نابلس - النجاح الإخباري - وصلت قاذفتان روسيتان عملاقتان أسرع من الصوت من طراز "تو-160"  إلى مطار سيمون بوليفار الدولي، شمالي العاصمة الفنزويلية كراكاس، وسط تزايد التوتر بين موسكو وواشنطن.

وبينما لم يكشف النقاب عما إذا كانتا تحملان أسلحة، أو عن الفترة التي ستمكثان فيها في فنزويلا، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أنَّ روسيا وفنزويلا ستجريان مناورات مشتركة.

وكانت الطائرات المقاتلة النرويجية من طراز إف-18 قد تتبعت الطائرتين الروسيتين لبعض الوقت أثناء تحليقهما في طريقهما إلى فنزويلا.

وكان برفقة الـ"تو-160" أيضًا طائرة شحن عسكريَّة ثقيلة من طراز "أنطونوف 124"، وطائرة "إليوشن 62" لنقل الركاب.

وتتسم "تو-160"، التي يطلق حلف الناتو عليها اسم "بلاك جاك"، بقدرتها على حمل صواريخ برؤوس حربية تقليدية أو نووية يصل مداها إلى (5500) كيلومتر، ويمكنها التحليق بسرعة تزيد على سرعة الصوت بمرتين.

يشار إلى أنَّ هذه القاذفة شاركت في الحملة الروسية في سوريا، حيث قصفت أهدافًا بواسطة صواريخ "خا-101" الجوالة ذات الرؤوس التقليدية للمرَّة الأولى في البلد الذي تمزقه الحرب الأهلية والحرب على الإرهاب.

وكانت روسيا قامت بتحديث أسطولها من قاذفات "تو-160"، بحيث يمكنها استخدام أسلحة حديثة، كما قامت بتحديث التجهيزات الإلكترونية فيها بحيث أصبحت الطائرة بمجملها أكثر حداثة وتطورًا.

ويأتي وصول هذه الطائرات إلى فنزويلا بعد زيارة كان قد قام لها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى موسكو الأسبوع الماضي، للحصول على دعم سياسي واقتصادي من موسكو، رغم الديون الهائلة الت تدين بها كراكاس لموسكو.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الأسبوع الماضي، إنَّ موسكو ستواصل إرسال الطائرات العسكرية والسفن الحربية إلى فنزويلا كجزء من التعاون العسكري المشترك بين البلدين.

وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم البنتاغون الكولونيل روب مانينغ إنَّه ليس لديه أيَّة معلومات بشأن نشر قوات روسية في فنزويلا، لكنَّه أوضح أنَّ بلاده تقدّم مساعدات إنسانية للاجئين والمهاجرين الفنزويليين في حين أنَّ روسيا تقدِّم المساعدة العسكرية للنظام في كراكاس.

يُشار إلى أنَّ أزمة هائلة اندلعت زمن الحرب الباردة بين العملاقين الأميركي والسوفيتي، حين اكتشفت واشنطن عام (1962) نصب صواريخ نووية سوفيتية في كوبا المجاورة لولاية فلوريدا، مما دفع الرئيس الأميركي جون كنيدي إلى توجيه إنذار للسوفيت سحبها.

وحبس العالم أنفاسه لعدة أيام قبل أن يقرِّر الكرملين سحب الصواريخ وسط أنباء عن صفقة بين البلدين، تتعهد واشنطن بمقتضاها بعدم شنّ أيّ هجوم على كوبا الشيوعية.