النجاح الإخباري - قُتل شرطي إيراني وأصيب ثلاثة آخرون برصاص بندقية في نجف أباد وسط إيران، خلال أعمال عنف على صلة بالاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ خمسة أيام، ليرتفع عدد القتلى إلى 15 شخصا، بحسب ما نقل موقع إلكتروني تابع للتلفزيون الرسمي اليوم الاثنين، وقال المصدر، كما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية، إن "احد مثيري الشغب استغل الوضع وأطلق النار من سلاح صيد على قوات الأمن ما أسفر عن مقتل شرطي واصابة ثلاثة اخرين"، من دون تفاصيل إضافية.

وتستمر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران لليوم السادس بعد مقتل عشرة أشخاص خلال أكبر مظاهرات منذ الاضطرابات المؤيدة للإصلاح عام 2009، وعرض مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي حشدا من الناس يهتفون وبعضهم يقول "الموت للدكتاتور" وهم يسيرون في أحد الشوارع، وأشارت وكالة أنباء فارس إلى "مجموعات متفرقة" من المحتجين في العاصمة طهران وقالت إن السلطات ألقت القبض على زعيم خلية، كما ألقي القبض على المئات.

وقال التلفزيون الرسمي إن متظاهرين حاولوا الاستيلاء على مراكز للشرطة وقواعد عسكرية، دون تقديم أي معلومات تفصيلية، كما ذكر التلفزيون أن عشرة أشخاص قتلوا في عدة مدن  وعرض لقطات للأضرار التي لحقت بالممتلكات. ولم يخض في التفاصيل، ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء عن عضو بالبرلمان قوله إن شخصين قتلا بالرصاص في بلدة إيذه في جنوب غرب البلاد الأحد فيما أصيب عدد آخر. ولم يتضح ما إذا كان الشخصان ضمن العشرة الذين تحدث عنهم التلفزيون الإيراني.

وقال المتحدث باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية الايرانية حسين نقوي حسيني ان التحريضات الاجنبية منشأ الاحداث الاخيرة وان البلاد هادئة ومستقرة خلافا للتصورات الواهمة لاعداء الثورة الاسلامية، فيما أعلن أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ان ما يحصل على الانترنت حول إيران حرب بالوكالة ضد شعبنا مؤكدا ان ما يحصل في إيران سينتهي خلال أيام .

وأصدرت وزارة الامن بيانا حول تجمعات الايام الاخيرة واعمال الشغب في طهران وباقي المدن اكدت فيه تحديد هوية بعض مثيري الشغب والمحرضين على الفوضى بالبلاد واعتقال عدد منهم .

وتحولت المظاهرات إلى العنف في مدينة شاهين شهر بوسط البلاد. وأظهرت لقطات مصورة محتجين يهاجمون الشرطة ويقلبون سيارة ويشعلون النار فيها.

وأفادت تقارير أيضا بخروج مظاهرات في مدن سنندج وكرمانشاه وكذلك جابهار في الجنوب الشرقي وعيلام وإيذه في الجنوب الغربي، وأفاد التلفزيون الرسمي بأن الحكومة قالت إنها ستقيد مؤقتا الوصول إلى تطبيق تليغرام للتراسل النصي وخدمة إنستغرام التابعين لفيسبوك.

ودعت ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا دولت نوروزي، المجتمع الدولي، إلى فرض "عقوبات كبيرة" على النظام الإيراني، وعدم إقامة أي علاقات من أي نوع معه، بسبب لجوئه إلى القمع لمواجهة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيام، وأوضحت أن قوات الباسيج، هي جزء من الحرس الثوري، مسؤولة عن قمع التظاهرات في إيران، واستخدمت لهذا الغرض على مدى سنوات، وهدفها خدمة النظام لا الشعب كما تزعم طهران.

ووصفت المعارضة الإيرانية النظام الحالي بأنه "أسوأ ديكتاتورية دينية في العصر الحديث"، مشيرة إلى أنه "من خلال قواته ارتكب جرائم فظيعة ضد الإنسانية، ويحاول تبرير ذلك باسم الإسلام، وهدفه الوحيد البقاء في السلطة على حساب الملايين الذين يعانون".

واعتبرت نوروزي أن "الثورة تكبر"، لأن "معظم الإيرانيين بصرف النظر عن سنهم انضموا إلى التظاهرات ضد هذه الديكتاتورية الدينية والقمع السياسي والاقتصادي".

وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الاثنين، إنه ودونالد ترامب لن يكررا "أخطاء" الرئيس السابق باراك أوباما إزاء الاحتجاجات في إيران.
وغرّد بنس على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": ما دام الرئيس ترامب رئيسا وأنا نائبا له لن نكرر الأخطاء المعيبة، عندما تجاهل الآخرون (باراك أوباما) المقاومة البطولية للشعب الإيراني ضد النظام الوحشي"، وأضاف، "المقاومة الجسورة التي يبديها الشعب الإيراني اليوم تمنح الأمل والإيمان لكل أولئك الذين يكافحون من أجل الحرية وضد الاستبداد. يجب ألا نتخلى ولن نتخلى عن الشعب الإيراني".

وعبر وزير الخارجية الألماني زيجمار غابرييل، الاثنين، عن قلقه بشأن مقتل محتجين في إيران، ودعا حكومة طهران إلى احترام حقوق شعبها، وقال، "نناشد الحكومة الإيرانية احترام حقوق المتظاهرين في التجمع والتعبير عن آرائهم بسلمية. بعد المواجهات التي حدثت في الأيام القليلة الماضية ينبغي لجميع الأطراف الإحجام عن الأعمال العنيفة".

ودعت وزارة الخارجية البحرينية مواطنيها إلى عدم السفر "نهائيا وتحت أي ظرف" إلى إيران، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن منذ أيام، وقالت في بيان، الاثنين، إنها "تدعو جميع المواطنين الكرام لعدم السفر نهائيا وتحت أي ظرف إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نظرا لما تمر به من اضطرابات واسعة وأوضاع أمنية غير مستقرة وما تشهده مدن إيران من أعمال عنف بالغة الخطورة".

ودعا زير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، السلطات الإيرانية إلى الالتزام ببنود ميثاق حقوق الإنسان الدولي وضبط النفس.

وتعد الاحتجاجات هي الأكبر في إيران منذ اضطرابات في 2009 أعقبت انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لفترة رئاسية أخرى.

وانفجر الإحباط بسبب المصاعب الاقتصادية ومزاعم فساد في مشهد ثاني أكبر مدن البلاد الخميس وتحول إلى دعوات بتنحي المؤسسة الدينية المهيمنة على السلطة منذ الثورة عام 1979.