وكالات - النجاح الإخباري - وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد على رأس وفد كبير ضم وزراء ورجال أعمال في زيارة تستمر يومين يوقع خلالها على ثماني مذكرات تفاهم في المجالات الاقتصادية تقدر قيمتها بـ21 مليار دولار.

ومن أبرز مذكرات التفاهم التي سيوقع عليها بن سلمان خلال زيارته إلى باكستان إنشاء مصفاة تكرير للنفط في ميناء غوادر بتكلفة ستة مليارات دولار، ودعم بناء سدود مائية جديدة.

وتأتي زيارة بن سلمان إلى باكستان في مستهل جولة آسيوية تشمل الهند والصين، وتعرضت الجولة في اليومين الماضيين لاضطراب مفاجئ، إذ تأجلت زيارته لكل من ماليزيا وإندونيسيا، وتأخر سفره إلى باكستان يوما، ويأتي ذلك في وقت تلاحقه الاحتجاجات على خلفية اتهامه بالتورط في قتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي بمدينة إسطنبول التركية.

لا هواتف ولا دراجات

واستبقت سلطات باكستان زيارة بن سلمان بفرض إجراءات أمنية شاملة ومشددة تمثلت في تسيير دوريات إضافية وإقامة حواجز على الطرق الرئيسية، كما قررت قطع خدمات الهواتف الخلوية قبيل وصول ولي العهد، ونشر قوات من الجيش لتأمين الطرق التي سيسلكها موكبه، إضافة إلى تأمين محيط رئاسة الوزراء حيث سيقيم.

كما أعلنت الحكومة الباكستانية غدا الاثنين عطلة رسمية في إسلام آباد بمناسبة الزيارة، وفرضت قيودا مشددة على مواقع التواصل الاجتماعي والتظاهر تحسبا لاحتجاجات مناهضة له متعلقة باغتيال الصحفي جمال خاشقجي والحرب في اليمن.

ونقل مراسل الجزيرة في باكستان عن مصادر أمنية أنها تلقت معلومات تفيد بأن بعض الأشخاص يسعون لزعزعة الأمن خلال زيارة ولي العهد السعودي، وأنه تبعا لذلك جرى فرض قانون 144 الذي يمنع ركوب الدراجات النارية لأكثر من شخص، ويمنع القانون التجمع لأكثر من خمسة أشخاص إلى حين انتهاء الزيارة.

وقالت منظمة "سكاي لاين" الدولية إنها حصلت على وثيقة صدرت أول أمس الجمعة من وزارة الداخلية تتضمن خططا وضعتها الشرطة لإغلاق 19 ألف صفحة على موقع فيسبوك وعشرين ألف حساب على موقع تويتر، وذلك بهدف منع تنسيق مظاهرات مناوئة لمحمد بن سلمان.

وبمقتضى الخطط التي جرى الكشف عنها يفترض أن تقوم وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة للشرطة بتتبع تلك المجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قالت إن الدافع لزيارة بن سلمان لبعض الدول الآسيوية هو غضبه من الغرب الذي وجه إليه كثيرا من الانتقاد.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن هذه الزيارة تعتبر تحولا إستراتيجيا في سياسة السعودية، وأنها تجيء وسط استمرار لعرقلة قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي والحرب في اليمن واضطراب علاقات المملكة مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية.

مظاهرات

وقد شهدت مناطق باكستانية مختلفة مظاهرات منددة بهذه الزيارة، واتهم المتظاهرون ولي العهد السعودي بالتورط في حرب اليمن وقتل الأبرياء هناك، كما رددوا شعارات تندد بالزيارة وتطالب بإلغائها.

وعلى الرغم من القيود والإجراءات الأمنية التي فرضتها السلطات فإن مظاهرات خرجت في مدينة لاهور، وحمل المشاركون فيها لافتات تندد بمحمد بن سلمان، وتعتبره شخصا غير مرحب به.

وتضمنت اللافتات كتابات وصورا تندد بسياسات ولي العهد السعودي ودوره في قتل خاشقجي والحرب في اليمن، وتظهر بعض الصور بن سلمان بوصفه الرجل المفضل للولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال عدد من قادة أحزاب المعارضة -ومنهم الرئيس الأسبق آصف علي زرداري- وقادة حزب الرابطة الإسلامية إنهم لم يتلقوا دعوات لحضور مأدبة العشاء التي سيقيمها رئيس الوزراء عمران خان في مقر رئاسة الوزراء على شرف الزائر السعودي والوفد المرافق له.