النجاح الإخباري - أحيت محافظة رام الله والبيرة، يوم الشهيد الفلسطيني، الذي يصادف يوم السابع من كانون الثاني/ يناير من كل عام، ويأتي إحياء لذكرى أول شهيد في فلسطين،  وهو الشهيد أحمد موسى سلامة الذي استشهد عام 1965م، بعد تنفيذ عملية "عيلبون" وهي أول عملية في تاريخ الثورة الفلسطينية.

وأقيم الحفل المركزي في قصر رام الله الثقافي، اليوم الاثنين، تحت رعاية رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وألقى أمين عام تجمع أسر الشهداء محمد صبيحات، كلمة أكد خلالها على أن المرحلة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية صعبة وحساسة، في ظل العدوان الذي يشنه الاحتلال على شعبنا، وعلى مقدساته، الأمر الذي يحتم علينا ترتيب أولوياتنا.

وطالب الحكومة الفلسطينية وكل الجهات الرسمية ذات العلاقة بضرورة العمل على إنصاف أسر الشهداء، وتوفير كل احتياجاتهم في مختلف مجالات الحياة، خاصة فيما يتعلق بمخصصاتهم المالية أو الصحة أو التعليم الجامعي، كذلك إعطاء الأولوية في التوظيف لأقارب الشهيد من الدرجة الأولى.

كما دعا الى صرف المخصصات الي توقفت منذ أشهر، وشملت بعض أسر الشهداء، لأسباب عدة، مؤكدا ضرورة المباشرة كذلك بصرف مخصصات أسر شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014.

كما شدد صبيحات على ضرورة أن تبذل وزارة الخارجية وجميع سفاراتنا المنشرة في معظم دول العالم، مزيدا من الجهد لدى منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية من أجل الإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، وهذه القضية التي تعد سلاحا قويا يجب استخدامه في كل المحافل الدولية.

وفي كلمته ممثلا عن رئيس الوزراء رامي الحمد الله، قال وزير العدل علي أبو دياك، إن هذا اليوم يأتي والقضية الفلسطينية تمر بمرحلة مصيرية وتاريخية، يقف فيها شعبنا بمواجهة إعلان ترامب الغاشم الذي يحاول تجريد القدس من عروبتها وهويتها الوطنية الفلسطينية، وإعلانها عاصمة لإسرائيل.

ووجه أبو دياك تحية إجلال وإكبار لشهداء الدفاع عن القدس أولى القبلتين وعاصمتنا الأبدية، وللشهيد إبراهيم أبو ثريا الذي استشهد في قطاع غزة، والذي واجه بكرسيه المتحرك جنازير الدبابات ورصاص الاحتلال.

ونقل تحيات الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، لعائلات وذوي الشهداء، الذين عبّدوا بدمهم وتضحياتهم طريق الحرية والاستقلال، وقدموا أرواحهم فداء لفلسطين، هؤلاء الشهداء ضمير الشعب، طليعة مناضلي الحرية، وحماة المسيرة الوطنية، الذين أعادوا النضال إلى سطره الأول، وقالوا كلمتهم الأولى في ميدان المواجهة مع الغاصب المحتل.

وأضاف أبو دياك إنه في يوم الشهيد نستذكر من أشعل الثورة الفلسطينية التي انطلقت شرارتها في كانون الثاني عام 1965 وأطلق رصاصتها الأولى الشهيد القائد ياسر عرفات وأخوته ورفاق دربه في حركة فتح وفي كل الفصائل الفلسطينية، كذلك أول شهداء الثورة الفلسطينية الحديثة الشهيد أحمد موسى سلامة، وشهداء الأمة العربية، وشهداء الحركة الأسيرة الذين بلغوا أكثر من (210) شهيدا، والشهداء المحتجزة جثامينهم في مقابر الأرقام، حيث لا زال الاحتلال يحتجز (270) من جثامين الشهداء في مقابر الأرقام في أبشع جريمة ضد الانسانية يرتكبها الاحتلال وهو يحكم عليهم بالسجن بعد الاستشهاد.

وأوضح أن الشهداء شواهد على الجريمة المتواصلة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق شعبنا، ويواصل ارتكاب جرائم القتل والإعدامات الميدانية وانتهاكاته الصارخة للقانون والاتفاقيات والمواثيق الدولية، وإرهاب الدولة والجريمة المنظمة، وإصدار التشريعات العنصرية لمحاولة شرعنة جرائمه البشعة، والتي كان آخرها تصويت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون إعدام المناضلين الفلسطينيين، كذلك قانون توقيف ومحاكمة الأطفال دون سن الرابعة عشرة، وقانون مصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين لصالح المستوطنات، وتصويت حزب الليكود على قرار ضم أراضي الضفة الغربية وتطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات".

وجدد أبو دياك مطالبته للمجتمع الدولي بالانحياز إلى الحق والعدل، وحماية قواعد القانون الدولي والإنساني، وتوفير نظام حماية دولية لشعبنا، ومحاكمة إسرائيل أمام العدالة الدولية والمحكمة الجنائية الدولية على كافة الجرائم الوحشية البشعة، وجرائم الحرب والعدوان والجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكبها بحق شعبنا.

واكد على دعم القيادة للجهود التي يبذلها التجمع الوطني لأسر الشهداء، ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، لتوفير احتياجات عائلات وأسر الشهداء، وتحسين مستوى الخدمات التي تقدم لهم بما يليق بتضحيات شهداء فلسطين، داعيا شعبنا للوقوف صفا واحدا، للدفاع عن القدس والمقدسات، ومواصلة النضال على درب الشهداء، حتى إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقدم الطفل وسام الشريف كلمة، أكد خلالها على أن إعلان الرئيس ترمب القدس عاصمة لفلسطين باطل، لأن الكلمة الأولى والأخيرة هي للشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات في سبيل وطنه.

وفي نهاية الحفل، قدمت فرقة الموسيقيات العسكرية التابعة للأمن الوطني عرضا فنيا، غنت خلاله مجموعة من الأغاني الوطنية.