع هذه الحرب؟" يوضح أنهم في إسرائيل يقدرون بأنه على المدى المنظور ليس لدى حزب الله أسباب للاحتكاك مع إسرائيل. طالما ان قسمًا كبيرًا من قواته منتشرًا ومستنزفًا في سوريا؛ يقولون في الجيش الإسرائيلي أن نصر الله سيحاول الامتناع عن التصادم مع إسرائيل. إضافة إلى ذلك، الإشارات المتلقاة من بيروت في الأشهر الأخيرة تشير إلى ان صبر نصر الله بدأ ينفد، فقواعد اللعب الجديدة التي اعتادتها إسرائيل في السنوات الأخيرة (حسب مصادر أجنبية تقول بأنها تهاجم بحرية قوافل السلاح التي تشق طريقها إليه من سوريا) ليست مقبولة لديه.

حسب المعلومات الاستخبارية التي وصلت مؤخرًا للغرب، فإن الإيرانيين أقاموا في لبنان مصانع لإنتاج الصواريخ لكي "تتجاوز" السور الاستخباري والقصف الإسرائيلي الذي يمنع التزود الحر لحزب الله بالصواريخ. مخازن نصر الله ممتلئة على أية حال، احتمال ان "تصدأ الصواريخ" كما تنبأ في حينه رئيس الأركان الإسرائيلي موشيه يعلون ليس كبيرًا. في إسرائيل يعلمون ان صاروخًا يوضع على المنصة في الحرب الأولى بشكل عام يطلق في الحرب الثالثة، في وقت ما سيحدث ذلك وفقا لمركز أطلس للدراسات الاسرائيلية.