وكالات - النجاح الإخباري -  الهبات الساخنة واحدة من الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث الذي تتعرض له المرأة عند بلوغها سن اليأس، حيث أشارت دراسة جديدة نشرت في المجلة التابعة لجمعية  NAMS ,الخاصة بنساء سن اليأس، إلى  أن النساء اللواتي يعانين من هذه الظاهرة أثناء انقطاع الطمث هم أكثر عرضة  للإصابة بسرطان الثدي.

  فالهبات الساخنة هي  إحساس لحظة من الحرارة في الوجه وقد تؤدي إلى احمرار الوجه وتعرقه ، ولم يعرف سبب تلك الهبات، ولكن قد تكون ذات صلة للتغيرات في الدورة الدموية ، تحدث نتيجة لتمدد الأوعية الدموية قرب سطح الجلد ، وبعض النساء تعاني من زيادة معدل ضربات القلب أو قشعريرة ، يمكن أن تحدث في الليل، وتسمى هذه بـالتعرق الليلي وربما تتعارض مع النوم، وتكون مصاحبة باحمرار في الوجه والرقبة.

وبحسب العلماء فإن خطر الإصابة بالمرض يزداد لدى النساء اللواتي يعانين من التعرق الليلي والأعراض الأخرى لهذه الظاهرة لمدة عشر سنوات على الأقل.

ويعتقد العلماء أن اختلاف مستويات الهرمون هي السبب في ذلك حيث ارتبط  تغير مستوى هرمون الاستروجين خلال انقطاع الطمث بالهبات الساخنة. ويرتبط تغير هرمون الاستروجين أيضا بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير بعد انقطاع الطمث بسبب إنتاج كمية اقل من الهرمون.

وأشاروا إلى أن ارتفاع و انخفاض نسبة هرمون الاستروجين  خلال فترة انقطاع الطمث قد تؤدي الى تحفيز المرض بعد عدة  سنوات، موضحين أن العلاج يرتبط بالهرمونات البديلة للاستروجين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير بسبب التعرض للهرمون لفترة أطول.

وتم إجراء البحث على 25,000 امرأة بعد انقطاع الطمث بإشراف دكتور روان تشلبوفسكي ، من قسم علم الأورام الطبية و  الدم في جامعة كاليفورنيا , لوس انجلوس.

حيث يحدث انقطاع الطمث لدى المرأة عندما تتوقف الدورة الشهرية فتصبح المرأة غير قادرة على الحمل بشكل طبيعي. حيث يحدث انقطاع الطمث بسبب تغير الهرمونات الجنسية  في الجسم نتيجة التقدم في العمر.

وبحسب الدراسة فإن عادة ما تتعرض المرأة  لانقطاع الطمث عند بلوغها ما يسمى بسن اليأس ما بين 45 و 55 عاما في حين يبلغ متوسط العمر لانقطاع الطمث  51 عاما في الولايات المتحدة و بريطانيا.  حيث تعد الهبات الساخنة و التعرق الليلي و جفاف المهبل و الأرق و ضعف الذاكرة و المزاج السيئ أهم أعراض انقطاع الطمث.

وتتعرض واحدة من ثماني نساء في الولايات المتحدة و المملكة المتحدة للإصابة بسرطان الثدي في مرحلة معينة من حياتهم في حين انه مازال من غير الواضح عدد الحالات التي تتعرض للإصابة بالمرض بعد انقطاع الطمث.

وقالت الدكتورة جوان بانكيرتون، المدير التنفيذي لجمعية NAMS , أن الهبات الساخنة و التعرق الليلي لمدة عشر سنوات أو أكثر لدى هذه المجموعة الكبيرة من  النساء اللواتي لا يستخدمن العلاج الهرموني كان مرتبطا بزيادة  الإصابة بسرطان الثدي مع أنها زيادة قليلة و لكنها خطيرة . 

فيما حلل البحث بيانات 25,499 امرأة بعد انقطاع الطمث,اللاتي شاركن في دراسة تابعة لمبادرة صحة المرأة,   تراوحت أعمارهم ما بين 50 و 79 عاما . ولم تستخدم أي من المشاركات العلاج الهرموني  للسيطرة على الأعراض. حيث قالت  9,715امراة من المشاركات أنها تعرضت للهبات الساخنة و التعرق الليلي لمدة عشر سنوات.  

وبعد ذلك تم متابعة جميع النساء المشاركات لمدة 17.9 سنة في المتوسط حيث تم تشخيص 1,399 حالة إصابة بسرطان الثدي خلال تلك الفترة.

وجد الباحثون ان السيدات اللواتي عانين من أعراض انقطاع الطمث كانوا عرضة للإصابة بسرطان الثدي أكثر من  15,784سيدة لم تتعرض للهبات الساخنة والتعرق الليلي.

وأضافت الدكتورة بينكريتون أن العوامل الخطيرة الأخرى للإصابة بسرطان الثدي تتضمن وجود كتلة جسم مرتفعة أي أكثر من 30 و الإفراط في استخدام الكحول.  

وتابعت "إننا بحاجة للمزيد من الأبحاث لتحديد العلاقة بين أعراض انقطاع الطمث و سرطان الثدي و أمراض القلب والأوعية الدموية".

وحسب مؤسسة القلب البريطانية فان النساء بعد سن اليأس أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب بسبب هرمون الاستروجين و تأثيره الوقائي على الأجهزة و الأوعية الدموية.