عاطف شقير - بمشاركة هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - يأتي انعقاد القمة العربية في عمان في شهر مارس/آذار المقبل وسط عواصف من التحديات الهائلة التي تواجهها الأمة العربية في مختلف الأصعدة.

وتتصدر جدول أعمال القمة العربية قضية فلسطين والتي يقع على هرمها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والإستيطان الذي يتغول في الأرض الفلسطينية.

ورأى الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيظ أن "الوضع العربي الضاغط ووضعية الأردن في خضم هذا البحر الهائج سوف يفرض على قادة الأمة أن يحضروا"، مشيراً إلى ضرورة أن يجري المسؤولون العرب مشاورات حول كيفية تطوير أسلوب الجامعة في إتخاذ القرارات والتشاور بشكل أعمق وعدم اقتصار الأمر على الإجتماعات الدورية في مقر الجامعة العربية.

 وفي هذا الإطار، أكد المحلل والباحث السياسي الدكتور ناجي شراب لـ"النجاح الإخباري" على أن تراكمات عام كامل من بعد قمة موريتانيا ستحال إلى القمة العربية القادمة في الأردن خاصة الوضع العربي الداخلي والإقليمي، لافتاً إلى أن القمة تأتي في سياق حالة من التوترات خاصة في ظل المد والجزر في العلاقات الفلسطينية العربية.

 وعلى صعيد متصل، أكد الملك عبدالله الثانى، أن قضايا المنطقة وفي مقدمتها القدس والقضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع فى العراق وليبيا، ومحاربة التطرف والإرهاب، هى أبرز المحاور التى ستركز عليها القمة العربية المقبلة بعمان.

القدس أولوية القمة العربية المقبلة

وحذر الملك عبدالله الثانى من خطر اليأس من العملية السلمية وعدم وجود بدائل لحل الدولتين، مؤكداً أهمية القدس للمسلمين وانعكاسات ما يمس بالوضع الحالى على الأمن والسلام فى المنطقة.

ونوه الدكتور ناجي شراب إلى أن ما يهم الشعب الفلسطيني هو وضع القضية الفلسطينية ومكانتها على أجندة القمة العربية، وإذا كانت ستحظى بأولوية كبيرة من صانعي القرار بالنسبة لموضوع مستقبل حل الدولتين وفكرة الوطن البديل وموقف نقل السفارة إلى القدس إضافة إلى وضع الإنقسام الفلسطيني.

وأضاف شراب قائلا :"هذا التحدي الأكبر الذي يمكن أن تقوم به القمة"، مشدداً على أن الشعب لا يريد تخصيص أموال ومساعدات للسلطة الفلسطينية في القمة، بل عودة البعد القومي للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية محورية.

وأشار وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدي إلى أن بلاده ستستمر بالقيام بمسؤولياتها الدينية والتاريخية تجاه المسجد الأقصى المبارك، وأنه من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس حماية هذه المقدسات، سيتصدى الأردن لأى محاولة انتهاك لقدسيتها أو المساس بها، والوقوف بوجه أية اعتداءات.

وشدد الصفدى على أولوية إعادة إطلاق مباحثات جادة وفاعلة لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على أساس حل الدولتين، الذى يضمن قيام دولة فلسطين ‏مستقلة قابلة للحياة بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل على حدود 4 يونيو 1967.

ولفت الدكتور شراب إلى أن ملف نقل السفارة للقدس سيكون أحد أهم الملفات على الأجندة خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكونغرس، بأن التحالف الأمركي الإسرائيلي غير قابل للإختراق.

وفي المقابل أوضح شراب أن الدول لا تملك أكثر من إعلان بيان وإرسال رسائل قوية لدعم حل الدولتين وحل قضية نقل السفارة، مؤكداً على أن الموقف العربي لن يتعدى أكثر من ذلك.

الإستيطان حاضر في القمة العربية

ومن جانب آخر أكد على أن قضية الإستيطان أحد أهم القضايا التي يجب أن تحمل موقفاً جازما لتأكيد القرارات الدولية التي تدين الإستيطان واسرائيل، ولكن سيكون موقف بصورة بيانات أيضا، قائلا: "إسرائيل غير مكترثة لشرعية دولية أو قمة عربية وستستمر باجراءاتها القمعية، لذلك العامل الفلسطيني هو المتغير الحاسم بإنهاء الإنقسام وانتقاء خيارات فلسطينية صائبة".

 فيما، طالب اللواء شادى أبو العلا عضو لجنة الشئون العربية بالبرلمان، بموقف عربى موحد من الدول العربية تجاه إسرائيل، لوقف النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربية المحتلة بفلسطين.

وقال أبو العلا: إن دولة الاحتلال تسعى فى الأرض فسادًا، وتنتهك كل القوانين الدولية، ويجب على الدول العربية أن تنحى خلافاتها جانبًا، وألا تنشغل على القضية.

وأشار عضو لجنة الشئون العربية، إلى أن الدول العربية منشغلة بالمشاكل الداخلية لها، وأهملت القضية الفلسطينية، ويجب علينا أن نتوحد لوقف الإعتداء الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية.

ومن المقرر أن تنطلق الإجتماعات التحضيرية للقمة بعقد اجتماعات للمجالس الوزارية المتخصصة وكبار المسئولين اعتبارًا من شهر فبراير المقبل، حيث سيتم عقد اجتماع المجلس الإقتصادى والإجتماعى فى السادس من فبراير، ثم اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب فى بداية شهر مارس المقبل تليها اجتماعات مكثفة بالمملكة الأردنية الهاشمية تمهيدًا لإنطلاق القمة العربية.