النجاح الإخباري - اختتمت وزارة التربية والتعليم العالي وجمعية مساءلة العنف ضد الأطفال، اليوم، مشروع "نحو طفولة فلسطينية آمنة"، الذي نفذته الجمعية بالتعاون مع الوزارة، بتمويل من القنصلية الفرنسية العامة ومكتب التعاون السويسري في فلسطين.

وشارك في فعاليات الاختتام وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، وممثل القنصلية الفرنسية جون لوس لافود، وأمين سر مجلس إدارة جمعية مساءلة العنف ضد الأطفال رائد عطير، ومدير عام الجمعية صيام نوارة، ومدير عام العلاقات الدولية والعامة في وزارة التربية نديم سامي.

وأكد صيدم أهمية هذا المشروع الذي يتزامن مع الهجوم الإسرائيلي المتواصل على التعليم بشكل عام والمناهج الفلسطينية بوجه خاص، مشدداً على أن المساءلة يجب أن تكون موجهة للاحتلال، الذي قتل مئات الأطفال والطلبة، ودعا إلى ضرورة مقاضاة قتلة الأطفال أمام المحاكم الدولية، مندداً بجرائم الاحتلال الوحشية المتمثلة بقتل الأطفال والعنف الذي يمارس ضدهم والاعتداءات ضد المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، معتبراً أن الاحتلال هو المصدر الأول والأساس للعنف بحق الطفولة الفلسطينية، ولفت إلى تركيز الوزارة واهتمامها بالبرامج والمشاريع النوعية التي تستهدف توعية الطلبة والعاملين في القطاع التربوي حول العديد من القضايا المرتبطة بالعنف ومحاربته وتعزيز المنظومة القيمية لدى الطلبة وتثقيفهم بشكل منهجي وعلمي حول حقوقهم القانونية خاصة أثناء اعتقالهم أو احتجازهم من قبل الاحتلال، وأشاد بجهود جمعية مساءلة العنف ضد الأطفال، وجميع القائمين على هذا المشروع المتميز، داعياً إلى استثمار مخرجاته والاستفادة من التجارب وقصص النجاح بغية توظيفها للوصول إلى بيئة تعليمية خالية من العنف وتؤسس لركائز صلبة تعزز هذا النهج المستند على ثقافة اللاعنف.

بدوره، أشاد ممثل القنصلية الفرنسية بالمشروع، والشراكة مع وزارة التربية، وجمعية "مساءلة العنف" في تنفيذه، مشدداً على موقف بلاده الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مؤكداً أن حماية الأطفال الفلسطينيين من العنف، واجب على كافة المنظمات والهيئات الدولية، "لأن من حقهم العيش بأمن وسلام، كباقي أطفال العالم".

من جهته، أشار  رائد عطير، إلى ضرورة توعية الأطفال وتربيتهم على ثقافة اللاعنف، وتحصينهم في مواجهة الاعتداءات الاحتلالية المتكررة والممنهجة ضدهم. وأردف قائلا "إنه بعد مرور عامين من العمل والمثابرة والبناء، فإننا في جمعية مساءلة العنف ضد الأطفال، نستحضر في هذا المقام روح الشاعر الكبير توفيق زياد: "وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلاً باكياً يضحك"، وختم قائلا "أخذنا على عاتقنا بمشروعنا هذا، أن نقدم التوعية لأطفالنا بحقوقهم القانونية، ونأخذ بأيديهم إلى خدمة الوطن بالعلم، ونغرس في نفوسهم حب الوطن، من خلال الشعار الذي رفعته جمعية مساءلة: "نعيش وتحيا فلسطين".

من ناحيته، استعرض نوارة، المحاور الثلاث التي يقوم عليها عمل الجمعية، وهي رصد الانتهاكات ضد الأطفال، وتقديم العلاج النفسي لهم، من خلال مركز (AVAC) للرفاه والطب النفسي التابع للجمعية، ونشر الوعي في أوساطهم، لتعريفهم بحقوقهم القانونية المختلفة، وأوضح نوارة، أن وجود ما يقارب (1400) طفل أسير في معتقلات الاحتلال خلال العام (2016)، كان بمثابة العامل الأكبر لتنفيذ هذا المشروع، الذي لم يكن ليرى النور، لولا الدعم والتعاون الكبير الذي تلقته الجمعية من وزارة التربية، التي هيأت الأجواء المناسبة لعقد المحاضرات التوعوية في المدارس، وأيضاً دور هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وكذلك القنصلية الفرنسية، ومكتب التمثيل السويسري.

من جانبه، استعرض مدير وحدة العلاقات العامة وتكنولوجيا المعلومات في الجمعية محمود خروب، إحصائيات تضمنت معلومات غنية وشاملة حول المناطق الأكثر استهدافاً للأطفال، وعدد المستفيدين من مشروع "نحو طفولة آمنة" في عديد المدارس.

وتخلل الحفل فقرة فنية قدمتها الطالبة والفنانة الصاعدة تمارا أبو ليل، إذ غنت لأطفال فلسطين باللغتين العربية والإنجليزية، بينما تولى عرافة الحفل الطفلين حسن أبو خضير وراما العمش، فيما رسم الفنان حمزة أبو عياش لوحة جرافيتية، جسدت فكرة المشروع وفلسفته.