ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - كشفت دراسة جديدة أن المحافظة على نشاط الجسم في عمر متأخر قد يحمي الجسم من الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف.

وقال الباحثون ان كبار السن الذين ينشطون بنسبة اكبر من المعدل المتوسط لديهم ذاكرة و مهارات تفكيرية أفضل من أولئك الذين يتكاسلون في مثل هذه المرحلة من العمر  حتى مع ظهور بعض أعراض الإصابة بأي نوع من الأمراض العقلية.

وأضاف فريق الدراسة من المركز الطبي لجامعة راش في شيكاغو,ألينوى, أن هذه النتائج تسلط الضوء على الأمراض العقلية التي تصيب البالغين في هذا العمر بالتحديد و قد تبعث الأمل في إمكانية إيجاد علاج يقلل من تطور الأعراض بدون الحاجة للعقاقير.

أجريت هذه الدراسة, التي نشرت في مجلة علم الأعصاب, على أكثر من 450 بالغا. كان حوالي 200 شخص تم تشخيصهم بالإصابة  بالخرف في  حين لم يتم تشخيص البقية بالإصابة بهذا المرض.

كان المشاركون قد خضعوا للفحص البدني و لعدة اختبارات معرفية و ذهنية مرة واحدة على مدار 20  عاما. حيث تم إعطاء كل بالغ مقياس تسارع قبل حوالي سنتين من متوسط العمر المتوقع للوفاة و هو 91 عاما.

قام مقياس التسارع برصد جميع أشكال النشاطات البدنية بالإضافة لقياس شدتها ثم قام الباحثون بفحص البيانات الموجودة في مقياس التسارع على مدار سبعة أيام ثم قاموا بحساب الدرجات النهائية للمشاركين.

كان نشاط  كبار السن الذين لم يتم تشخيصهم بأي مرض عقلي أعلى من أولئك الذين تم تشخيصهم بالخرف بالإضافة لامتلاكهم أداء معرفي و ذهني أفضل من الآخرين.

أيضا,وجد الباحثون أن المشاركين الذين يتمتعون بمهارات حركية جيدة سجلوا درجات أعلى في الفحوصات الذهنية والمعرفية.

قال الدكتور ارون بوشمان,بروفيسور في قسم علم الأعصاب في جامعة راش, في لقاء مع صحيفة الديلي ميل البريطانية أن الأشخاص الذين يتحركون أكثر لديهم مهارات معرفية وذهنية أفضل من أولئك الأكثر كسلا و لا يتحركون نهائيا. على سبيل المثال, إذا كانت نسبة النشاط البدني لشخص في ال75 من عمره مشابها للنشاط البدني لشخص اخر في ال25 من عمره فان خطر الإصابة بالخرف لديه ينخفض بنسبة 31%.

وأضاف" وجدنا أن الحركة تساعد على الحفاظ على المهارات الفكرية والذهنية عند وجود اعراض للخرف في الدماغ."

قام الباحثون بفحص الأنسجة الدماغية المتبرع بها من قبل المشاركين المتوفين للبحث عن العلامات الحيوية للخرف و الزهايمر.

 ومن ضمن هذه العلامات الحيوية للمرض اميوليد بيتا و بروتينات تاو التي تشكل كتل على الدماغ و خنق الخلايا العصبية مما يؤدي إلى تراجع الإدراك.

وقال الدكتور بوشمان انه من خلال الفحص, أرادوا معرفة ما إذا كان تراجع الإدراك مرتبطا بقلة النشاط. حيث وجدنا أن خطورة العلامات الحيوية لا تؤثر على العلاقة بين المستويات العالية من النشاط و الإدراك المعرفي الجيد.

وذكر ان هناك حاجة  لمزيد من الدراسات لتحديد كيفية مساعدة الحركة و النشاط الدماغ ليكون بصحة أفضل و لكن هذه النتائج كانت مبشرة و ممتعة و مشجعة أيضا لأنها تزود كبار السن بالقدرة على التحكم بحياتهم لان أي زيادة في النشاط البدني او القدرات الحركية تبدو كأنها بإمكانها حماية العقل من الإصابة بالخرف.