رام الله - النجاح الإخباري - يستنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” بشدة الاعتقالات والاعتداءات الواسعة التي ارتكبتها قوى الامن في قطاع غزة خلال الايام الثلاثة الماضية ضد الصحافيين/ات وضد لعاملين في مؤسسات حقوقية، فضلا عن الاعتداءات التي استهدفت عموم المواطنين الذي خرجوا في مسيرات سلمية تعبيرا عن ارائهم ازاء الاوضاع في القطاع وهو حق كفله قانون الاساس الفلسطيني والقوانين والدولية.

ووفقا لما تمكن مركز “مدى” من رصده وتوثيقه حتى الان فقد طالت هذه الاعتداءات ما لا يقل عن 24 صحافيا/ة.

وشملت هذه الاعتداءات (التي وثقها مركز مدى) اعتقال 19 صحافيا/ة وعاملا في الاعلام خلال الايام الثلاثة الماضية، تعرض غالبيتهم لاعتداءات جسدية شديدة اثناء اعتقالهم، اضافة الى الاعتداء جسديا على مدير تحرير بوابة الهدف سامي يوسف عيسى، ومراسل اذاعة صوت الشعب محمود اللوح، وكذلك الاعتداء على الصحافيين حسيب الوزير ومحمد الجيش وجمعة دلول، فضلا عن اعتداءات اخرى وعمليات منع من التغطية وملاحقات ومصادرة معدات لا سيما ادوات تصوير وهواتف نقالة لصحافيين/ات يجري الحديث عن وقوعها ولم يتسنى بعد لباحثي/ات “مدى” من توثيقها.

وطالت هذه الاعتقالات الصحافيين/ات التالية اسماؤهم: نور النجار، اسامة الكحلوت، محمد عبد السلام الأشقر، مطر الزق، مصطفى الدحدوح، معين محسن، فهد الخالدي، معين فرج الله، رأفت القدرة، ماجد ذياب قديح، ايهاب فسفوس، واحمد نصر سهمود، عامر بعلوشة، بشار طالب، عاصم شحادة، احمد الشنباري، هاني الاغا، وطالبي الاعلام: امجد حلس، واسامة ابو سكران.
وبينما اخلي سبيل عدد من هؤلاء الصحافيين اثر تدخلات عائلية وشخصية فان خمسة منهم على الاقل ما يزالون قيد الاعتقال وهم: مدير عام هيئة الاذاعة والتلفزيون رأفت القدرة، والصحافي اسامة الكحلوت، وعامر بعلوشة، وطالبي الاعلام امجد حلس واسامة ابو سكران.

واتسمت عمليات القمع هذه بشدتها وشموليتها حيث انها لم تقتصر على المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات سلمية بل امتدت للصحافين/ات وللعاملين في المؤسسات الحقوقية، وسعت لقطع الطريق امام تغطية او نشر اي مادة اعلامية او صورة عما يجري في القطاع.

ويلخص ما تعرض له الصحافي اسامة شريف الكحلوت (ما يزال معتقلا) جانبا مما جرى من قمع للحريات الاعلامية في غزة منذ يوم الخميس، حيث ذكرت عائلته اليوم الاحد ان “اخلاء سبيله تأخر لانه غير قادر على المشي على قدميه بسبب ما تعرض له من اعتداء”. وافادت زوجة الكحلوت مركز “مدى” ان مسلحين ملثمين من حركة حماس كانوا اقتحموا منزلهم يوم الجمعة (15/3/2019) أثناء قيام اسامة ببث فيديو مباشر على صفحته الشخصية على فيسبوك، حول الاحتجاجات الشعبية السلمية ضد غلاء المعيشة وسوء الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، وانهالوا عليه بالضرب المبرح بالعصي، ودفعو والدته على الارض، وحطموا محتويات مكتبه من جهاز كمبيوتر ومعدات اخرى، كما واعتدوا بالضرب على مدير الهيئة المستقلة لحقوق الانسان جميل سرحان، ومحامي الهيئة بكر التركماني اللذين كانا في منزل اسامة في تلك الاثناء، واقتادا الصحفي الكحلوت إلى مركز شرطة دير البلح، وفور وصوله للمركز تم نقله إلى المستشفى (مكث بالمستشفى نحو ساعتين) ومن ثم اعادوه لمركز دير البلح حيث ما يزال معتقلا.

وعلى سبيل المثال ايضا فقد تعرض مدير تحرير وكالة “الهدف” الاخبارية سامي يوسف ابراهيم عيسى فور وصوله عصر الخميس 14/3/2019 منطقة “الترنس” في جباليا لمضايقات من نحو خمسة أفراد بزي مدني حاولوا منعه من التصوير، وحين باشرت الشرطة في تلك الاثناء تفريق المتظاهرين بالعصي واطلاق النيران في الهواء، ابتعد الى زقاق قريب لتجنب اي اذى، ولكن ما لبث ان تقدم نحوه عشرة ملثمين (لم يعرفوا عن أنفسهم و لا الجهة التي يتبعون لها)، واعتدوا عليه بالضرب بقبضاتهم وبأقدامهم على انحاء جسده، وطالبوه بإزالة الصور وتسليمهم الهاتف، وحين رفض واصلوا الاعتداء عليه، وانتزعوا الهاتف منه بالقوة.

ان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” واذ يستنكر بشدة جميع الاعتداءات التي استهدفت الصحافيين والحقوقين وعموم المواطنين الذين خرجوا في مسيرات سلمية بقطاع غزة، ويحمل السلطات الحاكمة في قطاع غزة مسؤولية ذلك، فانه يطالب باخلاء سبيل جميع الصحافيين والمواطنين الذين اعتقلوا خلال هذه الاحداث واحترام حقهم في حرية التعبير عن ارائهم، كما ويؤكد على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في هذه الاعتداءات ونشر نتائج ما تتوصل اليه ومحاسبة كل من تورط في تنفيذها.