نابس - وكالات - النجاح الإخباري - يعرف اليرقان على أنّه اصفرار لون الجسم، حيث يتغير لون الجلد، وبياض العينين، والأغشية المخاطية إلى اللون الأصفر بسبب تراكم مادة البيليروبين ذات اللون الأصفر المائل إلى البرتقالي، وفي الحقيقة تتكوّن هذه المادة نتيجة تحلل خلايا الدم الحمراء بعد موتها، إذ يتم إفرازها مع العصارة الصفراء التي ينتجها الكبد، وقد يصاحب اصفرار الجسم أعراض أخرى، مثل: ارتفاع درجة الحرارة، والقشعريرة، والشعور بألم في البطن، وتغير لون البول أو البراز أو كليهما، وأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، والحكة، وفقدان الوزن، ومن الجدير بالذكر أنّ الأعراض وحدّتها تعتمد بشكلٍ أساسي على السبب الكامن وراء اصفرار الجسم وسرعة تطوره.

أسباب اصفرار الجسم عند الأطفال:

- ولادة الطفل قبل إتمام 37 أسبوعاً في رحم الأم. 
- تناول الطفل كميات غير كافية من الحليب. 
- عدم وجود توافق بين فصيلة دم الأم ودم الطفل، مما يسبب تكون أجسام مضادة تهاجم خلايا الدم الحمراء الخاصة بالطفل، مما يسبب تحللها وتراكم مادة البيليروبين. 
- تعرّض الطفل لكدمات عند الولادة، والإصابة بنزيف داخلي. 
- مشاكل في الكبد. 
- الإصابة بالعدوى. 
- نقص الإنزيمات الخاصة بمعالجة البيليروبين. 
- تكوّن خلايا دم حمراء غير طبيعية لدى الطفل.

أسباب اصفرار الجسم عند البالغين:

- التهاب الكبد: يقلل التهاب الكبد من قدرته على التخلص من البيليروبين مما يؤدي إلى تراكمه.

- التهاب القناة الصفراوية: يقلل التهاب القناة الصفراوية من إفراز العصارة الصفراء، التي تسهل التخلص من مادة البيليروبين.

- انسداد القناة الصفراوية: يؤدي انسداد القناة الصفراوية إلى منع التخلص من البيليروبين.

- فقر الدم الانحلالي: يسبب فقر الدم الانحلالي زيادة إنتاج البيليروبين بسبب تحلل كميات كبيرة من خلايا الدم الحمراء.

- متلازمة غلبرت: تُعدّ هذه المتلازمة مرضاً وراثياً، يؤثر في عمل الإنزيمات المتخصصة في إفراز العصارة الصفراء.

- الركود الصفراوي: يحدث الركود الصفراوي نتيجة إعاقة تدفق العصارة الصفراء من الكبد إلى الأمعاء، مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين في الكبد.

- متلازمة كريغلر نجار: تُعدّ هذه المتلازمة حالة وراثية تؤثر في الإنزيم المسؤول عن معالجة البيليروبين.

- متلازمة دوبين - جونسون: وهي حالة وراثية نادرة، تمنع خلايا الكبد من التخلص من البيليروبين.

- اليرقان الكاذب: يُعدّ هذا النوع من اصفرار الجسم غير ضار، ويحدث نتيجة تراكم مادة بيتا-كاروتين، وذلك بسبب تناول كميات كبيرة من الجزر، واليقطين، والبطيخ.

- الثلاسيميا: تُعدّ الثلاسيميا إحدى الأمراض الوراثية، التي تؤثر في شكل الهيموغلوبين، الأمر الذي يؤدي إلى تحلل خلايا الدم الحمراء وإصابة الفرد بفقر الدم، وتسبب الثلاسيميا العديد من الأعراض مثل: تشوهات العظام وخاصة عظام الوجه، وتغير لون البول بحيث يصبح أكثر قتامة، وتأخر النمو والتطور، والشعور بالإرهاق المفرط.

- سرطان البنكرياس: يسبب سرطان البنكرياس العديد من الأعراض مثل: فقدان الشهية، وفقدان الوزن غير المبرر، والشعور بألم في البطن وأسفل الظهر، وتكوّن الجلطات في الدم، والاكتئاب.

- التفوّل: واختصاراً G6PD، يسبب مرض التفول تحلل خلايا الدم الحمراء قبل انتهاء عمرها الافتراضي، مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض مثل: الإرهاق، وضيق التنفس، وسرعة ضربات القلب، والدوار، وتظهر الأعراض عادة بعد تناول البقوليات، والإصابة بالعدوى، وتناول بعض الأدوية.

مرض الكبد الكحولي: يتسبب شرب الكحول بتلف الكبد، الذي يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض مثل: التعرّض للنزيف والكدمات، والشعور بألم في البطن وانتفاخه، وفقدان الوزن، والشعور بالغثيان والتقيؤ، وبعض التغيرات في الحالة العقلية مثل الارتباك.

- فقر الدم المنجلي: وهو مرض وراثي يسبب تغير شكل خلايا الدم الحمراء، فيؤدي ذلك إلى تحللها بشكلٍ أسرع من الطبيعي، وتتضمن أعراض فقر الدم المنجلي: 
الشعور بالإرهاق المفرط، وانتفاخ اليدين والقدمين، والإصابة بالعدوى المتكررة، والمعاناة من نوبات الألم الشديد في الصدر والظهر.

- فقر الدم المناعي الناجم عن الأدوية: قد تتسبب بعض الأدوية بتحلل خلايا الدم الحمراء، فيؤدي ذلك إلى اصفرار الجسم.

- الحمّى الصفراء: تُعدّ الحمّى الصفراء مرضاً فيروسياً خطيراً، ينتشر بواسطة بعض أنواع البعوض، وتشبه الأعراض الأولية للعدوى أعراض مرض الإنفلونزا مثل: الحمّى، والقشعريرة، والصداع، وفقدان الشهية، ومع تطور المرض تظهر أعراض جديدة أكثر خطورة من الأعراض الأولية مثل: الشعور بألم في البطن، والتقيؤ، واضطراب في ضربات القلب، والهذيان، والنزيف من الفم، والأنف، والعينين.

- مرض ويل: يحدث هذا المرض بسبب عدوى بكتيرية تصيب الكلى، والكبد، والرئتين، والدماغ، وتسبب أعراضاً مختلفة مثل: الشعور بالغثيان، وفقدان الشهية والوزن، وانتفاخ الكاحلين والقدمين، وضيق التنفس، وسرعة ضربات القلب.

- عدم التوافق بين فصائل الدم: يؤدي عدم التوافق بين فصيلة الدم المنقول للمريض وفصيلة دم المريض إلى ظهور بعض الأعراض مثل: الحمّى، والقشعريرة، وصعوبة التنفس، والشعور بالغثيان وآلام في العضلات خلال دقائق من نقل الدم.

الفحوصات اللازمة لتشخيص الاصفرار:
- فحص مستوى البيليروبين في الدم (الكُليّ والمُباشر). 
- تحليل الدّم. 
- فحص وظائف وإنزيمات الكبد. 
- فحوصات تخثّر الدّم. 
- فحص التهاب الكبد الوبائيّ.

كما يجب عمل صور تلفزيونيّة لتقييم حالة المرارة والقنوات النّاقلة، وأخذ خزعة من الكبد، وتنظير للمرارة والقنوات النّاقلة للعصارة، بالإضافة إلى ذلك، هناك علامات مرضيّة أُخرى تدلّ الطّبيب على السّبب، مثل انتفاخ البطن، أو زيادة حجم الكبد أو الطّحال، وإذا كان لون البول غامقاً ولون البُراز فاتحاً أو مثل لون الصّلصال فهذا يدلّ على أنّ المُشكلة بعد كبديّة.

علاج الاصفرار:
يتمّ تقييم كلّ حالة على حِدَة تبعاً للسّبب الذي يجده الطّبيب وسبب الاصفرار بناءً على نتائج الفحوصات المخبريّة، فمثلاً إذا كان السّبب هو عقار ما فيزول الاصفرار بالتوقّف عن تعاطي الدّواء وإيجاد بديل له.

أمّا إذا كان السّبب سرطاناً فبإزالة الورم أو بإزالة الحصاة التي أدّت إلى انسداد القنوات، وبحالة تكسُّر الدم فكلّ حالة تُعامَل على حِدَة؛ لأنّ كل مرض عالماً قائماً بحدّ ذاته، وفي حالات مُعيّنة خاصّة عندما يكون الكبد هو السبب يُمكن أن يصل العلاج إلى زراعة كبد جديد. لكن كخطّ رئيس يُعالَج الاصفرار بناءً على السّبب الذي أدّى إلى وجوده.