النجاح الإخباري - أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، خلال لقائهما في سوتشي، اليوم الجمعة، اعتزام روسيا وألمانيا الإسهام في العملية السياسية في سوريا.

وقال بوتين، في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل عقب محادثاتهما: "على الرغم من الظروف الخارجية السياسية المعقدة ووجود اختلافات في المواقف من عدة ملفات دولية، إلا أن روسيا وألمانيا تعتبران أنه من المهم والمفيد الاستمرار بالاتصالات الدورية بين الجانبين".

وتابع بوتين: "إن الجانب الروسي مستعد للعمل مع الزملاء الألمان على أساس المنفعة المتبادلة أخذا بعين الاعتبار مصالح شعبي البلدين".

من جانبها، أكدت ميركل وجود "مصلحة استراتيجية" لألمانيا في "دعم العلاقات الودية مع روسيا"، موضحة: "لقد دعوت حتى في الفترات الأكثر صعوبة إلى مواصلة عمل مجلس روسيا-الناتو والاستمرار بالاتصالات من قبل الاتحاد الأوروبي".

وأضافت المستشارة الألمانية: "أعتقد أن مواصلة الحوار يعد أمرا بالغ الأهمية، وهناك اتصالات واسعة جدا بين مجتمعينا المدنيين، وأن على التعاون الألماني الروسي  أن يتجاوز الخلافات الكبيرة والمبدئية للغاية، وأود التشديد مرة أخرى على الحاجة إلى الحوار بين بعضنا بعضا خلال سعينا إلى حل المشاكل".

وأشارت ميركل في هذا السياق إلى وجود ملفات تلتزم روسيا وألمانيا بمواقف مشتركة منها، لافتة إلى أن لقاءها مع بوتين "عقد في لحظة جيدة".

وبحث الزعيمان خلال المحادثات ملف سوريا، وأشار بوتين إلى أن كلا من روسيا وألمانيا تعتزمان الإسهام في التسوية السياسية للأزمة السورية وإحلال الاستقرار على الأرض في هذه البلاد.

وقال الرئيس الروسي في هذا السياق: "أكدنا على ضرورة الإسهام المشترك في عملية التسوية السياسية بما في ذلك عبر منصتي جنيف وأستانا، وكذلك إحلال الاستقرار على الأرض وتقديم مساعدات إنسانية لسكان سوريا".

وأضاف بوتين أن موسكو تقدر "سعي ألمانيا للمشاركة جديا في إعادة إعمار البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية في سوريا"، وشدد: "من المهم أن يجري تقديم كل المساعدات بالتنسيق مع السلطات الشرعية للبلاد".

وعلى صعيد متصل، شدد الرئيس الروسي على ضرورة إلغاء القيود المفروضة من قبل بعض الدول على إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يخدم مصالح أوروبا بالذات.

وقال بوتين: "إذا أراد الأوروبيون أن يعود اللاجئون في أوروبا إلى بيوتهم في سوريا فإن ذلك يتطلب رفع القيود غير المفهومة بالنسبة لنا على تقديم المساعدات لسوريا، خاصة في تلك الأراضي التي تخضع لسيطرة حكومة الجمهورية العربية السورية".

ودعا بوتين إلى الإسراع في إعادة إعمار سوريا، لافتا في هذا السياق إلى أن بعض المناطق في البلاد، مثل مدينة الرقة، لا تزال مدمرة بالكامل تقريبا، وأضاف بالقول: "كيف يمكن أن يعود الناس إليها وما زال كل شيء مدمرا هناك؟".

كما أشار الرئيس الروسي إلى أهمية الابتعاد عن تسييس ملف المساعدات الإنسانية لسوريا، لافتا إلى ضرورة تكثيف أوروبا جهودها لإغاثة السوريين في بلادهم.

بدورها، أشارت المستشارة الألمانية إلى ضرورة وضع خطة مشتركة للعمل على التسوية السياسية في سوريا عبر منصة الأمم المتحدة.

وقالت ميركل خلال المؤتمر الصحفي: "تحدثنا عن سوريا، وتبادلنا الآراء حول هذه القضية بصورة مكثفة، وأعتقد في هذا السياق أن العملية الجارية برعاية الأمم المتحدة تمثل فرصة يجب أن نعمل على الاستفادة منها".

وأضافت ميركل: "الخطوات التالية التي يجب اتخاذها من شأنها أن تؤدي إلى وضع خطة عمل مشتركة ستتم مناقشتها عبر الفرق المعنية، وندعم كل جهود عمل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا".

وفي سياق متصل، شددت المستشارة الألمانية على ضرورة رفع الحكومة السورية الإجراءات التي قد تعرقل عودة اللاجئين من سوريا إلى وطنهم، وقالت إن ألمانيا ستطلب من روسيا الإسهام في هذا الموضوع.

وقالت ميركل: "لا بد من العملية السياسية، ويجب أن ينطلق ذلك بأسرع وقت ممكن، ونريد الإسهام في ذلك، وأكدت قلقنا من القانون رقم 10 في سوريا، الذي ينص على أن الناس يفقدون ممتلكاتهم حال عدم تسجيلهم لها في الفترة الزمنية المحددة، وهذا نبأ سيء جيدا بالنسبة لجميع من يريد العودة إلى سوريا".

وتابعت ميركل: "هذا الأمر سنتحدث عنه اليوم أيضا في وقت لاحق بصورة مفصلة وسنطلب من روسيا استخدام نفوذها لتخلي (الرئيس السوري بشار) الأسد عن هذه الخطوة".

واعتبرت ميركل أن هذا القانون سيخلق عراقل ملموسة أمام عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

كما ركز الزعيمان خلال محادثاتهما في سوتشي على الملف النووي الإيراني على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة الخاصة هذه القضية.

وأكدت ميركل في تطرقها إلى هذا لموضوع أن "ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والشركاء من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي تدعم هذا الاتفاق"، وأضافت: "لكننا نعلم أن وضعا استثنائيا تشكل مؤخرا (بعد انسحاب واشنطن)".

وتابعت مشددة: "إن هذا الاتفاق ليس مثاليا، لكن وجوده أفضل من غيابه على الإطلاق".

وأضافت ميركل أن الأوروبيين، من بينهم الألمان، مستمرون بالتواصل مع إيران، ويحثونها على البقاء في إطار الاتفاق، ولفتت إلى أن وجود الصفقة "يوفر مزيدا من الأمن والرقابة والشفافية".