النجاح الإخباري - قتل 11 مدنيا، نصفهم أطفال، جراء غارات جوية استهدفت منذ ليل الاثنين الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وذلك رغم سريان هدنة في هذه المنطقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر طبي لوكالة فرانس برس أمس.

وقال المرصد "ان ثلاثة مدنيين قتلوا مساء الثلاثاء في ست ضربات شنتها طائرات حربية سورية على مدينة عربين" التي تسيطر عليها فصائل معارضة في الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية.

وكانت غارة جوية اخرى استهدفت المدينة نفسها ليل الاثنين واسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين، نصفهم اطفال، و30 جريحا، بحسب المرصد ومستشفى محلي، من دون ان يعرف بالتحديد ما اذا كانت هذه الغارة روسية ام سورية.

- نفي روسي -

وبدأ ظهر السبت تطبيق وقف الاعمال القتالية في منطقة الغوطة الشرقية، بعد ساعات من إعلان روسيا الاتفاق على آليات التطبيق.

وتظهر خريطة تم عرضها خلال مؤتمر صحافي لوزارة الدفاع الروسية الاثنين ان الجزء الشمالي من عربين مستثنى من الاتفاق.

الا ان مسؤولا عسكريا روسيا أكد الثلاثاء ان التقارير التي تتحدث عن غارة جوية "مساء 24 تموز/يوليو في منطقة تخفيف التصعيد في الغوطة الشرقية مجرد كذبة هدفها الاساءة الى عملية السلام".

واشار الى انه تم التواصل مع فصائل معارضة في المنطقة "اكدت عدم حصول أعمال قتالية في هذه المنطقة، ولم يكن هناك غارات جوية".

من جهة اخرى اعلنت موسكو الثلاثاء انها سلمت اكثر من عشرة الاف طن من المساعدات الانسانية لسكان الغوطة الشرقية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان "اول قافلة مساعدات انسانية وصلت الى الغوطة الشرقية" التي تحاصر قوات النظام العديد من بلداتها وقراها منذ بدء النزاع في 2011.

واوضحت الوزارة ان "المركز الروسي للمصالحة في سوريا اوصل اكثر من عشرة الاف طن من المواد الغذائية والادوية الضرورية" في اطار اتفاق مع فصائل سورية معارضة.

واضافت ان الشاحنات الروسية نقلت المساعدة الانسانية التي تم تسليمها "باشراف ممثلين للفصائل المعارضة" في منطقة اقامت فيها الشرطة العسكرية الروسية موقع تفتيش الاثنين، ثم توجهت الى بلدة دوما.

وبحسب بيان وزارة الدفاع فقد نظمت موسكوة ايضا عملية "اجلاء لسكان جرحى ومرضى من مناطق تسيطر عليها المعارضة" في الغوطة.

وكان الجيش السوري اعلن السبت "وقف الاعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق" من دون ان يسمي المناطق غير المشمولة بالاتفاق.

لكن صحيفة "الوطن" السورية القريبة من دمشق نقلت الاثنين عن "مصدر ميداني" استثناء "ميليشيا فيلق الرحمن والنصرة" من اتفاق وقف الاعمال القتالية.

وتحاصر قوات النظام وحلفاؤها منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ أكثر من أربع سنوات. وغالبا ما شكلت هدفاً لغاراتها وعملياتها العسكرية.

ولم تعلن اي من الفصائل الكبرى في الغوطة الشرقية توقيع الاتفاق، وأبرزها جيش الاسلام، في وقت رحب به فيلق الرحمن، ثاني أكبر فصائل المعارضة في المنطقة.

والغوطة الشرقية هي إحدى أربع مناطق نص عليها اتفاق "خفض التصعيد" الذي وقعته كل من روسيا وإيران حليفتا النظام وتركيا الداعمة للمعارضة في استانا في أيار/مايو.

وينص الاتفاق بشكل رئيسي على وقف المعارك بين القوات السورية والفصائل المعارضة ووقف الغارات الجوية وادخال قوافل المساعدات.

وأعلن الجيش الروسي الاثنين نشر قوات من الشرطة العسكرية الروسية لمراقبة الالتزام بالهدنة في الغوطة الشرقية وفي جنوب سوريا، حيث تسري هدنة منذ التاسع من تموز/يوليو.