النجاح الإخباري - اعتبر الدكتور ناصر الدين الشاعر، أن اتفاق أوسلو أفرز نتائج إيجابية وأخرى سلبية، وواحدة من إنجازته التمثيل وخلق وجود فلسطيني، لذلك كانت إسرائيل حريصة على هدم هذا الوجود.

وقال: "أوسلو دفع ثمنه من الدم الفلسطيني، وهذا الثمن كان هائلاً، لكن يجب التعامل مع هذا التمثيل وتطويره"، مضيفاً: "أن جزء من هذا الاتفاق المرحلي انهار، لإن إسرائيل لم تلتزم بتطبيقه".

وذكر الشاعر وهو الذي شغل سابقا منصب نائب الوزراء في الحكومة التي شكلتها حركة حماس عقب فوزها في الانتخابات التشريعية، أن العلاقات مع إسرائيل محدودة تماما، وتأتي تحت مظلة السلطة، لكي لا تستغل أو تجير سلباً.

وأضاف إن استقبال الوفود الإسرائيلية يأتي في سياق خدمة القضية والناس من خلال اختراق المجتمع الإسرائيلي وفرض الرأي والوجود الفلسطيني وليس العكس.

التعددية وقبول الأخر

وأشار د.الشاعر الذي شغل ايضا منصب وزير التربية والتعليم، أن "مشكلتنا ومشكلة الانقسام تكمن في عدم قبول الأخر والتعددية لا تتم إلا إذا توفر شرط قبول الأخر"، موضحاً أن المناكفة بين فتح وحماس أكثر ظهوراً لأنهما القطبين الأكثر بروزاً، وهذا الانقسام يؤدي إلى التقليل من إنجازات الأخر وتفسير تصرفاته بالضد.

وأضاف خلال برنامج "بعد الضهر" الذي يبث عبر "فضائية النجاح" أن المشكلة الأكبر تكمن في التنشئة والتي تفضل الحزب والقبيلة على الوطن، والناس يفضلون مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة، لذلك يجب خلق طاقات مستعدة للتنازل عن المصلحة الشخصية في سبيل الوطن.

ويؤمن الشاعر بالتعددية، وقبول الأخر، إذ قال: "اتناقش مع الأخرين على اختلاف أرائنا ونتصادم، لكن لا نخسر بعضنا بعضاً".

حل الانقسام

وأكد الشاعر أن دوره مازال مستمراً في عملية تقريب وجهات النظر، كون دور الإنسان لا ينقطع لمجرد انقطاع دوره الرسمي، مشيراً إلى أنه يلتقي مع الرئيس محمود عباس ضمن صفة اعتبارية، لنقل الأفكار الإيجابية والتي ممكن أن تخدم وتساعد في إنهاء الانقسام.

أما عن إنهاء الانقسام فقال: "لفلسطين خصوصية فوجودها مركزي، ما يؤدي إلى مرور كل الخطوات المتخذة على أكثر من طرف، ومن المؤكد أن إسرائيل وأمريكية ترفضان المصالحة، لكن المشكلة الحقيقة هي أزمة الثقة، فكل طرف يلقي مجموعة اتهامات على الأخر عبر الحملات الإعلامية والتراشق الإعلامي".

وأضاف: "أن هناك أشخاص غير معنيين بالمصالحة فيضخمون أخطاء الأخر، ولا يوجد رؤية حقيقة فالأسس الجوهرية ترحل عادة وتبقى كقنابل موقوتة".

توجهات شخصية

أفاد الشاعر أنه أعلن سابقاً أنه غير محسوب على حزب معين، وقال: "أعمل بشكل مستقل ويشرفني احترام الناس والأحزاب لرؤيتي الإيجابية، ولم يطلب مني أحد أن أمثل جهة ما".

وأضاف: "لا أريد أن أصنف نفسي، أنا دفعت بتجاه تمثيل المرأة والفصائل وقبول وثيقة الأسرى على أن تكون القاعدة والمنطلق، وعدم انتمائي لجهة ما ليس هروبا من الهم والواجب الوطني، ودوري أنجزه بقدر استطاعتي".

حل الدولتين

وأوضح الشاعر أنه يقبل بالحلول الوسط ويدعمها بما في ذلك حل الدولتين، وإن رفضت إسرائيل هذا الحل فهي الخاسرة، فهم يغيرون بالأرض وهذا سيجعل حل الدولتين مستحيلاً، وإسرائيل ترفض حل الدولتين لأنها تريد دولة بعرق نقي، وترفض الوجود الفلسطيني.

وقال: "العالم لن يقاتل لأجلنا، والمشكلة في الانقسام لأن الكل يتخذه كذريعة لتحميل الفلسطيني المسؤولية، لذلك يجب أن تنصب الجهود أولاً لإنهاء الانقسام من خلال المحاولة".

وقال: "أنا غير متشائم، فشعور المقاومة سيبقى موجوداً ما دام الاحتلال موجوداً"، وأضاف: "الأجيال لا تنضب وإذا شعرت ببرنامج إيجابي ستندفع نحوه، فالقيمة الأعلى عند الإنسان هي الحرية والكرامة، والاحتلال يمس هذه القيمة".

بعيدا عن البرتوكلات

واوضح كذلك أن "هناك فرق بين الوزير ونائب رئيس الوزراء من حيث الصلاحيات واتساعها، أما المادة فلا فرق يذكر بين الوظيفتين"، مضيفاً: "لكن صفة الوزير تعطي الشخص امتيازات اجتماعية وسياسية، وشبكة علاقات".

وأشار أنه يفضل أن لا يكون وزيرا على الصعيد الشخصي، فبذلك يكون حراً بعيداً عن البرتوكولات.

صعوبات تواجه السياسي

أكد الشاعر أن أكبر مشكلة تواجه السياسي العربي هو استباق جهات لمواقف وخطط يريد أن ينفذها، بهدف الاستباق أو التخريب.

وأضاف أن جهات تستدرج السياسين، مما يدفعهم للحديث في مواضيع وخطط يجب كتمها، لأنها بحاجة للبناء والتراكم، مؤكدا أن السياسة لا تحتاج للكذب لكنها تحتاج لإخفاء الحقائق.