وكالات - النجاح الإخباري - وجّهت المملكة العربية السعودية صفعة قوية إلى إسرائيل ردًا على مزاعمها الدائمة بوجود علاقات سعودية – إسرائيلية، وآخرها تصريح نتانياهو في وارسو يوم الأربعاء، وقالت إنها "ضرب من الخيال".

جاء الموقف السعودي، الذي تزامن مع انعقاد مؤتمر وارسو للشرق الأوسط، على لسان رئيس الاستخبارات السابق والسفير السابق في واشنطن ولندن، الأمير تركي الفيصل، الذي شدد على أن "موقف السعودية تجاه فلسطين لم يتغير، والأحاديث الإسرائيلية التي تنقل عن عقد لقاءات في السر بين الجانبين السعودي والإسرائيلي ضرب من الخيال، وغير صحيحة".

ولفت الأمير تركي في حوار مع شبكة "CNN"، إلى أن "الملك سلمان التقى الرئيس الفلسطيني في الرياض، وأكد أن موقف السعودية لم يتغير تجاه فلسطين".

وردًا على سؤال بشأن غياب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن لقاء الملك سلمان بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال تركي الفيصل إن ذلك "جاء بسبب ارتباطاته، ولا يجب قراءة شيء في هذا الصدد حول مسألة موقفه من إسرائيل، وإن الملك يمثل السعودية، وولي العهد يتبع أوامر الملك".

وكانت القناة 13 الإسرائيلية، أجرت حوارًا مطولًا مع الأمير تركي الفيصل، أوضح من خلاله أن السلام بين السعودية وإسرائيل يمر عبر طريق رام الله الفلسطينية. وقال إنه "لن يكون هناك تطبيع كامل من دون الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وحل القضية الفلسطينية ككل، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مخادع ويحاول خداع شعبه بالوعود الفارغة".

ووجّه الدبلوماسي السعودي المخضرم في سياق هذه المقابلة، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، انتقادات، يمكن وصفها بالشديدة، إذ اتهمه بالخداع في ما يطرح، وبأنه يعمل "لأهداف شخصية وتوجهه متغطرس".

ونُقل عن الفيصل إشارته إلى أن نتانياهو يخدع "الجماهير الإسرائيلية عبر الإدّعاء بأن العلاقات الإسرائيلية مع العالم العربي يمكن أن تتحسن بدون حل القضية الفلسطينية".

وأجاب الأمير السعودي عن سؤال المراسل الإسرائيلي باراك رافيد عمّا إذا كان ذلك يعني أن نتنياهو "يخدع الجماهير الإسرائيلية" عبر الإدّعاء أن بإمكانه "تطوير العلاقات مع العالم العربي بغض النظر عن الفلسطينيين"، قائلًا: "بالتأكيد.. بالتأكيد".

عزا تركي الفيصل هدف نتانياهو من مثل هذا الأمر إلى "أهدافه الشخصية"، وتابع هذه الفكرة ضاحكًا بقوله: "إنه رجل يخوض الانتخابات على طرح، انظروا ما فعلت لكم. لقد حققت هذا لكم، لقد حققت ذلك لكم، مثل جميع السياسيين".

وكشف الأمير تركي أن الجماهير السعودية لديها "رأي سلبي جدًا حول نتانياهو بسبب ما يحصل"، وبسبب ما وصفه بـ"توجهه المتغطرس".

ونصح الفيصل الإدارة الأميركية، التي تستعد لتقديم خطتها للسلام في الشرق الأوسط، بالقول: "مبادرة السلام العربية تبنوها. إجعلوها لكم". 

ولفت إلى أن العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بادر بالخطة عام 2002 بالقول "إنها صفقة مقايضة مبدئيًا: إسرائيل تنسحب من الأراضي العربية المحتلة، مقابل اعتراف عربي بإسرائيل، إنهاء العداء، وتطبيع العلاقات". وتابع: "من اليوم الأول لم يكن هناك رد إسرائيلي".

قال تركي الفيصل: "إسرائيل تختار تجاهل جميع المبادرات السعودية لتحقيق السلام، وتتوقع من السعودية وضع يدها في يد (إسرائيل) والتقدم بمسائل التكنولوجيا، وتحلية المياه، ومسائل كهذه. هذا لن يحدث"، وأضاف أن "إسرائيل لا تتعاون كثيرًا بخصوص تحقيق السلام في جزئنا من العالم".

وبشأن إيران، قال: "لسنا بحاجة إلى السيد نتانياهو ليخبرنا بمخاطر إيران. نرى ذلك في الميدان. نرى ذلك في نشاطاتهم في لبنان وفي نشاطاتهم في سوريا، في العراق، في اليمن، في البحرين وحتى في السعودية. لذا، فلماذا علينا انتظار السيد نتانياهو ليبرز هذه الأمور؟ لسنا بحاجة إلى ذلك".