النجاح الإخباري - بالهزيمة الأخيرة التي مني بها داعش في عاصمته المزعومة، مدينة الرقة السورية، يكون التنظيم قد خسر نحو 87 بالمئة من رصيده الجغرافي، ورغم الدور الأميركي الكبير في دحر التنظيم المتطرف، فإن الوضع الجديد يضع تحديات كبيرة أمام واشنطن.

التحديات التي ستواجهها الولايات المتحدة جديدة قديمة، تتمثل في تغول نفوذ إيران وروسيا في سوريا، مع سيطرة القوات الحكومية على مناطق إضافية، مما يثبت أقدام نظام الرئيس بشار الأسد.

فحتى الآن، كانت إستراتيجية الرئيس الأميركي في سوريا والعراق تتركز على محاربة "داعش"، لكن مع القضاء شبه النهائي عليه، سيتعين على دونالد ترامب وضع إستراتيجية جديدة للتعاطي مع الوضع الحالي في البلدين.

وفي هذه المهمة فشلت الإدارة الأميركية السابقة بقيادة باراك أوباما، التي تركت الساحة مفتوحة لإيران في سوريا والعراق.

ففي سوريا خلت الساحة للإيرانيين خلال فترة الصمت الأميركي على جرائم النظام السوري والميليشيات الموالية له، وتقاعسها عن التصدي للدور الروسي والإيراني في سوريا.

فقد سمحت واشنطن لموسكو بلعب الدور الرئيس على الأرض وفي جهود السلام، كما حصلت روسيا في أبريل 2016 على عقود بقيمة نحو مليار دولار لإعادة إعمار سوريا، بعدما منحتها دمشق الأولوية في ذلك، وبدأت شركات روسية بالتنقيب عن النفط في المناطق التي تمت استعادتها من "داعش".

كما سمحت إدارة أوباما لإيران بالمشاركة في جهود السلام في سوريا، بينما كانت ميليشياتها تحارب في الميدان إلى جانب قوات النظام، ووقعت شركات إيرانية عقودا مع دمشق لإعادة بناء شبكات الاتصالات وإنشاء مصانع جديدة للطاقة في مدن سورية عدة، بما فيها حلب وحمص.

لكن بعد تسلم ترامب مهامه، اختلف الوضع بعض الشيء، إذ وجهت واشنطن ضربة للنظام السوري بعد استخدامه السلاح الكيماوي، في خطوة لم يتجرأ سلفه على القيام بها.

كما أعلنت إدارة ترامب رفضها لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وتتحدث أوساط أميركية عن وضع إدارة ترامب إستراتيجية أوسع للتعاطي مع سوريا بعد دحر "داعش"، تشير تقارير إلى أنها ستتفادى تكرار أخطاء الإدارة السابقة بعدم السماح بخلو الساحة مجددا أمام إيران، التي تحرك ميليشياتها على الأرض سعيا لضمان ممر آمن من طهران إلى البحر المتوسط، مرورا ببغداد، ثم دمشق، ثم بيروت.