هاني حبيب - النجاح الإخباري - مؤشرات جديدة، تؤكد أن ليس هناك ما يسمى صفقة القرن من الناحية العملية الصرفة، ذلك بعد ما تقدمت به إدارة ترامب من خطوات بدأت مع إعلانها عن القدس عاصمةً للدولة العبرية وإغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ووقف الدعم المالي الأميركي لوكالة الأونروا وتشجيع إسرائيل على المضي قدمًا بخطواتٍ متدرجة نحو ضم الضفة الغربية، هذه المؤشرات تؤكد مجددًا على ما خلص إليه الرئيس عباس من أن صفقة القرن قد انتهت.

 

من بين هذه المؤشرات التي تؤكد ذلك، الإعلان بين وقتٍ وآخر عن موعد إطلاق الصفقة ثم الاعلان عن تأجيلها وذلك عدة مرات منذ الحديث عنها، وقبل أيام نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الصفقة ستعلن اثر تشكيل الحكومة الإسرائيلية بصرف النظر عن رئيسها، غير أن مصادر أمريكية سياسية وبحثية، أشارت إلى عدم إمكانية مثل هذا الاعلان لأسبابٍ عديدة، منها أن أي حكومة إسرائيلية جديدة لن تنشغل في بداية عملها بالتعامل مع هذه الصفقة التي من المتوقع أن تثير العديد من المشكلات والخلافات، ثم أن إدارة ترامب المنشغلة بتعقيدات التحقيق الممهد لعزل الرئيس الأميركي من قبل الحزب الديمقراطي، لن تسمح لها بالتركيز على هذه الصفقة، كما أن تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة الخليج العربي أدت إلى تراجع حماس بعض الدول العربية الخليجية حول مسألة التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث كان من المتوقع أن تعتبر هذه المسألة إحدى أهم محاور الصفقة، يضاف إلى ذلك فإن فشل مؤتمر البحرين أدى إلى سقوط الرهان الأميركي بهذا الشأن خاصة أنه تم تجاهل ونسيان هذا المؤتمر ووضعه جانبًا وكأنه لم يكن ويعود ذلك بشكلٍ أساسي إلى الموقف الفلسطيني الصلب إزاء صفقة القرن وكل مشتقاتها.

إن التردد في الإعلان عن هذه الصفقة ما يشير إلى أنها باتت أزمة أكثر من كونها حلاً، ذلك يعود بدرجة أساسية إلى أنها لم تعد قائمة من الناحية العملية فالتأجيل المتكرر يشير إلى تلاشي الصفقة، يعود ذلك جزئيًا إلى الاشارات التي سبق وأن تناولناها إلا أن إفشال هذه الصفقة منذ بدء الحديث عنها يعود في الجوهر إلى الموقف الفلسطيني الذي رفض أي شكل من أشكال التعامل معها، وطرح بديلاً عن ذلك -على ضوء الموقف الأمريكي الذي انتقل من دور الداعم لإسرائيل إلى دور الشريك لها- مؤتمر دولي للسلام بإشراف الأمم المتحدة على قاعدة ومرجعية القرارات الدولية بشأن الصراع في الشرق الأوسط وعلى الأخص على الملف الفلسطيني – الإسرائيلي.