النجاح الإخباري - توقعت صحيفة اقتصادية إسرائيلية أن يؤدي أي قرار تركي بقطع العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب إلى تأثيرات كبيرة على بعض مرافق الاقتصاد الإسرائيلية.

وحسب معطيات "معهد التصدير" التابع لوزارة الاقتصاد الإسرائيلية، والتي عرضتها صحيفة "غلوبس" في تقرير نشرته قبل 3 ايام، فإن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل خلال عام 2017 وصل إلى 4.3 مليارات دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 11% على حجم التبادل في عام 2016.

وحسب المعطيات فقد بلغت قيمة الواردات الإسرائيلية من تركيا 2.9 مليار دولار، في حين بلغت قيمة الصادرات الأسرائيلية 1.4 مليار.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعطيات لا تشمل شركات الطيران التركية التي تبلغ مداخيلها من ناتج العمل في إسرائيل عدة مئات من ملايين الدولارات.

وعلى الرغم من أن الخبراء الذين تحدثت إليهم الصحيفة يشيرون إلى أن تركيا ستتضرر أكثر في حال نفذ أردوغان تهديداته، إلا أنهم يحذرون في الوقت ذاته من أن المستهلك الإسرائيلي سيتحمل تبعات أكثر في أعقاب هذه الخطوة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ثلث الحديد والكراميكا المستخدمين في المشاريع الإنشائية والبناء يتم استيرادهما من تركيا، إلى جانب أن مليوني إسرائيلي يستخدمون الخطوط الجوية التركية في تحركاتهم سنويا.

وتشمل الصادرات التركية لإسرائيل مواد البناء، المواد الغذائية، الأدوات الكهربائية.

وتوقعت الباحثة المتخصصة في الشأن التركي في جامعة تل أبيب، ميري موسنزون، أن يتضرر المستهلك الإسرائيلي بشكل كبير في حال نفذ أردوغان تهديداته، مشيرة إلى أن توقف تركيا عن تصدير المواد الغذائية ومواد البناء لإسرائيل سيفضي إلى ارتفاع أسعارهما بشكل واضح.
ونقلت الصحيفة عن خبير في مجال البناء قوله إنه من الصعب أن تجد إسرائيل بديلا عن تركيا في مجال استيراد الأسمنت والحديد، محذرا من أن تنفيذ أردوغان تهديداته يعني زيادة كبيرة في أسعار الشقق السكنية في إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن دان كتربيس، رئيس قسم التجارة الخارجية في "اتحاد الصناعيين" قوله إنه من الصعب العثور عن بديل عن تركيا في استيراد المواد الخام، مستدركا بإنه في حال قررت أنقرة التوقف عن احترام اتفاق التجارة مع إسرائيل، فإن وقتا طويلا سيمر قبل أن يتم تطبيق القرار، بسبب الالتزامات على الجانبين كما وردت في الاتفاق، ومنها ضمان الوفاء بالعقود والاتفاقات التي أبرمت قبل قرار وقف التبادل التجاري.

وتوقع رئيس مكتب التجارة الإسرائيلي التركي، منشيه كرمون، أن يفضي أي قرار تركي بوقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل إلى تكبد الكثير من الشركات الإسرائيلية خسائر كبيرة، إلى جانب أن بعض هذه الشركات ستتضرر بشكل أكبر لأنها قامت بتدشين مصانع لها في تركيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض شركات البناء التي تستثمر في إسرائيل ستتضرر أيضا، مشيرا إلى أن "عملاقة" البناء التركية "يلمزار" تعمل في إسرائيل منذ 20 عاما وقامت بتدشين عدد من الأبراج الفخمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المواد الكيميائية ومشتقات النفط تمثل 75% من الصادرات الإسرائيلية لتركيا، لافتة إلى أن إسرائيل قررت وقف تصدير المنتوجات الأمنية.

وحذرت من أن الشركات الإسرائيلية التي تصدر المواد الكيميائية ومشتقات النفط لتركيا ستتضرر كثيرا، في حين أن تركيا بإمكانها أن تعثر على زبائن آخرين بسهولة.

ونصح جاي إيتان كوهين، المتخصص في الشأن التركي والباحث في "مركز ديان" في جامعة تل أبيب رجال الأعمال الإسرائيليين بوقف التعامل مع تركيا.

من ناحيته طالب عوديد عيران، المدير السابق لـ "مركز أبحاث الأمن القومي" والسفير الإسرائيلي الأسبق في كل من عمان وبروكسل بالتعود على التعايش بدون العلاقة مع تركيا.

وفي مقال منفصل نشرته "غلوبس" أول أمس، قال عيران إن هناك تحالفا غير رسمي معاديا لتركيا يضم السعودية ومعظم دول الخليج ومصر وإسرائيل، مشيراً إلى أن القلق من الخطوات التي تقوم بها تركيا في الإقليم يعد القاسم المشترك بين هذه الدول.

وأشار إلى أن ما يقلق هذه الدول بشكل كبير هو إقدام تركيا على تدشين قواعد في قطر وعلى سواحل المحيط الهندي وتقديم مساعدات لحركة حماس، إلى جانب أنها تعكف على تدشين مشاريع داخل القدس.

وأشار إلى أن العداء المشترك لتركيا يمثل القاسم المشترك الذي قاد إلى بناء تحالف بين إسرائيل وكل من قبرص واليونان، والذي أفضى إلى مأسسة أوجه التعاون الإستراتيجي بين هذه الدول.