النجاح الإخباري - يحذر عالم جيولوجيا ومستشار لرئيس أركان جيش الاحتلال من فائدة الجدار الذي تبنيه إسرائيل على حدود قطاع غزة، وقسم منه تحت الأرض، من أجل منع حفر أنفاق هجومية تمتد من القطاع باتجاه أراضي 48 ستكون محدودة لفترة معينة.

ورغم التكلفة المرتفعة لبناء هذا الجدار، إلا أن شركات أجنبية تمتنع عن التقدم لمناقصات لتنفيذه.

يشار إلى أن تكلفة بناء هذا الجدار تقدر بنحو مليار دولار، ونشرت وزارة الأمن الإسرائيلية حتى الآن مناقصات لتنفيذ أعمال فيه بمبلغ يتراوح بين 100 و200 مليون دولار. ويصل طول هذا الجدار إلى 65 كيلومترا، ويتوقع انتهاء العمل فيه بعد سنتين، وسيعمل فيه نحو ألف عامل في 40 موقعا.

لكن صحيفة «ماركر» الإسرائيلية ذكرت في تقرير نشرته أمس أن مصادر ضالعة في موضوع بناء هذا الجدار تشكك في أن تكلفة بنائه ستتجاوز الميزانية المخصصة له، وذلك على ضوء التعقيدات التكنولوجية وانعدام الوضوح حيال جزء من مركباته الهندسية.

وبعد نشر أربع مناقصات لبناء مقاطع من هذا الجدار، الأسبوع الماضي، امتنعت شركات أجنبية تعمل في إسرائيل عن التقدم لهذه المناقصات، «لأسباب سياسية» حسب الصحيفة. إذ امتنعت شركات صينية، تعمل في بناء خط سكة القطار البلدي في تل أبيب، وشركات فرنسية تعمل في مجال البناء داخل إسرائيل. ولا تخفي وزارة الأمن الإسرائيلية أن بناء هذا الجدار يأتي أيضا من أجل تحقيق غايات نفسية لتهدئة روع سكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، الذين يتخوفون من الأنفاق الهجومية، وقالوا خلال السنوات الماضية إنهم يسمعون داخل بيوتهم أصوات حفر أنفاق. 

ونقلت الصحيفة عن عالم الجيولوجيا والعقيد في الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، يوسي لنغوتسكي، وشغل منصب مستشار رئيس الأركان لشؤون الأنفاق، قوله إن «حواجز تحت الأرض من أجل منع التسلل عبر أنفاق ليست مجدية سوى لفترة زمنية محدودة وحسب.

وتابع محذرا «هذا كان رأيي الذي قدمته إلى جهاز الأمن منذ عام 2005 . حتى لو كان التسلل عبر الحاجز الجديد إلى الأراضي الإسرائيلية ليس بسيطا، إلا أن عدوا عنيدا وذكيا مثل حماس سيجد السبيل للقيام بذلك. وبناء حاجز بتكلفة مليارات هو إثبات فشل جهاز الأمن، الذي لم ينجح طوال 15 عاما في التغلب على تهديد الأنفاق». 

واعتبر هذا الخبير أن «زيادة الاحتمال لحل كان ولا يزال مشروطا بإقامة «مديرية أنفاق» تختص في موضوع الأنفاق وتجمع على مدار سنين الخبرات المطلوبة لمنع هذا التهديد هي عملية متسرعة للتهدئة «.» بالأساس يشار الى أن أوساطا عسكرية ومدنية واسعة قد انتقدت الجيش لفشله في مواجهة أنفاق المقاومة الفلسطينية من غزة التي استخدمتها وفاجأت بها الجانب الإسرائيلي خلال عدوان «الجرف الصامد» عام 2014.