غزة - النجاح الإخباري - حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في قطاع غزة لن يتمكنوا من الحصول على المواد الغذائية بحلول شهر حزيران/يونيو القادم في حال لم يتوفر الدعم المالي الكافي لتوريد المواد الغذائية.

وقالت الوكالة في بيان الاثنين: "في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون حول العالم بشهر رمضان المبارك، والذي غالبا ما يتسم بالطبيعة الاحتفالية ووجبات إفطاره، فإن أكثر من نصف عدد سكان القطاع يعتمدون على المعونة الغذائية المقدمة من المجتمع الدولي".

"إذا لم تؤمن أونروا ما لا يقل عن 60 مليون دولار إضافية بحلول حزيران، فإن مقدرتنا على مواصلة تقديم الغذاء لأكثر من مليون لاجئ في غزة ستكون عرضة لتحديات كبيرة"، وفق الوكالة التي أشارت إلى أن حوالي 620 ألف شخص يعانون من فقر مدقع ... وحوالي 390 ألف شخص يعانون من فقر مطلق"، موضحة أن الفقر المدقع يعني عدم القدرة على تلبية الاحتياجاتهم الغذائية الأساسية وأن الفرد يعيش على أقل من 1.6 دولار في اليوم.

البيان أضاف أنه "يتم تمويل أونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية، ولم يواكب الدعم المالي النمو في الاحتياجات. ومن أقل من 80 ألف لاجئ من فلسطين كانوا يتلقون المعونة الاجتماعية من أونروا في غزة عام 2000، هنالك اليوم أكثر من مليون شخص بحاجة إلى معونة غذائية طارئة ولا يمكنهم بدونها أن يعيشوا يومهم".

ويقول مدير عمليات أونروا في غزة ماتياس شمالي إن "هذا يشكل زيادة بحوالي 10 أضعاف بسبب الحصار الذي أدى إلى إغلاق غزة والأثر الكارثي له على المجتمع المحلي، بالإضافة للنزاعات المتعاقبة التي دمرت أحياء بأكملها ودمرت البنية التحتية على الأرض، بالإضافة إلى الأزمة السياسة الفلسطينية الداخلية المستمرة التي بدأت في عام 2007 بوصول حماس إلى السلطة في غزة".

وقال البيان "إن الوفاة المأساوية لـ 195 فلسطينيا – بمن فيهم 14 طالبا من مدارس أونروا، والإصابات الجسدية والنفسية طويلة الأمد التي تعرض لها 290 ألف شخص خلال المظاهرات التي استمرت سنة كاملة والتي عرفت باسم مسيرة العودة الكبرى، تأتي في أعقاب ثلاثة نزاعات مدمرة في غزة منذ عام 2009 وتسببت بمقتل ما لا يقل عن 3790 شخصا وإصابة أكثر من 17 ألفا بجراح".

وتوقع تقرير صدر عن الأمم المتحدة عام 2017 بأن غزة ستصبح غير قابلة للعيش فيها بحلول عام 2020. واليوم، ومع معدل بطالة يبلغ 53% بين الغزيين وأكثر من مليون شخص يعتمدون على معونات الأونروا الغذائية الفصلية، فإن العمل الإنساني الوقائي لوكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك أونروا، والتحويلات التي تأتي من الخارج هي التي منعت غزة من الوصول إلى حافة الانهيار التام.

"في وقت يتسم بعدم اليقين بشكل كبير حيال مستقبل عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، فإن أونروا تعد واحدة من عناصر الاستقرار القليلة في بيئة غاية في التعقيد ومن خلال مواصلة تقديم مهام ولايتها، تظل الوكالة شريان حياة هام في غزة"، وفق البيان.

وتقدم أونروا خدماتها في مجالات الصحة والتعليم والدفاع عن الحقوق والكرامة أمور لا غنى عنها لغالبية سكان القطاع البالغ عددهم 1.9 مليون شخص والأكثر إلحاحا الآن هي المساعدة الغذائية التي تقدمها الوكالة لمواجهة انعدام الأمن الغذائي لأكثر من مليون شخص لاجئ من فلسطين.