وكالات - النجاح الإخباري - ترى الكثير من التحليلات والتقارير السياسية التي تتحدث عن المعركة التي تقودها "قسد" ضد آخر معاقل تنظيم "داعش" في مخيم الباغوز شرقي سوريا، أن الأمر لا يتعدى مشاهد إعلامية يتم تسويقها للتغطية على عمليات نقل عناصر التنظيم إلى مناطق أخرى وبمسميات جديدة.

قال الدكتور حسام شعيب، الخبير السوري في شؤون التنظيمات المسلحة، في تصريحات صحفية  ،اليوم الثلاثاء، إن تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا)، هو ورقة رابحة تستثمر فيها الولايات المتحدة الأمريكية في كل أرجاء المنطقة، وما يجري الآن في مخيم الباغوز هو بطولات وهمية لإعطاء انطباع للرأي العام السوري أو الخارجي بأن "قسد" المدعومة أمريكيا، قامت بالقضاء على التنظيم شرقي سوريا.

وأشار الخبير في شؤون التنظيمات المسلحة إلى أن أمريكا قد وجدت بؤر جديدة في العالم، وبشكل خاص في شمال أفريقيا والداخل الفلسطيني وفي شبة جزيرة سيناء، وزرع "داعش" في الداخل الفلسطيني ليس المقصود به إسرائيل، وإنما الإخلال بعدالة القضية الفلسطينية، كما يتم نقل بعض العناصر إلى بعض دول الاتحاد السوفييتي السابق، لاستخدامهم كورقة ضغط على الاتحاد الروسي.

وأوضح شعيب، أن أمريكا لا تتخلى عن قيادات "داعش" التي أصبح لها خبرة كبيرة في الحروب والقيادة واستخدام التقنيات الحديثة، التي لا يمكن أن تتاح لأي تنظيم بتلك السهولة، بجانب توفير البيئة الملائمة لهم لإتقان استخدام تلك الأسلحة.

وأكد الخبير في التنظيمات المسلحة على أن "داعش" ليس تعداد سكاني تستطيع الحكم عليه بالفناء أو أن يوضع في السجون، فعناصر التنظيم عندما تأتي الأوامر بإنتهاء المهمة يتحولون إلى خلايا نائمة تذوب في المجتم،ع حتى تأتي الأوامر بالظهور في منطقة أخرى، أو تحت مسمى جديد، "داعش" اليوم تنتقل من مرحلة التمكين إلى مرحلة الصبر والاحتواء.  

وتعتبر الباغوز هي آخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي شرقي سوريا، وكانت "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، تابعت عملياتها العسكرية ضد التنظيم في الباغوز، بمحافظة دير الزور السورية، بعد أن توقفت لنحو شهر، بهدف تحرير الأسرى وإخلاء آلاف المدنيين، وكذلك مقاتلي "قسد" الذي وقعوا أسرى في قبضة عناصر التنظيم الإرهابي.

نزاع مسلح

وفي الثاني من مارس/ آذار الجاري، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" تقدمها كيلومترا واحدا باتجاه الباغوز، آخر جيب لتنظيم "داعش" في سوريا، وهي المسافة التي كانت تفصل بين مقاتلي "قسد" ومنطقة تمركز عناصر التنظيم.

وتعاني سوريا، منذ مارس/آذار 2011، من نزاع مسلح تقوم خلاله القوات الحكومية بمواجهة جماعات مسلحة تنتمي لتنظيمات مسلحة مختلفة، أبرزها تطرفا تنظيما "داعش" و"جبهة النصرة"، واللذان تصنفهما الأمم المتحدة ضمن قائمة الحركات الإرهابية.