ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - هل أصبحت الصفقة بين اسرائيل ومصر ترسل رسالة مفادها أن التعامل التجاري مع إسرائيل بشكل علني أمر مقبول ومفيد.
 

اتفاقية المياه بين اسرائيل وتركيا:

في عام 2004، أنهت تل أبيب وأنقرة أكثر من أربع سنوات من المفاوضات ووقعت اتفاقا من شأنه تزويد إسرائيل بمليار متر مكعب من المياه من نهر مانافجات التركي على مدى 20 عاما.

وقد نوقشت الأفكار لنقل المياه، بما في ذلك ضخ المياه في بالونات مطاطية عملاقة والتي سيتم ربطها معا وسحبها إلى عسقلان، أو ضخ المياه في ناقلات نفط.

ورأى  ارييل شارون رئيس وزراء الاحتلال السابق ان الصفقة هى وضع مربح للجانبين.

وستتمكن اسرائيل من تخفيف النقص فى المياه، وستتمكن تركيا فى النهاية من استخدام منشأة خاصة بنهر مانافجات لتصدير المياه، وان الاتفاق سوف يربط بين البلدين معا.

وكان هذا هو السبب الذي دعت إليه وزارة خارجية اسرائيل حتى لو عارضته وزارة المالية لأن ثمن هذه المياه أغلى من مجرد تحلية المياه بل كان هذا فقط وسيلة لتدعيم العلاقات الاستراتيجية الإسرائيلية مع دولة رئيسية في الشرق الأوسط و ان هذه القضية ليست قضية اقتصادية. ولكن في ذلك الوقت كانت " قضية استراتيجية وسياسية".

 المبدأ الذي يحرك هذه العلاقات هو مبدأ قوي: كلما كانت علاقات إسرائيل المتشابكة أكثر مع الدول المجاورة كان هذا  افضل وحتى أوائل عام 2000، كانت مبيعات الأسلحة بين إسرائيل وتركيا المحرك الرئيسي في تلك العلاقة والفكرة الكامنة وراء استيراد المياه هي تنويع الروابط وإعطائها عنصرا اقتصاديا وخلق ترابط اقتصادي لا يرغب أي من الجانبين في كشفه.

وعلى الرغم من أن المشروع لم ينجح مع تركيا، فإن أمل اسرائيل هو أن صفقة الغاز الطبيعي التي تبلغ قيمتها  15 مليار دولار والتي أعلن عنها بين إسرائيل ومصر ستعزز بشكل كبير العلاقات بين البلدين، وتعطي العلاقة دعم للعنصر الأمني بين البلدين.

وليس سرا أن السلام بين إسرائيل ومصر، مثلما هو الحال في سلام إسرائيل مع الأردن، هو حقا سلام بين الحكومات: إن الحكومات والجيش والمخابرات تتعاون تعاونا وثيقا، إلا أن مشاعر الشعوب في شوارع القاهرة وعمان، إسرائيل  مشاعر عدائية وترى اسرائيل أن هذه الصفقة لن تغير العداء العام، ولكنها ستساعد على إضفاء الشرعية على العلاقات بين الدول.

إن مصر، شأنها شأن بقية العالم العربي، تعارض تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلى أن يتم تحقيق تقدم في القضية الفلسطينية، كما أن التطبيع نفسه هو عدم انتظام للعديدين في العالم العربي.

ولا تعيد الصفقة  أي نوع من العلاقات، ولكن يمكن اعتبارها ما أشار إليه المدير العام السابق لوزارة خارجية اسرائي  خطوة واحدة صغيرة أخرى نحو "التفاعل طبيعي"مع إسرائيل.

ومع ذلك، فإن هذا الاتفاق يبعث برسالة مفادها أن التعامل مع إسرائيل علنا ​​هو أمر مقبول ومفيد على حد سواء: رسالة مفقودة إلى حد كبير حتى في البلدان التي تعيش إسرائيل معها رسميا في سلام، وهذا أمر لا يمكن إلا أن يزيد من تعزيز تلك السلمية في العلاقات.