النجاح الإخباري - اجرى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت محادثات السبت مع نظيره السعودي إبراهيم العسّاف في الرياض تركزت على مقتل الصحافي جمال خاشقجي وسجن ناشطات في المملكة.

وناقش هانت كذلك مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الهدنة الهشة في مدينة الحديدة اليمنية.

وتأتي زيارة هانت بعدما فشل الأسبوع الماضي في إقناع ألمانيا برفع الحظر الذي تفرضه على تصدير الأسلحة إلى المملكة، إذ تجاهلت برلين تحذيراته من أن الحظر يضر بالصناعات الدفاعية الأوروبية وبجهود إحلال السلام في اليمن.

وكتب هانت على "تويتر" إنه أجرى "نقاشا مهما مع عادل الجبير بشأن إصلاحات في مجال حقوق الإنسان والملفات المفتوحة حاليا بما فيها خاشقجي والناشطات" المسجونات في المملكة منذ أيار العام الماضي بدون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وأثارت عملية قتل خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات منتقدة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في صحيفة "واشنطن بوست"، في قنصلية المملكة في اسطنبول في تشرين الأول الماضي غضبا دوليا واسعا .

وأضعفت عملية الاغتيال موقف المملكة دبلوماسيا وأضرّت بعلاقاتها الاستراتيجية مع حلفائها الغربيين، رغم أن الرياض نفت أن يكون ولي العهد متورطا في العملية، معلنة ان من نفذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم" ومصرة على أن السلطات لم تكن على علم بها.

وتأتي زيارة هانت بعد يوم فقط من إعلان السعودية أنها ستبدأ محاكمة ناشطات في مجال حقوق المرأة بعدما أبقتهن قيد التوقيف منذ نحو عام بدون توجيه اتهامات إليهن، ما استدعى إدانات واسعة من المنظمات الحقوقية.

والتقى هانت كذلك العسّاف خلال جولته الخليجية التي شملت سلطنة عمان والإمارات.

وقال هانت "تساعدنا شراكتنا الاستراتيجية مع السعودية في إبقاء بريطانيا آمنة وتحقيق تقدم في أولويات دبلوماسية على غرار اليمن ومناقشة المسائل التي تشكل مصدر قلق بكل صراحة".

لكنه اشتكى من بطء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وهو أمر تم الاتفاق عليه في السويد في كانون الأول الماضي بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين.

واعتبر الاتفاق آنذاك أفضل فرصة لليمن لإنهاء النزاع المستمر منذ أربعة أعوام، لكن الطرفين تحدثا عن خروقات.

واضاف هانت أن "التقدم هش لكنه ممكن بالنسبة لمحادثات السلام بشأن اليمن المدعومة من الأمم المتحدة، بحسب محادثاتي مع الرئيس اليمني هادي في الرياض اليوم".

وتابع "هناك غياب للثقة وتطبيق (اتفاق) ستوكهولم يستغرق وقتا طويلا لكن لا توجد خطة أفضل مطروحة للمضي قدما وإنهاء الأزمة".

ولم يتضح إن كان هانت ناقش في الرياض قرار برلين حظر تصدير الأسلحة للسعودية عقب مقتل خاشقجي.

وذكرت تقارير إعلامية أن هانت حض ألمانيا الشهر الماضي على استثناء مشاريع دفاعية أوروبية كبرى على غرار مقاتلات "يوروفايتر" أو "تورنادو" -- التي تحتوي على قطع ألمانية الصنع -- من الحظر المرتبط بتصدير الأسلحة إلى السعودية.