النجاح الإخباري - نشرت "واشنطن بوست" خبر احتجاز الصين للأقليات المسلمة في معسكرات اعتقال كانت قد أنشأتها بهدف "إعادة التعليم".

ووُثّقت شهادة محكمة هي الأولى من نوعها في كازخستان، ما نُقل عن الحكومة الصينية أنَّها أنشأت شبكة من معسكرات الاعتقال في غرب الصين، حيث يتم احتجاز الأقليات المسلمة دون تهمة بهدف "إعادة التعليم".

وقالت "سايرا جول ساوتباي"، مواطنة صينية من أصل كازاخي، إنَّها عبرت منطقة شينجيانج الصينية إلى كازخستان، بأوراق مزيفة بعد أن أُجبِرت على العمل في معسكر يضم تقريبا (2500) شخص من أصل كازاخي، محتجزين لإعادة تعليمهم.

المواطنة الصينية قالت للمحكمة الشهر الماضي: "في الصين، يطلقون عليه معسكر سياسي لكنَّه في الحقيقة عبارة عن سجن في الجبال"، وكان ذلك بحضور قرويين من كازاخستان، وصحفيين، وقلة من الدبلوماسيين الصينين الصامتين.

المقابلات التي أجرتها "واشنطن بوست" مع (20) آخرين ممن كانوا على دراية بتجربة "العرقية الكازخستانية" في الصين، تضمَّنت ثلاثة من المحتجزين السابقين، وعددًا من الأشخاص الذين يعتقدون أنَّ أحد أفراد عائلتهم في المعتقل، مدعمين اعتقادهم بروايات متشابهة عن المعسكر مع بعض التفاصيل الإضافية.

تلك الشهادات مجتمعة تُظهر دليل وجود احتجاز غير قانوني و"تلقين إجباري" في شنجيانغ، وتكشف كيف أنَّ الحكومة الصينية التي استهدفت في الغالب مسلمين، تحتجز أيضاً أعضاء آخرين معظمهم من المسلمين ويتضمنون كازاخستانيين.

الشهود حكوا عن القرى المليئة بنقاط التفتيش والكاميرات الأمنية التي لا يمكن حصرها، والتي يتم خلالها الاشتباه في أشخاص ذات روابط أجنبية ليتم اعتقالهم بدون تهمة وإرسالهم إلى مراكز إعادة التعليم لأجل غير مسمّى.

هؤلاء الأشخاص قالوا إنَّ المسلمين في معسكرات الاعتقال يقضون وقتهم النهاري في غناء الأغنيات الدعائية المناهضة للحزب الشيوعي الصيني، ويقضون الليل في زنازين مزدحمة، بينما كشف رجل تمَّ تحريره من أحد المعسكرات عن تعرضه لنوع مختلف من التعذيب وهو "الإيهام بالغرق"؛ وهي وسيلة استخدمتها جهات التحقيق مع الشخص المستجوب للتأثيرعليه وإرغامه على الاعتراف.

وفي أبريل الماضي، قالت نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الصين لورا ستون، إنَّ عشرات الآلاف من المسلمين الصينيين على الأقل يمكثون في الاحتجاز.

أما المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نوايرات، انتقدت "زيادة مستويات القمع في شينجيانغ"، قائلة: "نشعر بالقلق تجاه انتشار عمليات الاعتقال ومعدلات المراقبة غير المسبوقة".

المسؤولون الصينيون تهربوا بشكل متكرِّر من الأسئلة عن عملية الاحتجاز، في (23 /يوليو)، عُقدت جلسة استماع في "زخركن" رفض مسؤول صيني الإجابة عن أسئلة حول قضية "ساويتباي"، وهي امراة صينيّة استطاعت الهرب من معسكر لإعادة التعليم في الصين.

وزارة الخارجية الصينية أرسلت بيانًا مقتضبًا للتعليق على النتائج التي توصلت إليها صحيفة "البوست" وخصوصًا مزاعم الاعتقال غير القانوني والتعذيب، موضحة: "أريد فقط أن أؤكّد أنَّه في هذه اللحظة الوضع العام في مجتمع "شينجيانغ" مستقر، والأقليات العرقية تعيش في وئام".

المواطنة "ساويتباي" التي كانت في المحكمة بتهمة الدخول غير القانوني لكازخستان، قالت إنَّها خشت من ترحيلها إلى الصين مرّة أخرى، موضحة:"أنا أناقش قضية المعسكر في محكمة مفتوحة وهذا يعني أنّني أكشف بالفعل أسرار الدولة".

في (2009)، اتّخذت العلاقة بين الحزب الشيوعي والأقليات المسلمة منعطفًا حادًا إلى الأسوأ حين هزّت أحداث العنف "أورومتشي" عاصمة إقيلم "شينجيانغ"، في السنوات التالية، بعد الهجمات التي شنّها الإيغور، أعلنت الحكومة الصينية "حرب شعبية" على الأرهاب، واتّخذت إجراءات أمنية صارمة.