النجاح الإخباري - تمكنت عائلة الأسير سامي ابو دياك من زيارته اليوم الخميس في معتقل "عيادة الرملة"، حيث تمكن شقيقه صلاح ووالدته وشقيقاته من زيارته.

وروى صلاح الوضع الصحي لشقيقه سامي  الذي تدهور في الايام الاخيرة قائلا ان سلطات الاحتلال  "أحضرت سامي على كرسي متحرك، حيث كان يحرك رأسه وعيونه، وهو شبه فاقد للوعي"، مضيفاً  انه طوال الزيارة حاول شقيقي الأسير الثاني سامر المحكوم بالسجن المؤبد الحديث معنا حتى يخفف من صعوبة الموقف نظرا لوضع سامي الصحي، لافتا الى ان الزيارة استمرت لمدة 20 دقيقة فقط. وبعد أن انتهت جرى نقل سامي بالاسعاف للمستشفى.

يشار الى ان للأسير سامي ابو دياك شقيق اخر معتقل اسمه سامر ومحكوم بالسجن مدى الحياة ومعتقل منذ عام 2005.

واعقب زيارة عائلة ابو دياك للاسير سامي، اجتماعا بين العائلة ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر مع نائب رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في فلسطين أوليفر كاسوت بشأن متابعة الوضع الصحي الصعب والخطير للأسير المريض سامي أبو دياك.

وشدد أبو بكر خلال اللقاء على سوء الحالة الصحية الحرجة للأسير أبو دياك وعلى ما تعرض له من سياسة إهمال طبي ممنهج من إدارة سجون الاحتلال، والتي أوصلته إلى حافة الموت، ما يدلل على أن هناك جريمة قتل طبي مكتملة الأركان تمارس بحق أبو دياك.

وكانت " هيئة الاسرى" قد نشرت اليوم سردًا كاملا لمعاناة الاسير سامي ابو دياك؛ ووثقت في تقريرها الانتهاكات الجسيمة التي مورست بحق الأسير المريض أبو دياك (37 عاماً)، من بلدة سيلة الظهر بمحافظة جنين خلال الأعوام الماضية، والذي جرى اعتقاله في 17 تموز/ يوليو 2002، وصدر بحقه حكم بالسجن لثلاثة مؤبدات و30 عاما.

وقالت إن الأسير أبو دياك لم يكن يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله، لكن خلال شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015 تم نقله إلى مستشفى "سوروكا" الاسرائيلي، نتيجة إصابته بآلام حادة في الأمعاء، وتبين بالفحوصات أنه يعاني من انسداد في الأمعاء الغليظة، نتيجة وجود ورم سرطاني.

وأوضحت أنه في الشهر ذاته، تم إجراء عملية جراحية عاجلة له، لفتح الانسداد، وبعد خروجه من المستشفى وإعادته للمعتقل مباشرة، بدأت حالته تسوء وتتدهور، وتم نقله الى مستشفى "أساف هروفيه"، وتبين إصابته بتلوث وتسمم نتيجة لانعدام النظافة في المعتقل، وأجرى عدة عمليات جراحية لكن دون جدوى، ليصاب بعدها بفشل كلوي ورئوي حاد.

وأشارت إلى أنه بعد فترة وجيزة تحسنت حالة الأسير أبو دياك تدريجياً وببطء شديد، وخضع لعملية جراحية من أجل وصل الأمعاء والاستغناء عن "كيس الإخراج"، كما خضع لجلسات علاج كيميائي في محاولة للسيطرة على الأورام السرطانية، لكنه تعرض للإهمال الطبي المتعمد ولم تتم متابعته طبيا من قبل طبيبي الأورام والباطني، وبدأ يعاني ثانية من انتشار الكتل السرطانية فيما كانت الاستجابة للعلاج محدودة، بالإضافة إلى الآثار الجانبية التي خلفها العلاج.

وذكرت الهيئة أنها سعت من خلال طاقم الدائرة القانونية، للإفراج المبكر والمشروط عن الأسير أبو دياك، لكن 10شباط/ فبراير من العام الجاري، تعمدت إدارة معتقلات الاحتلال إجراء عملية تقييم طبية للوضع الصحي له، والذي ادعوا خلاله أن استجابته للعلاج المقدم له مقبولة ولا يعاني من أعراض جانبية صعبة كما في السابق، غير أن الفحوصات التي تمت لاحقا ومنها فحص الخزعة وفحص CTPET، أعطت تقديرات طبية مختلفة.

وتابعت: "خلال الأسبوعين الماضيين تفاقمت حالة الأسير أبو دياك وبات معرضا للموت بأي لحظة، وجرى نقله عدة مرات لمستشفى "أساف هاروفيه"، بسبب إصابته بنزيف دم، حيث وصلت نسبته إلى 4، وانخفاض منسوب السكر إلى 20، ونقصان حاد بالوزن وصل إلى قرابة 40 كغم".

حملت هيئة الأسرى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسير سامي أبو دياك، داعية المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التحرك الجاد والسريع لوقف هذه الجريمة الطبية التي ترتكب بحقه، والافراج الفوري عنه لكي يستطيع أن يُمضي أيامه الأخيرة بين أحضان والدته.