نابلس - النجاح الإخباري - وجدت دراسة دولية جديدة أن الأمهات اللواتي يرضعن أولادهن بشكل طبيعي اقل عرضة بنسبة ثلثين بالإصابة بالأمراض النفسية في عمر متأخر بالإضافة إلى انه كلما زاد عدد الأطفال كلما كان التأثير اكبر.

أجريت هذه الدراسة الأمريكية و الكورية المشتركة على أمهات في سن الخمسين و مررن بسن اليأس.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أوصت الأمهات بالرضاعة الطبيعية خصوصا خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل و لكن ثلث الأمهات البريطانيات يفعلون ذلك مما جعل نسب الرضاعة الطبيعية تستمر بالانخفاض.

ويعتبر قلة الدعم الحكومي و الدعم الصحي و المواقف السلبية تجاه الرضاعة الطبيعية من أسباب انخفاض نسبة الرضاعة الطبيعية في العالم.

وتشجع الدراسة التي ترجمها موقع "النجاح الإخباري" نقلا عن صحيفة "ديلي ميل " البريطانية الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن حتى وصولهن لسن المدرسة.

وقال الدكتور سانغ شين بارك من جامعة براون,أمريكا,الملف الرئيسي للدراسة, أن نتائج الدراسة تشير إلى أهمية الرضاعة الطبيعية ليس فقط لصحة الطفل على المدى القصير و الطويل بل أيضا للصحة النفسية  للأمهات لذا يجب لفت انتباه جميع الأمهات لفوائد الرضاعة الطبيعية للصحة النفسية على المدى الطويل.

مضيفا أن الاكتئاب ليس فقط ضعف نفسي و لكنه أيضا عامل مهم في كثير من الأمراض الجسدية.

واستخدمت هذه الدراسة بيانات حول العائلة مثل عدد الأطفال و مدة الرضاعة و الصحة النفسية للام حيث أجريت على أكثر من 1200 امرأة في العقد الخامس.

وجد الباحثون أن خطر الإصابة بالاكتئاب يقل بنسبة 29% مع كل رضاعة طبيعية إضافية للطفل و بنسبة 9.3% مع كل سنة إضافية من الرضاعة الطبيعية . فالأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن لمدة 47 شهرا على الأقل يقل خطر الإصابة بالاكتئاب لديهم  بنسبة 67% مقارنة مع أولئك اللواتي يرضعن أطفالهن لأقل من 24 شهر.

ذكر التقرير الذي نشرته مجلة  Affective disordersأن ما كان متعارف عليه هو فائدة الرضاعة الطبيعية للطفل أما آثارها الايجابية على الأم لم تكن مذكورة و معروفة.

طبيعيا, يكتسب جسم المرأة الحامل دهونا إضافية لتغذية الوليد الجديد فتقوم الرضاعة الطبيعية بحرق الكثير من هذه الدهون التي من الممكن ان تسبب مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم التي عادة ما يكون الاكتئاب ناتج عنها.

أيضا, المعتقد أن الهرمونات التي تكون في جسم الأم خلال الرضاعة الطبيعية تلعب دورا وقائيا في السيطرة على الوزن. بالإضافة إلى أن تأثير هذه الرابطة بين الأم ووليدها على كل من الأم والطفل.

خلصت الدراسة إلى انه من الممكن استخدام نتائجها كدليل على وجوب توجيه مزيد من الاهتمام و الموارد لدعم الأمهات بالشروع بالرضاعة الطبيعية والاستمرار فيها.

قالت ايمي براون, أستاذة الصحة العامة للطفل في جامعة سوانسي, أن معظم الأمهات في بريطانيا يرضعن أطفالهن لأشهر قليلة ان لم يكن لأسابيع لكن يجب على هؤلاء الأمهات القيام بإرضاع أطفالهن وفق قاعدة بيولوجية أي حسب ما أوصت به منظمة الصحة العالمية لمدة عامين لكل طفل.

وأضافت" عند قيام الأم بإرضاع طفلها يتم انتاج هرمون الاوكسيتوسين مما يساعد على تقليل مستويات هرمون التوتر, الكورتيزول مما ينتج عنه تقليل القلق و الإجهاد الناجم عن إنجاب طفل. فإذا مرت مرحلة الرضاعة الطبيعية بشكل جيد و لم تتعرض الأم للألم أو المشاكل فإنها ستكون تجربة مريحة لها مما يترتب عليها زيادة الهرمونات  الايجابية في جسمها و تقليل هرمونات القلق و الإجهاد.

مضيفة ان هذا يشير إلى أهمية الرضاعة الطبيعية للأمهات على المدى الطويل ليس فقط على المدى الطويل حيث يساعد على زيادة الهرمونات المفيدة في أجسامهن.

وذكرت شبكة الرضاعة الطبيعية البريطانية أن هذه الدراسة أظهرت مزيدا من الآثار الايجابية للرضاعة الطبيعية على الأمهات. ومن المعروف أن معظم النساء على وعي بأهمية الرضاعة الطبيعية ولكن ما اظهر هان معظم الأمهات يرغبن بالرضاعة الطبيعية و لكن يواجهن قلة الدعم لمساعدتهن على اختيار رحلة الرضاعة الطبيعية الخاصة بهن و هذا كما نعلم يؤثر سلبا على الصحة النفسية للام.