النجاح الإخباري - كان مجرد شجار عادي بين طالبين في المرحلة الثانوية، لكنه امتد ليتحول إلى جريمة قتل خارج أسوار المدرسة في مخيم جباليا.
ووفق مصادر محلية، فإن شجاراً نشب بين طالبين في مدرسة ثانوية تقع عند أطراف مخيم جباليا، انتهى بتعرض أحدهم للضرب أمام زملائه، لتمتد التهديدات بالرد عليه في وقت لاحق.
والرد كان عندما تعرض الطالب "م.ن" (17 عاماً) الذي كان يسير برفقة شقيقه الأصغر في منطقة "الفالوجا" غرب المخيم، مساء أول من أمس، لاعتداء من زميله بآلة حادة رداً على الشجار الذي وقع بينهما داخل المدرسة، ما أسفر عن مقتل الطالب "م.ن" على الفور وإصابة شقيقه بجروح بالغة.
ووصلت شرطة غزة إلى مكان الحادث ونقلت الضحية وشقيقه إلى المستشفى الأندونيسي، وتمكنت من فض التجمع، وردع من وصل من ذويهما تفادياً لتوسع الشجار بين العائلتين، ونشرت مزيداً من قواتها في أماكن سكن الطرفين.
وأقدم شبان من عائلة المجني عليه أمس الجمعة بإشعال النار في إطارات السيارات عند المفترقات في المنطقة، احتجاجاً على جريمة قتل ابنهم، فيما عملت شرطة غزة بمزيد من الجهد للحد من تفاقم الشجار وتهدئة الأجواء.
وبدأت دائرة الإصلاح العشائري والوجهاء بالتدخل لرأب الصدع بين العائلتين، فيما تم ترحيل عائلة الفتى الجاني.
وتمكنت شرطة غزة من القبض على الجاني الذي كان تمكن من الهرب بُعيد تنفيذ جريمته، وفتحت تحقيقاً موسعاً في الحادثة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الحادثة هي الثانية في غضون شهر، فقد قتل الفتى إياد محرم (17 عاماً) على يدي فتى في مثل سنه بعد أنه اعتدى عليه بآلة حادة.
وتبين من دوافع الحادثة كانت خلافاً على خلفية تبادل شتائم على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة د. نبهان عمر: "قد تبدو الاختلافات في الرأي بين طلاب المدارس، عادية جداً، لكن أن تصل إلى الشجار والتشابك بالأيدي فهذا يؤكد أن هناك خللاً ما في السلوك".
وأضاف: ما يمارسه المراهقون من عنف قد يكون ناجما أيضاً عن عنف ممارس عليهم سواء من الأسرة أو المدرسة أو مختلف مكونات المجتمع، وهو ما يحاول الطلاب الذين لم يبلغوا بعد السن القانونية تطبيقه على غيرهم.
أوضح "عمر" أن مقتل أحد هؤلاء على أيدي زميله نتيجة لشجار بدا بداخل المدرسة وانتهى خارجها بالقتل، يؤكد بالدليل القاطع أنها ليست جريمة منظمة، وإنما سلوك عدواني متفاقم، مطالباً بإعادة النظر فيما يجري من تربية وتقويم سلوكي بداخل المنازل والأسر والمدارس.
من جانبه، قال سليم الهندي ناشط مجتمعي من مخيم جباليا، أن الشجار بدأ في المدرسة لكنه لم ينته داخلها أيضاً، ولذا يقع دور كبير على عاتق المدرسة وأقسام الإرشاد فيها، لمعالجة أي إشكالية بين الطلاب داخل مدارسهم، ومنع خروجها إلى خارج أسوار المدرسة.
من جهته، دعا طلال أبو ركبة مدير مجلة تسامح الصادرة عن مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، إلى تعزيز فكرة التسامح وتقبل الآخر سواء كان على المستوى السياسي أو المجتمعي"، مشيراً إلى أن الشجارات الطلابية في سن المراهقة جزء من مسلسل تكوين شخصياتهم، لكن أن تؤدي إلى القتل أو الإيذاء باستخدام أدوات حادة فهو شيء مرفوض.
وأكد فضرورة أن تعمل مختلف المؤسسات على نشر فكرة التسامح بين مختلف أفراد المجتمع، وتعزيز مبدأ "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".
وطالب "الهندي" بأن تقوم وزارة التربية والتعليم بجهود كبيرة من خلال إدارات المدارس لوأد أي خلافات طلابية، وتعزيز مبدأ الحوار بينهم، مؤكداً أهمية أن تبدأ بوضع وتنفيذ أنشطة لا منهجية تعزز فكرة التسامح وتقبل الآخر، أو حتى إدراج مناهج تحض على ذلك.

المصدر: خليل الشيخ/الايام