ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - أشارت دراسة جديدة إلى أن شكل جسم المرأة أو الرجل يعتمد على الجينات.

ووجدت الدراسة التي أجريت على أكثر من 360 ألف  متطوع أن  مكان تخزين الدهون في الجسم يحدد بنسبة 98% من خلال الحمض النووي.

وكشف باحثون سويديون أن التأثيرات الجينية على مكان تخزين الدهون في الجسم كانت الأقوى في جسم المرأة بينما لعبت دورا ضئيلا في جسم الرجل.

ويأمل الباحثون أن تؤدي نتائجهم إلى اكتشاف عقاقير جديدة تمنع تراكم الدهون حول الحجاب الحاجز و التي ترتبط ارتباطا وثيقا بأمراض القلب.

من جهته قال الدكتور ماتياس راسك انديرسون من جامعة أوبسالا، الباحث الرئيسي للدراسة، انه من المعروف أن طريقة تخزين الدهون في جسم المرأة تختلف عن الرجل و لكن لدى النساء القدرة على سهولة تخزين الدهون في الوركين و الساقين بينما يخزن الرجل الدهون في أعلى البطن و هذا يرجع إلى آثار الهرمونات الجنسية مثل هرمون الأستروجين. لكن الآليات الجزيئية التي تتحكم بهذه الظاهرة غير معروفة إلى حد ما.

وكشفت الدراسة  " بعد البلوغ, تزداد الدهون عند النساء و خاصة في الوركين و الساقين بينما يتعرض الرجال للإصابة بما يسمى بالكرش، ويعد تراكم الدهون في الجزء الأمامي من الجسم و حول الأعضاء الداخلية الحيوية متعلقا بالإصابة بأمراض القلب لكلا الجنسين".

وفي تفاصيل الدراسة " أصبح من المعتاد فحص السمنة بالنسبة لكتلة الجسم من خلال توزيع الدهون في الجسم لأنها تعكس بدقة الدهون المتراكمة حول أجزاء الجسم .و لقياس كيفية تأثر توزيع الدهون بالجينات لكلا الجنسين,  قام الباحثون بتحليل بيانات 362,499 متطوع. حيث قام المتطوعون بإعطاء عينات من الدم لفحص الحمض النووي و توزيع الدهون التي تم قياسها من خلال تمرير تيار كهربائي عبر أجزاء من أجسامهم و رؤية مستوى مقاومة أجسامهم و تم تقييم ملايين الطفرات الجينية لتحديد ما إذا كانت تؤثر على تخزين الدهون"

واكتشف الباحثون 918 إشارة جينية متعلقة بتوزيع الدهون حيث أن 29 منها لم يتم تحديدها من قبل و 37 منها ظهرت بوضوح في جسم المرأة.

ووجدوا أن 62% من الدهون لدى الرجال تتواجد في الجزء الأمامي من الجسم مقابل 50.3%  لدى النساء حيث أن الدهون تتواجد بنسبة 39,7% في الساقين عند النساء مقارنة مع 28% فقط لدى الرجال و كانت نسبة الدهون المتواجدة في الذراعين متشابهة لدى الجنسين.

ويعتقد أن الجينات وراء تخزين الدهون تؤثر على تكون النسيج الغشائي خارج الخلية و هذا يتضمن الكولاجين و الإنزيمات و البروتينات التي توفر الدعم الهيكلي للخلايا المحيطة.

وقال مسؤول مجموعة الباحثين, أسا جونسون, وهو محاضر في الجامعة, لقد ذهلنا من تأثير الجينات الكبير و الموجود فقط لدى الإناث على توزيع الدهون في الجسم.

مضيفا انه عن طريق الفحص الدقيق , اكتشفنا ان العديد من الجينات المترابطة تقوم بتشفير البروتينات التي تشكل بفعالية النسيج الغشائي خارج الخلية و التي تشكل البنية الداعمة المحيطة بالخلايا.

ويأمل الباحثون أن تقود دراستهم لتطور اختراعات جديدة تقلل من خطر أمراض القلب.

بدوره قال الدكتور راسك أندرسون أن الأنظمة البيولوجية التي تم تحديدها في الدراسة لديها الصلاحية لاستخدامها كبداية لاختراع عقاقير جديدة تهدف لتحسين توزيع الدهون من الجسم مما يقلل من خطر المرض السمنة.

ويعاني حوالي 26% من البالغين في المملكة المتحدة عام 2016  اكبر مما كانت عليه عام 1993 حيث  بلغت 15% حسب إحصائيات منظمة هيئة الصحة للخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة.

هوناك حوالي 39% من الأشخاص في الولايات المتحدة لديهم سمنة مفرطة خطيرة بين عامي 2015 ,2016 وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها.

وكتب الباحثون في دورية ""Nature communication  أن السمنة أصبحت العامل الأول للخطر و الموت المبكر في العالم بسبب المخاطر المتزايدة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري و أمراض القلب و الأوعية الدموية و السرطان.