نابلس - النجاح الإخباري - عرفت أستاذة علم النفس في جامعة النجاح الوطنية منى شعث، مصطلح التنمّر Bullying بأنه البلطجة أو السلوك العدواني الذي يمارسه الشخص المتنمِّر ضد أشخاص آخرين، نتيجة لاختلال التوازن الحقيقي أو المتصور السلطة، أي أن الشخص المتنمِّر يرى أن لديه السلطة أو القوة التي تمكّنه من الاعتداء أو السيطرة على أشخاص آخرين، يعتقد أنه أكثر سلطة أو قوة منهم بدنية أو نفسية.

وأوضحت شعث ل النجاح أن التنمر يشمل إجراءات مثل التهديد، ونشر الإشاعات، ومهاجمة شخص ما جسدياً أو لفظياً، واستبعاد شخص ما من مجموعة أو إقصائه وإشعاره بالرفض، عن قصد.

وذكرت ان التنمر إما أن يكون لفظي، يشمل الإغاظة، والتعليقات الغير المناسبة، والسخرية، والتهديد بتسبب الضرر، وإما تنمّر اجتماعي، ويسمّى بالتنمّر العلائقي، الذي ينطوي على إيذاء سمعة شخص ما أو علاقاته. ويشمل تجاهل أو إهمال شخص ما عن قصد، أو إخبار أطفال أو مراهقين آخرين ألا يكونوا أصدقاء للطفل أو المراهق المستهدف بالتنمّر، أو نشر إشاعات عن شخص ما، أو إحراجه في الأماكن العامة. وهناك أيضاً التنمّر الجسدي الذي يتضمّن الاعتداء الجسدي على شخص بالضرب أو الركل أو الدفع، أو كسر ممتلكاته والاستيلاء عليها، أو الإشارة إليه بإيماءات أو إشارات يدوية غير لائقة.

ونبهت إلى أنه لا يمكن أن يحصل التنمّر من دون وجود ضحية ، فهؤلاء الأطفال يعانون من تدنّي تقدير الذات، وانخفاض الثقة بالنفس، وضعف مهارات التواصل، إضافة إلى الهشاشة النفسية الناجمة عن الضغوط التي يواجهها الأطفال والمراهقون، كتدنّي التحصيل الدراسي، والخلافات الأسرية، أو العنف الأسري، والضغوط النفسية الأخرى. كما أن بعض الضحايا هم ممن يعانون من إعاقات جسدية، أو لديهم شيء مختلف في مظهرهم الجسدي، كارتداء النظارات السميكة مثلاً، خصوصاً إذا ما اقترن هذا الاختلاف بالشعور بالخجل وقلة عدد الأصدقاء.

وقالت شعث :"ضحايا التنمر يعانون من أعراض سلوكية ونفسية وسيكوسوماتية (نفسجدية)، خطيرة، قد تستمر مع الشخص طوال حياته، مثل نوبات الغضب، والسلوك العدواني، وصعوبات النوم، والكوابيس المزعجة، وصعوبات الطعام، والقلق، والاكتئاب، والتبوّل اللاإرادي. وقد يتسرّب بعض ضحايا التنمّر من المدرسة بسبب الخوف مما يتعرّضون له، كما يعاني الضحايا من فقدان الثقة بالنفس، ما قد يجعلهم ضحايا للتنمّر والعنف، فيتقبلون هذا الدور طيلة حياتهم.

وأكدت على أنه تقع على الأسرة الدور الأهم والمحوري في تنشئة أطفال أسوياء، قادرين على التواصل الصحي، ويشعرون بالتقبّل والاحترام داخل أسرهم، وأن مشاعرهم موضع تقدير، وأنهم أشخاص جديرون بالاهتمام والحب. وهو ما يبدأ تشكيله لدى الأطفال منذ الأيام والأسابيع الأولى في حياتهم، بالاستجابة إلى محاولات الابتسام والتواصل التي يقومون بها، وتدريبهم على التواصل، وتعزيز ثقته بنفسه وتقديره لذاته، إضافة إلى تعزيز مهاراتهم وقدراتهم واحترامهم، وتمضية وقت نوعي معهم مع تقدّمهم في العمر.