النجاح الإخباري - يشهد متوسط أعمار البشر تزايدا، ولم يعد من النادر رؤية مسنين تتجاوز أعمارهم مئة عام، فهل يستطيع العلماء الكشف عن سر العمر المديد؟ باحثون في مركز ماكس بلانك للشيخوخة في ألمانيا درسوا الخلايا المسؤولة عن التقدم في السن وأدى التقدم الطبي الذي حدث في المئة سنة الماضية لإطالة عمر الإنسان بشكل هائل، حيث أصبح نحو 4.9 ملايين إنسان في ألمانيا على سبيل المثال في سن ثمانين عاما على الأقل وفقا لمكتب الإحصاء الاتحادي الذي توقع أن يرتفع هذا العدد إلى عشرة ملايين شخص على الأقل بحلول عام 2050.

كما أن هناك زيادة في أعداد من هم في سن أكبر من ذلك بكثير، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين في سن مئة سنة على الأقل في ألمانيا نحو 14 ألفا وأربعمئة عام 2011، وتوقع مكتب الإحصاء الاتحادي أن يرتفع عدد من هم فوق سن مئة سنة إلى 26 ألف رجل وامرأة بحلول عام 2025.

ويتساءل العلماء عما إذا كان من الممكن التحايل على الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، وبالتالي هزيمة الأمراض التي تحدث عادة في الكبر مثل الخرف وألزهايمر والشلل الرعاش والسرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية؟

وقد ركز باحثون في معهد ماكس بلانك لعلوم الشيخوخة بمدينة كولونيا الألمانية على هذه الأسئلة المهمة التي تشغل البشرية وحللوا أثناء ذلك أجزاء دقيقة من الخلية، ودرسوا ما تعرف بالمتقدرات "ميتوكوندريا" (mitochondria) وهي بنى في الخلية يبلغ طولها بضعة ميكرومترات.

والمتقدرات هي مفاعلات الطاقة في الخلايا البشرية وتلعب دورا محوريا في تقدم العمر، حسبما أوضح مدير معهد "ماكس بلانك" توماس لانجر.

وقال لانجر إن مهمته في المعهد هي "أن نفهم تقدم العمر بشكل أفضل على مستوى حيوي وجزيئي ونعالج الأمراض ذات الصلة بالشيخوخة".

وأوضح عالم الأحياء لانجر أنه من المعروف لدى الباحثين أن قدرة أداء المتقدرات تتراجع مع تقدم العمر، مشيرا في ذلك إلى مرض الشلل الرعاش، وأضاف أن الباحثين يحاولون الآن معرفة كيفية منع حدوث أضرار في هذه المكونات من الخلية، مشيرا إلى أن ذلك ربما يساهم في إطالة عمر الإنسان.

وأفاد الخبير الألماني بأن التجارب التي أجريت على النماذج الحية أثبتت أنه من الممكن إطالة العمر بشكل واضح من خلال التدخل في عمليات بعينها داخل الخلية، أي أن النماذج الحية مثل الدودة الخيطية وذبابة الفاكهة والفأر تعيش مدة أطول في ظل ظروف بعينها خضعت للاختبار.

ويقول لانجر "هناك الكثير من الدراسات الواعدة التي يمكن للباحثين من خلالها إطالة أعمار الفئران ولكن ذلك يحدث فقط أثناء التجارب".

وأشار لانجر إلى أن هذا المجال البحثي ينطوي على "الكثير من الفرص". وأضاف "من غير الصحيح القول في الوقت الحالي إننا نستطيع تطبيق شيء من ذلك على الإنسان في المستقبل القريب".

ورفض الخبير الألماني الإدلاء بدلوه في التكهنات بشأن أقصى عمر يمكن أن يعيشه الإنسان، غير أنه قال "لا أظن أننا وصلنا لنقطة نهائية فيما يتعلق بالفترة التي يمكن أن يعيشها الإنسان".